بين سطوة المحافظ ودعم «دكاكين» التلفزة: طرابلس تدفع ضريبة طمس الحقائق
“موقع جنوبية”
ضجّت وسائل الإعلام الإلكترونية أول أمس بما تعرض له مدير الوكالة الوطنية للإعلام في طرابلس الزميل عبد الكريم فياض من اعتداء سافر في مكتب محافظ الشمال رمزي نهرا، إلا أنّ ما نقلته أغلب المواقع بحيادية، وما تبعه من تضامن أظهره الجسم الإعلامي مع الزميل والمطالبة بالتحقيق في الحادثة، شذّ عنه اليوم فريق قناة “الجديد”، الذي اتجه إلى الشمال والتقى المحافظ والموظفة المعنية بالموضوع ناقلاً بذلك وجهة نظر واحدة تصوّر الإعلامي على أنّه “مجرم – شتّام” وتظهر الجلاد بمظهر الضحية.
هي ليست الزلّة الاولى للجديد شمالاً، فهي منذ ما يقارب الأسبوعين وفي قضية الاعتداء على طفل في منطقة الشوك – أبي سمراء، تجاهلت تقرير الطب الشرعي متهمة 4 شباب في طرابلس بالتحرش وبمحاولة اغتصاب، ومستندة بذلك إلى الجهة المدعية لا إلى التقرير الموثق الذي كان قد صدر قبل إعدادهم المادة بيومين ولا إلى الطرف الثاني المعني.
ولأنّ الجديد في طرابلس عين واحدة، أسعف الإعلامي فياض في تبيان حقّه تقرير الـmtv الذي نقل الصورة بموضوعية.
وبين الـmtv والجديد وإطلالة المحافظ والموظفة جولي شحود تناقضات لا بد وأن يتوقف عندها المتابع.
أما فيما يتعلق بتفاصيل الحادثة يومها فإنّ الإعلامي عبد الكريم فياض كان قد تعرض لإعتداء وذلك بعدما ركن سيارته أمام سيارة الموظفة جولي شحود التي استخدمت الموقف المخصص للإعلاميين فيما فياض لم يجد مكاناً يركن فيه سيارته.
فياض الذي عاد من أداء صلاة الجمعة وجد موظفة السرايا وهي تتعمد إحداث جرحاً في سيارته بأداة حديدة، لتقوم فيما بعد بضربه بها والصعود إلى مكتب المحافظ وذلك بعد سجال كلامي، لدى المحافظ تطورت المشهدية فـ”نهرا”الذي لم يستطع إنهاء الخلاف ودياً حمل “الهراوة” المغروزة بمسامير حديدية مهدداً فياض بضربه بل وبقتله.
وفي حين أكّد المحافظ في حديث لقناة “الجديد” أنّه لم يرفع “الهراوة” وأنّ كلّ ما تمّ تناقله هو مجموعة من التهيؤات، فإنّ ذاكرته لم تسعفه مع قناة الـMTV إذ وضع فرضية تشكك في اتجاهه ناحية “الهراوة”، ليضيف أنّه ربما قد أمسكها ولكن لم يرفعها ليضربه بها!
في المقابل فإنّ الموظفة وفي التقرير الذي بثته “الجديد” نفت أن يكون الموقف مخصصاً للإعلاميين أو أن يكون هناك من “بلاك” يؤشر لذلك، بينما عدسة الـmtv التقطت صورة للموقف تثبت عكس كلامها.
وكما قصّة “البلاك” كانت قصة محاولة إحداث جرح في سيارة الإعلامي، إذ بعدما نفت الموظفة شحود ذلك عادت وقالت أنّها ربما قد رمت على السيارة بعض القطع المعدنية (250 ليرة، 500 ليرة) ولربما هي التي أحدثت جرحاً!
بين قهقهات المحافظ نُهرا، وجرأة الموظفة، وبين تأكيد الأوّل أنّه تحت إمرة رئيس الجمهورية، يظهر مدير الوكالة الوطنية للإعلام غير المحسوب على أيّ طرف سياسي أعزل، فهل ينتصر الفساد في العهد الحالي على حرية الإعلام؟ وهل تصل “عقصة” الوزير السابق وائل أبو فاعور الذي نصح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بتزويد المحافظين جميعهم بـ”هراوات”؟
أسئلة برسم من يدّعون الإصلاح والتغيير!