تحولت الأنظار من محافظة الرقة السورية نحو إدلب عقب سقوط ما كان يسمى “الدولة الإسلامية”، ودخول “قوات سوريا الديمقراطية” مناطق “داعش”، حيث يجمع المتابعون لجولات الحرب في سوريا على انتقال عدد كبير من التنظيمات التي تضم مقاتلين أجانب الى ادلب، وبالتالي تحقيق حلم الإمارة اإسلامية والذي سعى إليه طويلاً أبو محمد الجولاني.
في هذا المجال، تشير تقديرات أجهزة أمن معنية إلى أنّ ساحة الحرب السورية استقطبت آلاف المرتزقة من الأجانب من مختلف أصقاع العالم بهدف الانضمام إلى صفوف الجماعات المسلحة المتقاتلة في سوريا.
وتوضح التقارير الواردة أن هذه العناصر الأجنبية القادمة من أكثر من 92 دولة حول العالم، حضر أغلبهم من المغرب العربي، ودول وسط آسيا وروسيا وأوروبا والصين، والذي وصل تعدادهم اليوم لرقم يتجاوز 3000000 مقاتل يتمركز معظمهم في إدلب حالياً.
الملفت أن عدد القادمين من دول الاتحاد الأوروبي وحدها يبلغ 21 ألف مقاتل، يتم تجنيد واستقطاب غالبيتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليصلوا إلى إدلب أولاً، ليصار إلى فرزهم إلى جبهات القتال في شتى مناطق المعارك في سوريا.
أمّا في ظلّ الوضع الحالي، توزّعت أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب بين محافظتي إدلب ودير الزور، وقد تحوّلت إدلب المركز الأوّل بحكم كونها الإمارة اﻻسلامية التي تقع تحت سيطرة “جبهة النصرة” حصراً.
وفق المعطيات المسربة عن طبيعة تنظيم المقاتلين الأجانب، فإنّ هؤلاء يعاملون بصيغة تفاضلية عن الكوادر السورية، فغالبية المقاتلين في معارك إدلب اليوم، يندرجون تحت مسمّى “الأمراء المهاجرين” وينتمون إلى جنسيات غير سورية، يتدرجون في “طبقات” تعبر عنها هيكلية “جبهة النصرة” الجناح العسكري لـ”تنظيم القاعدة” في بلاد الشام منذ أن استقرت بالأراضي السورية.
هذه الهيكلية تصنف المقاتلين المنضوين تحت لوائها بطبقات تحمل تسميات اجتماعية، بحسب ما كان يفترض قيام “حلم الإمارة” المستقبلي، وهي تتدرج كالتالي: طبقة الأمراء المهاجرين، طبقة الممولين، القضاة الشرعيين، طبقة حراس حدود الإمارة (المرابطين)، وأسفل السلم الطبقي، طبقة المقاتلين “من حراس وحارسات وخدم” وهم من السوريين، بينما تمنح الطبقات العليا للجنسيات الأجنبية.
أيضاً وعقب مستجدات ميدانية، يتمركز في إدلب مجلس قيادة “النصرة” لمتابعة إدارة العمليات العسكرية على كامل الأراضي السورية، فعلى سبيل المثال لا الحصر تمّ ربط جبهة الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق بغرفة عمليات إدلب ما أدّى لإرباك في إدارة العمليات على الأرض.