الى من يعنيهم الامر …
إسمع يا هذا ، اكنت ضابطاً أو قاضياً أو محافظاً أو وزيراً أو مديراً عاماً ، فالامر سيّان ، فبالنهاية، انت موظّفٌ مُنتدبٌ من قبل المؤسسة التي تتبع من اجل خدمة المواطن بالدرجة الاولى ، ……اماّ و ان يأخذك الغرور بمنصبك لتتوهم انه بإستطاعتك كسر عنفوان احد من أهل المدينة ، فأنت واهم واهم واهم …
إن كان بعض صغار النفوس يتملقون لك و يٌسبحّون بحمدك ، فهذا لا يعني ان كلّ الطيور يؤكل لحمها ….
حذار المسّ بكرامات الناس ، حذار من تلك ” الهراوة ” ان تُرفع من جديد بوجه كائناً من كان.
، ففي ازقّة تلك المدينة الفقيرة الصابرة على كل انواع الظلم اللاحق بها من يوم ولادة هذا الوطن ” المسخ ” ، رجالٌ و نساءٌ لا بل و اولادٌ يشربون من مياه الأمطار ِ، و يأكلون مما ينبتُ على ضفاف النهر و في المشاعات، و يستظلّون من السماء لحافاً ، و من الارض الطاهرة فراشاً ، و لكن عند الجدّ و عندما يطفح الكيل ، تراهم كالنسور الجارحة ، ومنهم من يُقال عنهم ” لله رجالٌ اذا قالوا فعلوا ” و نسوة اذا أردنا تحوّلنا بسحرِ ساحر لرجال ٍ “لا يخافون لومة لائم ” ، …
فحذار المسّ بنخوة أبناء تلك المدينة ، فمن أراد منكم استلام منصبٍ معيّن في تلك الدوائر حيث تأخذ البعض منكم الْعِزَّة و القوّة ، ليتوهم بعدها انه ” نصفُ الهٍ ” يمشي مرحاً مختالا فوق كرامات الناس ، فليقراء قبل استلامه منصبه تاريخ تلك المدينة جيداً ، و ليتمعّن جيدا بأسماء من خرج من أصلابها ، … تلك المدينة بكل أزقتها و حواريها فيها من الطيبة و التسامح و المحبة و النخوة نادراً ما تجده في مدينة اخرى ، و لكن بالمقابل فيها مخزون كرامة و نخوة ما يكفي لتوزيعه على الوطن بأسره …..
كرامات الناس ليست مكسر ” هراوة ” لهذا و لا ” عصا” لذاك
منقول من صفحة
ahmad Ezzeddine