عقد المكتب السياسي لـ”تيار المستقبل” اجتماعه الدوري في “بيت الوسط” اليوم، برئاسة نائب الرئيس باسم السبع، خصص لمناقشة المستجدات السياسية وامور تنظيمية اتخذ في شأنها القرارات المناسبة.
استهل الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت تحية لشهداء الجيش اللبناني، وخلص في ختامه إلى إصدار بيان أشار الى أن “المكتب السياسي تابع باهتمام نتائج زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى باريس، وما تخللها من تأكيد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على استمرار وقوف فرنسا إلى جانب لبنان، وحرصها على المبادرة لدعمه في كافة المجالات”.
ولفت الى أن “الإعلان الفرنسي عن انعقاد مؤتمري باريس 4 وروما 2 لتحفيز الاستثمار والتنمية الاقتصادية ولدعم الجيش والقوى الأمنية، بالإضافة إلى مؤتمر ثالث خاص بنكبة النزوح السوري، يشكل إعلانا لنجاح الرئيس الحريري في ديبلوماسيته الهادفة إلى إبقاء لبنان في صلب الأجندة الدولية، ومحط عناية واهتمام دول القرار العالمي، لتتحمل مسؤولياتها تجاه حماية استقرار لبنان الامني والاقتصادي والاجتماعي، وذلك في خضم ما يتحمله من أعباء النزوح السوري، وفي ظل ما يحققه من إنجازات يعتد بها في مواجهة الارهاب ودحره والانتصار عليه”.
وأوضح أن “زيارة الرئيس الحريري المرتقبة إلى موسكو في 11 أيلول الجاري تأتي بأهدافها مكملة لزيارة باريس وسائر الزيارات العربية والدولية، في سياق استعادة الثقة العربية والدولية بلبنان، وإعادة اللبنانيين إلى زمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري وألق ديبلوماسيته التي كان يسخرها دوما في خدمة لبنان، وفي سبيل تحقيق مصلحة أبنائه، ودفع أي خطر عنهم”.
وتوقف المكتب السياسي أمام “المواقف التي صدرت عن مسؤولين سعوديين بشأن لبنان”، ورأى فيها “رسالة تنبيه يجب تلقفها والتعامل معها بكل جدية ومسؤولية، من كل لبناني معني بحماية مصالح لبنان واستقرار علاقاته مع الاشقاء العرب”، معتبرا أن “الاستقرار السياسي لا يستقيم على قاعدة الإفراط المتواصل والبذيء في الاساءة للمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، على صورة ما يجري تداوله من خلال نواب واشخاص يدينون بالتبعية لحزب الله وبقايا العسس القائم على خدمة النظام السوري”.
ورأى أن “حزب الله يمارس عبر هذا الإفراط المتعمد، سياسة الدفع بعلاقات لبنان العربية نحو الهاوية، ويعرض مصالح مئات آلاف اللبنانيين لمخاطر جسيمة، ويزج لبنان في آتون حلقة جهنمية من حلقات الصراع الإقليمي. ومسؤولية اللبنانيين بكل اتجاهاتهم وقطاعاتهم السياسية والاقتصادية والثقافية، أن يقفوا بالمرصاد لهذه السياسة التي باتت تشكل عبئا ثقيلا على دور لبنان وعلاقاته بأشقائه، ووسيلة يومية لابتزاز الدولة ومؤسساتها الشرعية، ودفعها للسقوط في المستنقع المشترك للنظامين السوري والايراني”.
وقال: “إن مخططات وتمنيات حزب الله في هذا الشأن، هي على قياس عشم ابليس في الجنة، وستبقى بالنسبة لنا، امرا مدانا ومرفوضا ومعزولا، مهما عملت على الاستقواء بوهج السلاح، وبوهم الانتصارات المركبة والصفقات المشبوهة والولاءات الزائفة. هذا البلد عربي الهوى والهوية والمصير، ولن تقوى على الطعن بعروبته وتاريخ العلاقة بأشقائه، خناجر المتحاملين وابواقهم”.
ونبه المكتب السياسي الى “مخاطر السياسات الإيرانية تجاه لبنان، والمواقف المتكررة التي تصدر عن مسؤولين ايرانيين، والتي تتعمد الزج بلبنان في صراع المحاور الإقليمية، والتباهي بانتشار النفوذ العسكري لإيران في غير دولة عربية. وآخر هذه المواقف صدر عن الأمين العام لمجمع مصلحة تشخيص النظام محسن رضائي، في مقابلة مع محطة “الميادين”، الذي تحدث عن “محور جهادي” يضم الى ايران كلا من العراق وسوريا ولبنان”.
وقال: “إن تيار المستقبل اذ يدين هذه الادعاءات ويرفضها، يؤكد على الموقف الذي اعلنه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بأن لبنان ليس جزءا من أي محور رباعي أو غير رباعي، بل هو جزء فاعل من منظومة عربية شرعية ومن التحالف الدولي لمحاربة الارهاب، وهو يقوم بدوره ويتحمل مسؤولياته في حماية شعبه وسيادته وحدوده من خلال قواه الامنية الذاتية والشرعية، ولن ينضوي تحت أي ظرف من الظروف تحت المظلة الإيرانية واتباعها في المنطقة”.
أضاف: “ينحني المكتب السياسي أمام تضحيات الجيش اللبناني في معركة فجر الجرود، وما حققه من انتصار هو مدعاة فخر واعتزاز لكل لبناني مؤمن بدولته وبقوة مؤسساتها الشرعية، في الدفاع عن أمنه وكرامته في وطن سيد وحر ومستقل. إن الفرحة بانتصار الجيش اللبناني يقابلها غصة ألم وحزن على استشهاد العسكريين الذين كانوا مخطوفين، ومشاعر صادقة تنحني أمام صمود الأهالي ودموعهم، وتحترم وجعهم الذي ازداد وجعا مع ما ساد الأيام الماضية من تلاعب بمشاعرهم”.
وتابع: “إن تيار المستقبل إذ يتبنى موقف الرئيس سعد الحريري بالتأكيد على اصرار الدولة على القيام بالتحقيقات اللازمة لمعرفة الحقيقة كاملة في قضية استشهاد العسكريين، يشيد بصبر الأهالي ووطنيتهم وحكمتهم في العض على كل الجراح، من أجل الوصول إلى الحقيقة، وإنصاف دماء الشهداء الذين هم شهداء كل الوطن. ويدعو في هذا المصاب الجلل، جمهور التيار للمشاركة الشعبية الحاشدة في تشييع العسكريين الشهداء الذي سيقام يوم غد الجمعة، كل في منطقته، ليكون يوم التشييع، عرسا وطنيا يليق بالشهداء الأبطال، وبصمود عائلاتهم، وبالتضحيات التي حققها جيشنا الوطني دفاعا عن كل اللبنانيين”.
وأخيرا، أشار المكتب السياسي الى أنه يتابع “بقلق شديد تصاعد اعمال القتل والتهجير بحق أقلية الروهنغا المسلمة في ميانمار في الأيام الماضية”، مطالبا “مجلس الأمن والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات الحاصلة، والعالم الإسلامي بالاستنفار لممارسة كل الضغوط اللازمة لوقف اضطهاد هذه الأقلية المسلمة، والقيام بكل الجهود الطارئة لنجدتها وإغاثتها وتأمين حمايتها”.