في إطار عودة الحرارة إلى الاتصالات اللبنانية السعودية، في سياق مواكبة التطورات الإقليمية وانعكاساتها على لبنان، علمت “السياسة”، من مصادر سياسية بارزة، أن مجموعة جديدة من القيادات اللبنانية ستزور المملكة في الساعات المقبلة، في إطار التوجه السعودي الجديد الذي جاء متزامناً مع قرار السعودية تعيين الدبلوماسي وليد اليعقوبي سفيراً لها لدى لبنان.
وفي هذا السياق، أكد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، لـ”السياسة”، أن “ما تقوم به المملكة العربية السعودية جهد مشكور ومطلوب، رغم أنه تأخر قليلاً، فلا بد من استنهاض كافة القوى التي بقناعاتها ومصلحتها وموقفها السياسي، تقف في وجه المشروع الإيراني، لمنع (حزب الله) من وضع يده كاملاً على البلد، وكذلك الأمر لتصويب مسار بعض القيادات التي أخطأت كثيراً في ما سُمي بـ(التسوية الرئاسية) والتي نبهنا منذ اليوم الأول لمخاطرها”.
وقال “لقد سلموا رئاسة الجمهورية لحزب الله وشكلوا حكومة تضم 17 وزيراً للحزب وحلفائه من أصل 30 وزيراً، وكأنهم سلموا السلطة التنفيذية للحزب، والأخطر من ذلك، أنهم وافقوا لـ(حزب الله) على قانون الانتخابات الجديد الذي يسعى الحزب من خلاله إلى الحصول على الأغلبية النيابية في مجلس النواب وعلى انتزاع الورقة الميثاقية من الفريق المناوئ له، من خلال إيصال عدد من النواب السنة من جماعته وبعض النواب الدروز والمسيحيين من المؤيدين له”، محذراً من “محاولات حزب الله تشريع سلاحه غير الشرعي، من خلال الحصول على الأكثرية في المجلس النيابي الجديد، كما شرعوا الحشد الشعبي في العراق”، داعياً إلى “القراءة بشكلٍ جيد كيف تصرّف الإيرانيون في العراق واليمن والبحرين وباقي الدول العربية، بهدف حماية بلدنا. وعلى كل القوى السياسية في لبنان أن تحسم خياراتها، فمن كان مع إيران فهو معروف، ومن كان ضد إيران، فعليه أن يوضح بالفم الملآن موقفه فلا مكان للون الرمادي بعد اليوم”.
ووجّه ريفي شكراً كبيراً للقيادة السعودية على الجهد الذي بدأته، “لتصويب هذه المسيرة التي أخطأت كثيراً بحق السيادة ولبنان العروبة، ولإعادة الأمور إلى نصابها واستنهاض المنهزمين لنقول لهم: لا مبرر لانهزامكم، لأنه نعم، نستطيع الوقوف في وجه المشروع الإيراني ونصوب الأمور في الاتجاه الصحيح”، مشدداً على أنه “ليس من الضروري أن تكون المشاورات السعودية إعادة إحياء “14 آذار”، وإنما استنهاض كافة القوى المناوئة للمشروع الإيراني، لأنه وللأسف وتحت عنوان “الواقعية”، ذهب البعض إلى تسليم ما تبقى من البلد إلى حزب الله، وهي جريمة وطنية كبرى”، مؤكداً أنه في حال تلقى دعوة، فسيتشرف بزيارة المملكة.
(السياسة)