جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / شيفرة الأسلحة النووية… تفاصيل الـ60 دقيقة التي سينقلب فيها العالم
اسلحة نووية

شيفرة الأسلحة النووية… تفاصيل الـ60 دقيقة التي سينقلب فيها العالم

كيف تعمل شيفرة الأسلحة النووية الأميركية؟ سؤالٌ يقبع في خلفية عقولنا جميعاً منذ بدأت الأخبار تذكر الشيفرات النووية بانتظامٍ مقلق، ومنذ بدأت كوريا الشمالية تفجير قنابلها بوتيرةٍ مُخيفة، ومنذ بدأ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في تهديد نظيره الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، بالدمار الشامل.

في حالة الهجوم النووي على الولايات المتحدة، ليس هناك زرٌ يضغطه الرئيس الأميركي، وعوضاً عن ذلك، لا بد من بث سلسلةٍ من الشيفرات قبل أن يتمكن 42 زوجاً من مشغلي الصواريخ البرية في عددٍ كبير من المواقع من إدارة مفاتيح الإطلاق وبدء الرد النووي، وفقاً لما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، الجمعة 22 أيلول 2017. وتشير الصحيفة إلى أنه إذا كان الرئيس يعتزم إطلاق كل الرؤوس الحربية النووية البرية، البالغ عددها 420، إضافةً إلى 1000 صاروخٍ، من على متن 10 غواصات نووية- فستُعادل قوة التدمير 30 ألف مرة قوة قنبلة هيروشيما.

بروس بلير، ضابط إطلاق صواريخ مينيتمان الباليستية السابق والباحث الأكاديمي ببرنامج جامعة برينستن عن الأمن العالمي والعلمي، قال: “من البداية إلى النهاية، سينطلق وينفجر كل شيء في غضون ساعة أو 45 دقيقة”.

ويشرح بلير، بمعرفته المباشرة عن بعض الإجراءات، الجدول الزمني المتوقع للرد النووي الأميركي على أي هجمةٍ تستهدف الولايات المتحدة. وإليكم بالتفصيل ما قد يحدث، والمدة التي تستغرقها كل خطوة:

إطلاق جرس الإنذار (3 دقائق)

إن التقطت قيادة الدفاع الجوي الأميركية الشمالية “نوراد”، الواقعة في مدينة كولورادو سبرينغز بولاية كولومبيا، أي أدلةٍ بالأقمار الاصطناعية أو الرادار تشير إلى حدوث هجومٍ نووي، تُبلغ البنتاغون فوراً.

إطلاع الرئيس (دقيقة واحدة)

يتصل البنتاغون بالرئيس، وقائد الوحدة الاستراتيجية الأميركية بمدينة أوماها بولاية نبراسكا، وعدد من المستشارين.

ويقدم معاونٌ عسكري، يرافق الرئيس في كل الأوقات، قائمة بالخيارات النووية من حقيبة جلدية مغلقة تُعرف باسم “كرة القدم”. لكن المرجح أنَّ الجنرال قائد الوحدة الاستراتيجية سيُبلغ الرئيس مباشرةً الخيارات النووية توفيراً للوقت. ويقول بلير: “تستغرق مرحلة الإطلاع دقيقة واحدة. لكنَّها قد تقل إلى 30 ثانية”.

اتخاذ القرار (12 دقيقة)

تسمح العملية للرئيس بـ12 دقيقة قبل إطلاق الهجمة الانتقامية. ويُنفذ البنتاغون الأمر فقط بعد أن يتأكد من أن الرئيس هو فعلاً من أصدره. ويقول بلير: “يسأل قائد غرفة الحرب الرئيس: هل أنت مستعدٌ لتأكيد الأمر؟ هو نظام تحدٍّ واستجابة أمني مُعتاد”.

يستخدم الرئيس حينها بطاقةَ تحقُّقٍ تُعرف باسم “قطعة البسكويت”، تحمل “أرقاماً وحروفاً مرتبة في أسطر، تُشبه إلى حدٍ ما بطاقات لعبة بينغو”، وفقاً لرواية بيل غولي، المُدير السابق للمكتب العسكري بالبيت الأبيض، الذي تحدث عن خبراته التي جمعها في كتابه الصادر عام 1980 بعنوان “Breaking Cover” أو “كشف الغطاء”.

