جاءت زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون للأردن أوّل من أمس، ولقاؤه قائد الجيش الاردني الفريق الأول الركن محمود عبد الحليم فرحات، والمعروف برتبة رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلّحة الأردنية، ومن ثم تتويجها بلقاء الملك عبدالله بن الحسين، لتؤكد مكانة لبنان وجيشه بين الدول الشقيقة وأهميّة الموقع الذي احتله بعد عملية «فجر الجرود» والانجاز الذي حققه في مواجهة الارهاب. واللافت في الزيارة، أنها الأولى لبلد عربي هو على تماس مباشر، مع الأخطار سواء من جهة اسرائيل، أو من خلال محاولات الجماعات الارهابية المتكررة، لجعل الأردن، موطئ قدم لها في المنطقة، على غرار المحاولات التي كانت سعت لتكريسها في لبنان.
أهمية بالغة وصفت بها زيارة قائد الجيش للأردن والتي سوف يظهر تأثيرها الإيجابي خلال المرحلة القريبة المقبلة، وهي جاءت لتأكيد وتفعيل الدعم الذي بدأ يحظى به لبنان دوليّاً وإقليميّاً منذ أن ظهر كبلد انتصر على الإرهاب على الرغم من قدرات جيشه المتواضعة، ومع هذا إستطاع أن يُسجّل إنتصاراً نوعيّاً يُضاف إلى سجلاّت الشرف وليُشكّل عامل دفع ليكون على طاولات المباحثات الدولية في شأن تعزيز الأمن المُشترك ومكافحة الإرهاب. ومن هنا إزدادت أهمية لقاء عون وفرحات مع العلم أن التنسيق بين الجيشين اللبناني والأردني، قائم منذ زمن، وبحسب ما أكدت مصادر عسكرية لـ «المستقبل»، فإن «هناك ضباطاً لبنانيين يخضعون للعديد من الدورات العسكرية هناك. كما يوجد تبادل معلومات ومناورات وتبادل خبرات».
الزيارة ذات الطابع العسكري إلى الأردن، كانت قد سبقتها زيارتان سياسيّتان للرئيسين ميشال عون وسعد الحريري.
الأولى في 14 شباط الماضي، وجاءت ضمن جولة عربية للرئيس عون، تم التأكيد مع الملك الأردني على تفعيل التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وقد قرّر الملك عبدالله يومها، زيادة التعاون الأمني ورفع عدد الضباط اللبنانيين المشاركين في دورات التدريب، في حين ركز عون على ضرورة تنسيق الجهود لإيجاد حلول لأزمة النازحين السوريين وإنهاء معاناتهم. وقد خلص اللقاء إلى تعميق العلاقة بين البلدين بكافة أشكالها وتمتين جسور التعاون وضرورة تنسيق وتوحيد المواقف حيال الأزمة السورية».
أمّا الزيارة الثانية فكانت في 28 آذار الماضي، وقد شارك فيها الرئيسان عون والحريري في اعمال القمة العربية الثامنة والعشرين في البحر الميت. وقد حظيت المشاركة يومها، بأهمية بالغة واستقبال رسمي حاشد، شارك فيه الملك عبدالله في مطار الملكة علياء. والمُلاحظ أن المكانة التي احتلها لبنان بين مصاف الدول المواجهة للإرهاب، تُرجمت ليس فقط من خلال إنتصاره على الارهاب في الجرود، إنما من خلال العمليات الأمنية والنوعية في الداخل والتي أرست حالة استقرار غير مسبوقة كان قد أكد العهد الحالي، رئاسة وحكومة، على العمل والسعي للوصول اليها من خلال تعزيز قدرات الجيش ومنحه الغطاء السياسي اللازم، بالإضافة إلى تسهيل دعمه في المجال العسكري وتسليحه من خلال فتح مجال التعاون بين قيادته وبين دول ترى في لبنان بلداً مُعرّضاً لمخاطر وإعتداءات إرهابية، ومُهدداً في حدوده في ظل العدو الاسرائيلي والجماعات الإرهابية.
وتعود المصادر لتؤكد أن «كل العلاقات العسكرية والأمنية وتبادل الخبرات، بدأت تزداد منذ انتصار الجيش في معركة فجر الجرود، والانجاز الذي حققه والذي وضع العديد من الدول في موقع التساؤل عن سر قوة الجيش اللبناني وكيفيّة انتصاره على الارهاب، على الرغم من قدراته المتواضعة، والتي استطاع من خلالها أو ربما تحويلها إلى عامل قوّة لا تقل شأناً عن القوة العسكرية التي تمتلكها العديد من الجيوش. وقد تُرجم هذا الفعل في أرض الميدان سواء من ناحية الدقة، أو لجهة الوقت الزمني الذي إنهارت على اثره الجماعات الارهابية»، لافتة إلى أن «كل هذه الامور ساعدت وما تزال تساعد في أكثر من مكان، في جعل لبنان محطّة هامّة بين الدول واعتباره من الدول الداعمة للاستقرار في المنطقة وفي طليعة المواجهين للمشروع الارهابي».
زيارة قائد الجيش للأردن، سوف تتضمّن بحسب بعض المطلعين على أجوائها، صفقة دبابات وأسلحة متطورة قد يحصل عليها الجيش اللبناني في الفترة المقبلة. وإن صحّت المعلومات التي تحوّلت خلال الساعات القليلة الماضية إلى شبه مؤكدة، سوف تُعزّز من قوّة الجيش وإمكانية مواجهته لأي محاولات تهدف إلى زعزعة أمنه وخصوصاً في الشق المتعلق بحماية الحدود». وهنا تكشف المصادر، أن «هذه الأمور سوف تتم متابعتها بلقاءات لاحقة بين ضباط لبنانيين وأردنيين، ستؤدي بكل تأكيد، إلى دعم متعدد ومتنوّع، سواء في تكثيف الخبرات العسكرية والأمنية بين البلدين، أو لجهة تفعيل التنسيق من أجل مواجهة خطر الإرهاب والاستفادة من المواجهة التي قام بها الجيش في الجرود ضد تنظيم داعش».
وفي الختام تؤكد المصادر، أن قائد الجيش «لاقى استقبالاً وحفاوة خلال لقائه المسؤولين الأردنيين، لا سيما الملك الأردني الذي أكد مراراً، دعم بلاده للبنان في كافة الميادين لا سيما في مكافحة الارهاب الذي هو محل اهتمام كل الدول. وقد اثنى الملك على كافة الجهود التي يقوم بها الجيش ونوّه بانجازات المعركة التي خاضها ضد الإرهاب وأحرز فيها انتصاراً لا بد أن يُدرج ضمن عملية مواجهة الارهاب في العالم».
علي الحسيني – المستقبل)