نشرت صحيفة “أ بي ثي” الإسبانية تقريرا، عرضت فيه جملة من أسرار الطائرات والرحلات الجوية التجارية، حيث أجابت عن بعض أكثر تساؤلات المسافرين شيوعا، مثل سبب عدم وجود نوافذ مربعة، والشروط المتعلقة بمواصفات المضيفات، وكيفية تنظيم مقاعد الجلوس، والأماكن السرية داخل الطائرة.
وقالت الصحيفة إن الطائرات ظلت تخفي العديد من الأسرار منذ بداية تسيير الرحلات التجارية سنة 1914. وعلى الرغم من أن التنقل بالطائرة تحول من رفاهية نادرة إلى روتين يومي ووسيلة تنقل في متناول الجميع، إلا أن العديد من الألغاز الغامضة لا تزال تثير فضول المسافرين.
وأشارت الصحيفة، أولا، إلى أن سبب الشكل الدائري للنوافذ هو أنها عندما كانت تصنع في شكل مربع تسببت بكوارث جوية، خاصة الحادثين المميتين اللذين وقعا في الجو في منتصف القرن العشرين. وقد دفع هذا المعطى خبراء الطيران للبحث عن سبب هذا التصدع الذي تعرض له جسم الطائرة.
وبعد أبحاث مطولة، توصل هؤلاء الخبراء إلى أن النوافذ المربعة تتسبب في ظهور تشققات وتصدعات في الأركان الأربعة للنافذة؛ بسبب ارتفاع قوة الضغط في الجو، بشكل لم يتحمله هذا التصميم ذو الشكل المربع، وبالتالي فهو يؤدي للانفجار.
وأضافت الصحيفة أنه لهذا السبب الوجيه نرى أن كل نوافذ الطائرات اليوم تتخذ شكلا دائريا. في الواقع، تتكون هذه النوافذ من ثلاث طبقات من الزجاج، وهي الطبقة الخارجية التي يمكنها تحمل تغير الضغط الجوي، والطبقة الداخلية المقاومة للكسر من الداخل، وبينهما طبقة تعمل على تعديل تدفق الهواء. فضلا عن ذلك، يوجد في هذه النوافذ ثقب متناهي الصغر، ما يحول دون انفجار هذه النافذة.
وذكرت الصحيفة، ثانيا، أن أكثر الأماكن أمنا في الطائرة هي المقاعد الأمامية، إلا أن المصورين عادة يفضلون الجلوس تحت المثلث الأسود، الذي يشير إلى المقاعد القريبة من منطقة الجناحين؛ لالتقاط الصور.
وأضافت الصحيفة أن المقاعد التي تقع تحت المثلث الأسود تعدّ الأفضل لمشاهدة الجناح وعملية إقلاع الطائرة وهبوطها. وتجدر الإشارة إلى أن المثلث الأسود المرسوم على جدران الطائرة الداخلية لا يهدف فقط لإرشاد المصورين، بل يرشد طاقم الطائرة أيضا إلى أفضل مكان لمراقبة حالة الجناحين في حال وجود ثلج أو مشكلة آخرى فيهما.
وأفادت الصحيفة، ثالثا، بأن الكثيرين يتساءلون عن سبب عدم تناسق أماكن المقاعد مع النوافذ، إذ إن المسافرين يفضلون الجلوس بجانب النافذة مباشرة؛ لالتقاط الصور ومتابعة عملية الطيران، بيد أنهم غالبا ما يجدون أنفسهم جالسين بين نافذتين. فكل الطائرات مصممة حتى يكون كل مقعد بجانبه نافذة، إلا أن شركات الطيران تقوم بتحريك المقاعد وتقريبها من بعضها، وهو ما يحرم الركاب من التمتع بالمشاهد الجميلة.
وتحدثت الصحيفة، رابعا، عن الشروط والمقاييس المفروضة على انتداب طاقم الضيافة في الطائرة. فطول قامة المضيفين يجب ألّا يقل عن 1.57 متر حتى يتمكنوا من الوصول لخزانة وضع الأمتعة فوق الرؤوس، التي يبلغ ارتفاعها عادة 1.80 متر. كما ينبغي أن يكونوا بهذا الطول؛ ليتمكنوا أيضا من القيام بإجراءات الإخلاء في حال حدوث طوارئ.
وكشفت الصحيفة، خامسا، أن طاقم الضيافة في الطائرة يتمتع بعدد من الأماكن السرية، التي لا يعرفها ولا يصل إليها الركاب. وفي هذه الأماكن السرية، يكون بمقدور المضيفين والمضيفات النوم والحصول على قسط من الراحة.
والجدير بالذكر أن كل نوع طائرة يحتوي على عدد محدد من الأماكن السرية، فطائرة البوينغ 777 توجد فيها غرفة سرية مصممة لراحة المضيفين والمضيفات، موجودة مباشرة فوق مقاعد الدرجة الأولى. وفي الغالب، يتم الدخول إليها عبر أدراج سرية، ولا يفتح الباب إلا ببطاقة مغناطيسية أو مفتاح خاص.
وتطرقت الصحيفة، سادسا، إلى أحد أغرب شركات الطيران في العالم، ألا وهي شركة “تاكس سوتن” المتخصصة في نقل الخيول؛ إذ إنها تستخدم طائراتها فقط في نقل الأحصنة، ونادرا ما تنقل حيوانات أخرى. وعلى مدى العقود الخمسة الماضية، ارتبط اسم شركة “تاكس سوتن” بتوفير رحلات مريحة من الدرجة الأولى للخيول، لتكون رائدة في هذا المجال في منطقة أميركا الشمالية.
وفي الختام، بينت الصحيفة أن هذه الشركة قامت بإدخال تعديلات على كل الطائرات التي اشترتها؛ حتى تكون ملائمة لهذا الغرض، حيث أزالت المقاعد المريحة، وحولت المساحة الداخلية إلى إسطبلات تتوفر فيها احتياجات الأحصنة.
(عربي 21)