اكد رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل، في مؤتمر صحافي اليوم، “ان الوضع لا يمكن ان يستمر على ما هو عليه”، لافتا الى “ان لدينا شعورا بأن لبنان فقد سيادته وتخلى عن قراره بالكامل كما حصل في الجرود، فيما السلطة تمعن بضرب كل مقدرات الدولة”.
ورأى الجميل ان “الخطر الاول هو في موضوع الانتخابات النيابية”، وقال: “من غير المقبول ان تتأجل الانتخابات الفرعية مهما كان العذر وتحت حجج واهية. لقد طالعنا وزير بأن ليس هناك حماسة لاجراء الانتخابات، وهنا نسأل ماذا يعني ان ليس هناك حماسة؟ واذا لم نتحمس الا نطبق الدستور؟ وهل هناك ما يحرز اكثر من ان يختار الشعب ممثليه؟”.
أضاف: “لاحظنا ان محاولة تشويش على الانتخابات العامة وبدأنا نسمع بعملية تأجيلها تحت اعذار مختلفة وهذا امر غير مقبول”، مشددا على ان “عدم اجراء الانتخابات ضرب لحق المواطن في تقرير مصيره”.
وقال: “ان هيئة الاشراف على الانتخابات التي شكلها مجلس الوزراء، قال عنها وزير الداخلية (نهاد المشنوق ) أن جميع أحزاب السلطة ممثل فيها، فما هو هذا الاشراف؟ وأين حيادية الهيئة واين استقلاليتها اذا كان جميع احزاب السلطة ممثلا فيها؟”.
اضاف: “ان السلطة لا تأخذ بالاعتبار حرية الناس وكأن ليس هناك مجتمع يعبر عن رأيه عبر “تزبيطة” بين بعضهم البعض”.
وشدد الجميل على “ان البطاقة الممغنطة اصبحت اليوم سببا من الاسباب الاساسية لتزوير الانتخابات اذا تم اعتمادها وهي ضد حرية الناخب وتضربها، وسأل: “قالوا ان كلفتها 120 مليون دولار فهل هي مزحة؟ وستلزم من دون مناقصات هل هذا ايضا مزحة؟”، معتبرا ان “هدف البطاقة الممغنطة مزدوج إما لتطيير الانتخابات وإما لصفقة جديدة بالتراضي”.
واعتبر ان “خبرية” البطاقة الممغنطة فضيحة تضاف على فضائح السلطة”، مؤكدا “ان الحل في ما خص الاستحقاق النيابي اجراء الانتخابات الفرعية فورا والالتزام بمواعيد الانتخابات العامة والاستغناء عن البطاقة الممغنطة في أول جلسة لمجلس النواب والتصويت اما بجواز السفر او اخراج القيد او الهوية”.
وعن خروج داعش، جدد الجميل التأكيد ان “خروج اعداء لبنان من الاراضي اللبنانية دون عقاب هو تهريب للعدو وتمت تغطية ذلك لان القرار ليس بيدكم”.
وفي ملف الكهرباء، رأى الجميل “ان السلطة تكمل بفضائحها، وقلنا منذ أول يوم انها مصرة على الإتيان ببواخر شركة واحدة”، سائلا السلطة: “هل تريدون ان يحصل ذلك بالقوة عبر اصراركم على الشركة الواحدة؟”.
وقال: “دفتر الشروط هو عمل ادارة المناقصات، فيما انكم تريدون ان تصنعوا دفترا على قياس الشركة الواحدة، والجديد ان هذه الشركة تصدر بيانات وتعقد مؤتمرات صحافية وتهددنا بالادعاء علينا اذا استمرينا بالحديث عنها، أفلا تستحون؟ انها وقاحة لا سيما ان الشركة دعت الاعلاميين الى زيارتها وكأنها متأكدة من حصولها على التلزيم “ما في غيركن بالدني؟” ونحن نتمنى الذهاب الى القضاء وقلناها منذ اليوم الاول اننا نرفع الحصانة عنا ونبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري مجددا بذلك”.