ويتأكد البنتاغون من هوية الرئيس عبر الهاتف بشيفرة من شيفرات الألفبائية اللفظية. ويقول بلير: “يبحث الرئيس، بمساعدة المُعاون العسكري، عن الشيفرة على بطاقته، ويردّ بالشيفرة المُناسبة”.

نقل أوامر الإطلاق (دقيقتان)

يصيغ البنتاغون أوامر الرئيس ويبثُّها في رسالة تتضمن شيفرات مغلقة تتبع نظام تحقُّق من الأمر، ووقت الإطلاق، وشيفرة لخطة الحرب حسب الخيار النووي الذي اتخذه الرئيس، وشيفرات تحرير الأسلحة النووية.

التحقق من الأوامر وتنفيذها

بعد ذلك، يتحقق مشغلو الصواريخ البرية في مراكز الإطلاق تحت سطح الأرض من الأمر وينفذونه.

ويُقارن المشغلون شيفرات نظام التحقق بشيفراتٍ محفوظة في خزنة، ثم يُدخلون شيفرات خطة الحرب وشيفرات تحرير الأسلحة. وعند وقت الإطلاق، يقوم اثنان من المشغلين لكل وحدة صواريخ، لاحتياطاتٍ أمنية، بإدارة مفاتيح الإطلاق في وقتٍ واحد.

ثم تُحدد شيفرة خطة الحرب أيَّ الصواريخ ستنطلق. ويقول بلير: “يعرف حاسوبٌ في الصواريخ ما تعنيه شيفرة خطة الحرب”.

التوجه نحو الهدف (30 دقيقة)

تصل الصواريخ البرية إلى الجانب الآخر من العالم في غضون 30 دقيقة. أما الغواصات، فتستغرق 10 دقائق إضافية للوصول إلى عُمق الإطلاق وتنفيذ الأوامر، لكنَّها على الأرجح تكون على مقربة من الهدف؛ لذا تصل صواريخها إليه في الوقت نفسه تقريباً.

ويُمكن أن تصل الصواريخ إلى الولايات المتحدة في جدولٍ زمني مشابه. فروسيا لديها الإمكانات النووية نفسها الموجودة لدى الولايات المتحدة، وتطمح كوريا الشمالية إلى امتلاك القدرة على إسقاط صاروخ نووي على الولايات المتحدة.

وتشير هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان ما يكفي من الصواريخ النووية لتدمير مدنِ عدة مرات.

وتُشكِّل الترسانة النووية للبلدين أكثر من 90% من إجمالي عدد الرؤوسِ النووية الموجودة على مستوى العالم. وبحلول أيلول 2016، باتت روسيا تمتلك أكبر ترسانةٍ نوويةٍ في العالم؛ إذ صار لديها ما يُقدَّر بـ1796 رأساً نووياً استراتيجياً، مُوزَّعةً على منصاتِ الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والصواريخ الباليستية التي تُطلَق من الغواصات وقاذفات القنابل الاستراتيجية.

ووفقاً لبرنامجٍ أصْدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد أنفقت موسكو مؤخراً مليارات الروبلات لتحديث قواتها الصاروخية النووية الاستراتيجية، لتحتفظ بترسانةٍ من الصواريخ الباليستية المُتنَقِلة عبر أنفاقٍ عميقةٍ تحت غابات سيبيريا.

وبحلول أيلول عام 2016، باتت الولايات المتحدة تملك 1367 رأساً نووياً استراتيجياً، مُوزَّعةً أيضاً في صوامع صاروخية تحت الأرض. وبسبب طبيعتها الثابتة، فإن هذه الترسانة مُعرَّضة للتدمير من أولِ ضربةٍ من الغواصات التي يصعب رصدها في أعماق البحر، أو من القواعد الجوية التي يمكن تحميلها بقاذفات القنابل.

وتنطلق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات بسرعة 17 ألف ميل في الساعة، فوق الغلاف الجوي للأرض قبل الهبوط صوب أهدافها المُعدَّة مُسبقاً بسرعة 4 أميال في الثانية، وبمجرد إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات لا يمكن إيقافها، وفقاً لـ”بي بي سي”.

(هافغتون بوست)