أكد العقيد أحمد الحمادي، المتحدث باسم الجبهة الشمالية للجيش الحر، عدم إصابة أبو محمد الجولاني زعيم ” النصرة ” فرع القاعدة في سوريا، في الضربات الجوية الأخيرة التي شنتها طائرات السوخوي الروسية في محافظة إدلب.
وأوضح في حديث لـ”العربية.نت”، الجمعة، أن الضربات الجوية كانت استهدفت مقر المحكمة الشرعية الخاصة بجبهة النصرة وفتح الشام الواقعة في منطقة أبو الضهور شرق إدلب، مشيرا إلى أن الجولاني لا يتواجد في المنقطة ذاتها.
كما كشف المتحدث أن “الجولاني لم يصب لأنه عادة لا يتواجد في المحكمة الشرعية قيادات الصف الأول وإنما قضاة وشرعيون، ولا نعرف حتى الآن من المستهدف الأساسي والحقيقي من هذه الضربات”. وأضاف: “بالطبع قيادات فتح الشام (القاعدة) ليست بهذه السذاجة لكي تجتمع بشكل علني أمام العامة”.
إلى ذلك، أشار المتحدث باسم الجبهة الشمالية للجيش الحر إلى أن الضربة الجوية الأخيرة لأحد مراكز جبهة النصرة، والتي أعلنت عنها وزارة الدفاع الروسية إنما تعد الأولى. وأضاف: “كافة الضربات الجوية التي نفذها الطيران الروسي في سوريا منذ اندلاع الأزمة إنما كانت موجهة فقط لاستهداف الجيش الحر والمناطق المدنية، والإعلان عن هذه الضربة لا يتعدى كونه محاولة خجولة لإثبات صدق نوايا موسكو أمام المجتمع الدولي بمحاربتها لتنظيم القاعدة واستهداف قياداته”.
يذكر أن روسيا أعلنت، الأربعاء، أن القائد العام لهيئة تحرير الشام محمد الجولاني في “حال حرجة” إثر إصابته في غارة روسية أسفرت عن مقتل 12 قياديا في الهيئة. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنها شنت، الثلاثاء، ضربات جوية بعد تلقيها معلومات عن عقد اجتماع لهيئة تحرير الشام، وأبرز مكوناتها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة).
كما جاء في بيان لوزارة الدفاع: “على إثر هذه الضربة، أصيب قائد جبهة النصرة محمد الجولاني بجروح خطيرة وعديدة وبترت ذراعه، وهو في حال حرجة بحسب عدة مصادر مستقلة”.
الجولاني وإيران
على صعيد آخر، أكد الرائد حسن إبراهيم، عضو الهيئة العليا للتفاوض، وجود معلومات موثقة تثبت علاقة إيران بالجولاني وجبهة النصرة، مشيرا إلى أن كل ما حدث في سوريا من قبل الجولاني والقاعدة إنما صب في مصلحة إيران والنظام السوري، “اللذين ساعدا الجولاني على التغول في الساحة السورية من خلال استهداف جميع فصائل الجيش الحر”.
وقال: “اتفاقية المدن الأربع التي وقعت بالدوحة كانت بين جبهة النصرة وحزب الله والقطريين والإيرانيين، بهدف إحداث تغيير ديمغرافي في جنوب سوريا واستنساخ حالة الضاحية الجنوبية في لبنان، فالجولاني وأحرار الشام هم من وقعوا هذا الاتفاق الذي كان برعاية إيرانية – قطرية”.
كما قلل الرائد إبراهيم من أهمية التصريحات الروسية بشأن استهداف الجولاني، حيث لطالما كان تنظيم القاعدة ورقة إيرانية يدفع به وفقا لمصالحه السياسية قائلا: “عبر طريق مفتوح من أفغانستان مرورا بإيران ووصولا إلى سوريا، تمكن عدد من قيادات القاعدة من الدخول إلى الأراضي السورية”.
إلى ذلك، أكد أن الظواهري نفسه، زعيم تنظيم القاعدة، دخل الأراضي السورية بين 2012 و2013, مضيفا: “من الواضح أن جماعة قاعدة خراسان سيكون لها الدور القادم والأخطر في سوريا بعد الجولاني”.