وشدد على “ان حل الكهرباء هو بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، فنحن دولة مفلسة ولا يجب ان تدفع الاموال كيفما كان”.
وفي موضوع المطامر، قال الجميل: “يرمون النفايات في البحر كما هي، ووجهنا من سلطة الكذب التي قالت بأن هناك معالجة بمعايير عالية، أليس في ذلك كذب موصوف؟ فأنتم “كاذبون” فأين وزير مكافحة الفساد ليحاسب؟ اين الطمر الصحي؟ اين المعامل؟”، واصفا الحديث عن اعادة فتح مطمر الناعمة ب”الجنون”.
وأضاف: “انكم تجنون اموالا طائلة من ملف النفايات، والحل ان تعطى اتحادات البلديات الاموال لانشاء معامل، اي ان تكون لامركزية النفايات”.
وعن خطوط التوتر العالي، انتقد الجميل كيفية التعاطي مع اهالي النصورية وعين سعادة وقال: “بقي “فيلق القدس” لم تأتوا به على الأهالي”، داعيا “السلطة الى التحدث مع المواطنين والاستماع اليهم”، وأردف: “تصرفون مئات ملايين الدولارات على صفقاتكم، أفلا تصرفون الأقل بكثير لتمرير الخطوط تحت الأرض”؟ وأضاف: “تدوسون على المحرمات وأراضي الكنيسة فقط لتمرروا مشروعكم؟”.
وفي ما خص الطعن بالضرائب، قال الجميل: “فلنترك المجلس الدستوري يقوم بعمله في ما خص الطعن بالضرائب ونذكر بأنه ينظر بدستورية الضرائب ونحن نطعن بطريقة إقرارها”.
وإذ اعتبر أن “إفقار الناس عبر الضرائب جريمة بحق المواطنين”، توجه إلى السلطة بالقول: “إياكم أن تتدخلوا بعمل المجلس الدستوري وتعطلوه عن العمل”.
وأشار الى “اننا سنقدم حلولا لضرائب لا تضر لا بالاقتصاد ولا بحق المواطنين فور رد القانون من المجلس الدستوري، واتكالنا على الشعب اللبناني”.
وقال الجميل: “لدينا شعور بأن لبنان اليوم محكوم بما يلي: هناك من يقرر عنه في المسائل المهمة أي “حزب الله”، وسيادة البلد مضروبة بالكامل، وفي مقابل ذلك الحكومة تتصرف مع المواطنين وكأنهم “غنم” وهي تمعن في صفقاتها”.
ووجه الجميل نداء الى “طلاب لبنان وقادة الرأي العام والإعلاميين كي يرفضوا القهر الذي نعيشه”، متوجها اليهم بالقول: “هم يراهنون على أنكم مخدرون”.
وأعلن “أن المطلوب تحريك الرأي العام وجس النبض مجددا لدى الناس ورفع الصوت لرفض القهر والصفقات التي لا حدود لها”، وقال: “إذا لم نواجه معا فلن نصل إلى نتيجة والمحاسبة الكبرى في الانتخابات النيابية المقبلة ويجب الاتيان بأشخاص على قدر طموح اللبنانيين وهذا يبدأ الآن”.
ولفت الى أن “على الطلاب والمجتمع المدني ان يتحركوا لدق ناقوس الخطر، لأن البلد ينهار ولا يمكن للوضع ان يكمل كما هو عليه”، مشددا على “أننا لن نسكت عن الاخطاء والحلول موجودة وليدعوا علينا”.
ورأى “أن اداء السلطة مافيوي متكامل يبدأ بضرب حق الشعب في تقرير مصيره من خلال ضرب الانتخابات وحصرية الدولة بالمواضيع السيادية والدفاعية وصولا الى الصفقات”، وقال: “ننتقل من ملف الى ملف وللأسف هم لا يرتدون، لذلك على الرأي العام ان يجيش لبناء بلد ديموقراطي”.
وختم الجميل، داعيا إلى “الإتيان بمسؤولين تغييريين بهدف الوصول الى إصلاح حقيقي، وعلى الشعب أن يقف ويرفض الأمر الواقع والدعاوى لا تخيفنا”.