بعضهم رحل “مكسور القلب”، أمهات أطفأ الانتظار عيونهن، وخطف العمر المترنح في خيمة نصبنها في وسط بيروت لتذكير المسؤولين اللبنانيين بملف المفقودين اللبنانيين والمخفيين قسراً عمرهن.
أكثر من 30 سنة، انتظر أهالي هؤلاء أن يقرع الباب ليدخل “فلذة الكبد”، سنوات مرت على أولاد كبروا دون أن يعرفوا وجه والدهم.
مأساة وجرعات ألم تشرّبها هؤلاء الأهالي الذين أحنى العمر ظهورهم، ولم يحل اللغز ولم يكشف مصير عشرات اللبنانيين الذين خطفوا أو اعتقلوا أثناء الحرب الأهلية ولم يعرف عنهم شيئاً، سوى خبر بين الحين والآخر من “رسول” غامض حمل تأكيدا بأنه رأى أحد هؤلاء في سجون سوريا.
وعلى الرغم من أن جروح هؤلاء الأهالي لم تختم بعد، بل لا تزال تئن، أتت أغنية “لا ضليت ولا فليت” كلمسة خفيفة تبلسم جزءا من تلك الجراح أو ربما ترسل إليهم رسالة تعاضد. أو لعلها صرخة بوجه “العالم” برمته، بوجه الدولة اللبنانية والمسؤولين الذين ينامون كل يوم هانئين، بينما تبكي عيون “المنتظرين”، أو لعلها صفعة مدوية بوجه “كم هائل” من القهر والوجع، صفعة بوجه كل مسؤول وقف متفرجاً!
“لا ضلّيت ولا فلّيت” أغنيةٌ أطلقت الخميس هدية، من قبل لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان إلى جميع المفقودين والمخفيين قسراً. الأغنية التي كان يفترض أن تطلق بمناسبة اليوم العالمي للمفقود الموافق في 30 آب، تأجلت قليلاً بفعل الظروف التي مر بها لبنان لا سيما مسألة عرسال و”رفات العسكريين”.
الأغنية التي كتبت كلماتها “الموجعة ببساطتها” سوسن مرتضى، وأضفى عليها الملحن أحمد قعبور موسيقاه “التي تدخل القلب” وتنكأ فيه ألماً، وغنتها الشابة اللبنانية شانتال بيطار، بصوت رقيق، حملت في طياته كل “مرارة” الانتظار، وخيبات الدنيا، خيبة أن تأمل فقط بتسلم جثة حبيب لتدفنه وترقد إلى جانبه!
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
(العربية.نت)