زلزلت الأرض زلزالها بقوة 7.1 درجة في المكسيك الثلاثاء، فدبت رعباً بسكانها وتخريباً، وقتلت 143 حتى الآن، معظمهم بولاية Morelos الواقعة جنوب العاصمة مكسيكو سيتي، وهو ثاني زلزال تتعرض له البلاد بأقل من أسبوعين، فقد سبقه واحد عنيف يوم 7 سبتمبر الجاري، قوته 8.1 درجة، وقع قرب ولاية “تشياباس” بأقصى الجنوب الغربي المكسيكي، فقتل 97 وشرد مليونين و500 ألف، وكان أقوى زلازل بالمكسيك في 8 عقود، وأشد قوة من مدمر ضربها في 1985 وسوّى مناطق في العاصمة بالأرض، وضحاياه كانوا 10 آلاف.
مركز زلزال أمس الجديد، كان قرب بلدة Raboso البعيدة 121 كيلومتراً عن العاصمة، وفقاً لما نقلت الوكالات عما رصده “الماسح الجيولوجي الأميركي” ومعهد الزلازل المكسيكي، الناقلة عنه وسائل إعلام محلية، اطلعت “العربية.نت” على الوارد بمواقعها، أن هزات ارتدادية نتجت عن الزلزال “وحصيلة القتلى مرشحة للارتفاع، بسبب مبان مرتفعة انهارت في مكسيكو سيتي” فيما انقطعت الكهرباء عن 3 ملايين و800 ألف على الأقل، لذلك دعا الرئيس إنريكي بينا نيتّو، الذي تفقد الأضرار من طائرة هليكوبتر، إلى اجتماع طارئ عقده مجلس الأزمات الوطني.
تغريدة ترمب الواعدة بالدعم والمساندة، وغرافيك لزلازل المكسيك الثلاثة وتواريخها ومراكزها
وأسفر الزلزال عن أضرار مادية ضخمة بالمدينة وحرائق ببعض المباني جراء تسريبات غاز، ومحاصرة مواطنين بداخلها، كما نزح الآلاف خوفاً من اندلاع حرائق جديدة، وحين وصل صدى ما حدث إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أطل سريعاً بتغريدة عزاء ومساندة أطلقها في حسابه “التويتري” وقال فيها: “بارك الرب سكان مكسيكو سيتي. نحن معكم وسنكون هناك من أجلكم” في إشارة إلى نيته تقديم دعم أميركي وعون على الأرض للحكومة المكسيكية.
راحت مياه النهر تتحرك بعصبية
الآلاف خرجوا من منازلهم ومراكز أعمالهم إلى الشوارع والفراغات الجغرافية العامة في المدن والبلدات، طلباً للنجاة، ورصد مصورون لوسائل إعلام محلية، أبنية وعمارات ومنشآت وهي تهتز وتتمايل، ثم انهار بعضها على مرآى من محتشدين بالمئات، وأدناه فيديو نقلته “العربية.نت” من قناة “يوتيوبية” تابعة لصحيفة “لا خورنادا” المكسيكية، وفيه نرى عمارة سكنية من 4 طوابق تهتز وتتمايل ثم تهوي أنقاضاً على الطريق وسط بكاء فتاة كانت بالقرب. كما نرى عمارة أخرى وقد انهارت بعض جدرانها، وثالثة من 6 طوابق خلف موقف للسيارات سقطت متفككة بالكامل.
في مشهد آخر من الفيديو نفسه أعلاه، نجد نيراناً شبت بانفجار مفاجئ، ربما نتج عن انفجار قارورة غاز في أحد البيوت، ثم مشاهد عدة عن حالات رعب دبت بالهاربين من مراكز سكنهم وأعمالهم، تلاها مشهد لما يبدو أنه نهر في منتجع سياحي، راحت مياهه تتحرك بعصبية بفعل الزلزال كأنها تتعرض لعاصفة هوجاء، قرب أشجار تهتز جذوعها وأغصانها. أما من نراهم ونسمعهم، فسكان محليون وعدد من السياح، أسرعوا إلى ركوب الزوارق هرباً من خطر زلزالي.
ودمر بالكامل 36 مبنى في العاصمة
وفي فيديو آخر، معروض أدناه، نجد مقيمين في العاصمة مكسيكو سيتي، البالغ سكانها 20 مليوناً، وقد سيطرت عليهم حالات رعب متنوعة، فخرجوا من حيث كانوا إلى العراء، بحثاً عن النجاة من زلزال دمر بالكامل 36 مبنى في العاصمة، وبث خراباً في مئات غيرها تصدعت وتهالكت، وشرد حتى صباح اليوم الأربعاء أكثر من مليونين، لذلك أخرجت المكسيك 3600 جندي من ثكناتها للمشاركة بعمليات الإنقاذ وإشاعة مناخ من الأمان.
المكسيك في مناحة مرعبة وعامة منذ أمس، وتسودها حالة فوضى وتشاؤم مرفق بخوف، وفيها مفقودون بالعشرات، قد يكون بعضهم جثثاً تحت الأنقاض، أو ناجين يطلبون من يخرجهم منها، وسيارات الإسعاف والطوارئ تجد صعوبة في الوصول إلى أماكن تطلبها، من شدة الزحام وكثرة سيارات المغادرين، وهو ما استنتجته “العربية.نت” من جولة اطلعت بها على مواقع بعض وسائل الإعلام المحلية، والغريب عن الزلزال أنه وقع بعد مشاركة عدد من الأشخاص في تدريبات على مواجهة الزلازل بأنحاء المكسيك، لمناسبة الذكرى السنوية لزلزال 1985 المدمر.
(العربية.نت)