في الوقت الذي بدت واضحة فيه المواقف الدولية تجاه استفتاء كردستان، لاسيما بعد أن أعلنت واشنطن صراحة وبقوة معارضتها الشديدة له، فضلاً عن موقف الأمم المتحدة الذي تجسد قبل يومين بموقف أمينها العام، يضاف إليها موقف السعودية التي عولت على حكمة رئاسة إقليم كردستان وتمنيها تأجيل الاستفتاء، بدت مواقف بغداد وإيران وتركيا أقرب إلى التهديد.
فقد أصدر #العراق و #إيران و #تركيا بياناً مشتركاً ينص على اتخاذ “إجراءات” ضد إقليم كردستان العراق، إذا ما مضى قدما في إجراء الاستفتاء على الاستقلال.
وفي البيان المشترك الذي تلى اجتماعا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عبّر وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، ونظيراه الإيراني محمد جواد ظريف والتركي مولود جاويش #أوغلو عن قلقهم من أن يعرض الاستفتاء المكاسب التي حققها العراق ضد تنظيم داعش للخطر ومن احتمال اندلاع نزاعات جديدة في المنطقة.
وجاء في البيان الذي نشرته وزارة الخارجية العراقية على موقعها الإلكتروني “الاستفتاء لن يكون مفيداً للأكراد أو لحكومة إقليم كردستان. واتفق المجتمعون على اتخاذ إجراءات مضادة بالتنسيق فيما بينهم”.
“لا تفاصيل عن الإجراءات المتخذة”
ولم يتضمن البيان أي تفاصيل عن الإجراءات المحتملة، لكنه أشار إلى “ضرورة تضافر الجهود الدولية لإقناع حكومة إقليم كردستان بإلغاء الاستفتاء”، مضيفاً أن الوزراء وجهوا “دعوتهم إلى المجتمع الدولي لأن يأخذ دوره بشأن ذلك”.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، هدد بفرض عقوبات على إقليم كردستان العراق، وتجري القوات التركية تدريبات عسكرية على مقربة من الحدود. كذلك لوح رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي قبل أيام بإمكانية التدخل بالقوة في حال حصول إشكالات إثر الاستفتاء.
وأشار البيان إلى أن الوزراء الثلاثة “أكدوا على عدم دستورية الاستفتاء الذي تنوي حكومة إقليم كردستان العراق إجراءه، لأنه سيتسبب بصراعات في المنطقة يكون من الصعب احتواؤها”.
لكن الأكراد عبروا عن تصميمهم على المضي قدما في الاستفتاء الذي قد يطلق، رغم أنه غير ملزم، عملية الانفصال عن بلد يعاني بالفعل انقسامات طائفية وعرقية.