جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / “الانتخابات” وراء التصعيد السياسي
مجلس النواب

“الانتخابات” وراء التصعيد السياسي

يبدو ان رئيس الحكومة سعد الحريري لم يعد قادرا على اغماض العينين، فيما شركاؤه في السلطة والحكومة يشدون الرحيل باتجاه التواصل المباشر مع النظام السوري، بقدر ما يبدو هؤلاء مرغمين على اعتماد هذا المسار تحت تأثير الحلفاء المتورطين في الازمة السورية، ولذلك قرر الحريري رفع الصوت بعد طول صمت، فيما وضع الرئيس ميشال عون ملف النازحين على طاولة التشاور مع الداخل والخارج بدءا من سفراء الدول الكبرى امس.

الوضع المتناقض عينه بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي في الجبل بعد نبش رئيس التيار الوزير جبران باسيل قبور المصالحة بين الموارنة والدروز، كما بين التيار الحر والقوات اللبنانية رغم استمرارية الالتزام بشعار «اوعا خيك».

الاوساط المتابعة ترى لـ «الأنباء» ان الانتخابات النيابية وما تتطلبه من شعارات ومواقف شعبوية هي الاساس في التسخين السياسي الحاصل مع الكثير من الاستجابات لارتباطات الاطراف الخارجية، ما يعني ان ما قد نشهده من توترات سحابات صيف انتخابية. وعلى أي حال، الاشتباك بدأ بانتقاد وزير الداخلية نهاد المشنوق للسياسة الخارجية «الشاردة»، وقال في احتفال لخريجي مدارس المقاصد ان هناك من يمارس السياسة الخارجية التي يريد والا «فلنبلط البحر، وبصراحة أقول نحن لن نبلط البحر».

واضاف: لا يمكن ان يستمر ويبقى مع سياسة الصدمة، او بسياسة الارغام او الالزام، ونحن لا نمشي لا بالصدمة ولا بالالزام ولا بالارهاب، وسيجربوننا بعد قليل ويرون ردة الفعل على هذا المسار.

وسرعان ما رد الوزير جبران باسيل من منطقة عاليه، حيث كان يقوم بجولة على القرى المسيحية بقوله: من لا تعجبه سياستنا الخارجية المستقلة هو المستتبع للخارج وغير المعتاد على الحياة بلا تبعية، اما نحن فنعيش مرفوعي الرأس.

الوزير المشنوق رد على الرد قائلا: لست مستتبعا لأحد مثل الكثيرين، في حين قال خلدون الشريف مستشار رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ردا على باسيل ان المادة 65 من الدستور تعتبر السياسة الخارجية منوطة بمجلس الوزراء وليس بالوزير وحده.

معارك باسيل لم تقتصر على تيار المستقبل، اذ تناول من رشميا بقضاء عاليه حرب الجبل، معتبرا ان عودة المهجرين الى هذه القرى لم تتم او ان المصالحة لم تكتمل، وان العودة السياسية تتم من خلال انتخاب من يمثل اهل المنطقة، وقال: من حق الانسان ان يعرف اين هم اهله واين دفنت عظامهم، والمصالحة ليست استلحاقا بالآخر، او استتباعا له، وقد تكون مع عدم النسيان.

هذا الكلام استفز النائب وليد جنبلاط ونواب كتلته ورد في تغريدة على تويتر ضمنها صورتين للبطريرك بشارة الراعي والبطريرك السابق نصرالله صفير الذي وقع «مصالحة الجبل» معه.

وقال جنبلاط في تغريدته: السلام على بطريرك السلام على صفير وعلى بطريرك المحبة الراعي.

يضاف الى مشهد العلاقات المهزوزة بين اهل الحكم تراجع الانسجام بين التيار الحر والقوات اللبنانية والذي ازداد تباعدا بدعوة رئيس القوات د.سمير جعجع من استراليا رئيس الجمهورية ميشال عون الى المبادرة الى استعادة قرار الدولة، وقال د.جعجع: ان عودة نفوذ الاسد الى لبنان خط احمر رغم عملية الاحتيال الكبيرة الجارية حاليا.

لكن يبدو ان اندفاعة فريق الرئيس عون نحو سورية فيما خص ازمة النازحين مستمرة، وقد باشر جولة اتصالات لهذه الغاية بدأها امس مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن بحثا عن مخارج لمسألة النازحين، بينما يرى رئيس الحكومة ان ذلك ممكن فقط عبر الامم المتحدة.

المصادر المتابعة تخشى ارتداد هذه التجاذبات بين اهل الحكم على جلسات مناقشة واقرار الموازنة العامة اعتبارا من اليوم من باب قطع حساب الموازنات السابقة والذي مازال محل نقاش حول مصير 11 مليار دولار صرفت من خارج الموازنة.

وقال عون إن لبنان لم يعد قادرا على تحمل عدد اللاجئين السوريين على أراضيه، ودعا القوى العالمية للمساعدة في إعادتهم إلى المناطق التي يسودها الهدوء ببلادهم، قبل أن ينفجر الوضع في لبنان.

وأضاف لعدد من السفراء الأجانب وممثلي منظمات إقليمية ودولية إنه يريد إيجاد سبل لمساعدة اللاجئين على العودة بأمان إلى سورية وإنه لا ينوي إجبارهم على العودة لأماكن يمكن أن يتعرضوا فيها للاضطهاد، داعيا الى عدم تخويف اللاجئين من العودة الى بلادهم.

وذكر المكتب الإعلامي للرئاسة اللبنانية ان عون أبلغ ممثلي الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن خلال اجتماع في بيروت «وطني لم يعد قادرا على تحمل المزيد».

وقال متحدث باسم المكتب الإعلامي إن عون قال للسفراء إن هناك مناطق في سورية الآن خارج إطار الحرب ومناطق عاد إليها الهدوء.
(الانباء الكويتية)