علّق المستشار السياسي للرئيس نجيب ميقاتي خلدون الشريف على هجوم الرئيس سعد الحريري على الرئيس ميقاتي على خلفية انتقاد الأخير قانون الضرائب، معتبراً أن “المشكلة مع الحريري تكمن في التنازلات السياسية التي يقدمها على حساب الموقع السنّي الأول”.
وقال الشريف في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” إن “هناك شبه إجماع على أن الحكومة الحالية ليست حكومة الحريري، بل حكومة كلّ الوزراء ما عدا الحريري”. ورأى أن “انتقاد الرئيس ميقاتي لأداء الحكومة، هو واجب وطني ودستوري وغير مرتبط بانتخابات من هنا، أو سجال من هناك أو اختلاف من هنالك، بل لتصويب أداء رئيس الحكومة بالمطلق”، مذكراً أن “موقع رئاسة الحكومة ليس ملكاً لرئيسها، بل هو وفق الدستور الموقع السنّي الأول في لبنان”. وحذّر الشريف من أن الحريري “يجلس الآن على رأس جبل تنازلات”، لافتاً إلى أن “السنة باتوا يشعرون بأنهم أيتام في عهد حكومة الحريري، وهذا ما قاله كبار الكتّاب والمحللين في لبنان والعالم العربي”. وقال إن “الشراكة التي لا تقوم على التكافؤ تصبح تبعيّة، ونحن من منطلق وطني ولا طائفي، لا نرغب في أن يشعر أي طرف لبناني باليتم، فكيف بالطائفة السنيّة؟”.
وقدّم الشريف أمثلة على تجاوز صلاحيات الرئاسة الثالثة، فأوضح: “لم يسبق لرئيس حكومة بتاريخ لبنان، أن زار وزراؤه دولة شقيقة أو صديقة رغم إرادته (زيارة وزراء أمل وحزب الله إلى دمشق)، ولم يسبق لوزير خارجية دولة أن التقى وزير خارجية دولة أخرى (لقاء جبران باسيل ووليد المعلم في نيويورك)، وقال إن اللقاء جرى على أرض محايدة، يستطيع فيها الكل أن يلتقي الكلّ”، منبهاً بأن “السياسة الخارجية للدولة يضعها رئيس الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية، وليس وزير الخارجية”، معتبراً أن “تجاوز صلاحيات رئيس الحكومة بدأ يراكم سوابق ويكاد تصبح عرفاً، ونحن لا يمكن أن نتخلى عن ذرّة من صلاحياتنا طالما النظام السياسي في لبنان على هذا الشكل”.