تستمرّ القراءات في رسائل «حزب الله» الإيجابية الى الحريري، وليس آخرها ما جاء على لسان نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، من أنّ الحريري يتصرّف بعقلانية لحماية الاستقرار، ولا مانع من الحوار الثنائي معه. وفي هذا الإطار تكثر التكهّنات عما إذا كان هذا الكلام مقدّمة للقاء قريب بين الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله والحريري.
إلّا أنّ عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب سمير الجسر استبعَد أيَّ لقاء قريب بين الطرفين على هذا المستوى، مشدّداً على «أنّ ظروف وعوامل انعقادِ لقاءٍ كهذا غيرُ متوافرة». كذلك أكّد أنّه ليس على علمٍ بأيّ جلسة حوارية تُعقَد قريباً بين تيار «المستقبل» و«الحزب» استئنافاً للحوار المتوقّف بينهما منذ ستة أشهر.
وقال الجسر لـ«الجمهورية»: «من المؤكّد أنّ الرئيس الحريري يتّخذ مواقف عقلانية وحكيمة، والأمر الاكثر عقلانية وفيه كثيرٌ من الواقعية السياسية هو وضعُ المسائل الخلافية جانباً والانصراف الى معالجة مصالح الناس، في حين انّ الخلافات السياسية كانت في السابق تطغى حتى على مصالح الناس.
أمّا اليوم فهناك أمور لا أحد يستطيع تغييرَها أو تعديلها، إنّما لا شيء في السياسة ثابت، فالظروف تتبدّل، وربّما تتوافر فسحة أكبر للعقلانية والواقعية ويتعاطى الجميع في الشقّ السياسي مثلما يتعاطون مع الشقّ الإنمائي».
وهل إنّ الحريري عبر قولِ مكتبه الإعلامي بأنه «عندما تنضج الأمور سنرى» لم يقطع بذلك الطريق على لقائه السيّد نصرالله، وبالتالي هل يمكن ان نرى لقاءً قريباً بينهما؟ أجاب الجسر: «اساساً الرئيس الحريري لم يقطع الطريق على احد في ايّ شيء، فهو يتابع الحركة مع الجميع بلا تمييز، صحيح أنّه لم يقطع الطريق لكن ايضاً لم يقل نعم.
وبصرفِ النظر عن ذلك فإنّ ظروف لقاء مع الامين العام لـ«حزب الله» غير متوافرة، واللقاء يجب ان تسبقه امور تمهيدية، فلا قضية المحكمة الدولية قد حُلّت، ولا موقف «حزب الله» من المطلوبين للعدالة، ولا قضية سلاح الحزب ولا موضوع «سرايا المقاومة» ولا تدخُّل الحزب في سوريا. من الحكمة أنّ الرئيس الحريري لم يقل كلّا، لكن علينا أن نفتح أعينَنا جيّداً».
وعن سبب بقاءِ الحكومة على رغم كلّ ما يحصل، تساءَل الجسر: «ما هي البدائل الاخرى»؟ وقال: «الخلافات هي من تداعيات الوضع السياسي، والحكمة تكمن في امتصاص الخلافات وتحييدِ الساحة اللبنانية عن تداعيات ما يجري في المنطقة».
(الجمهورية)