لمناسبة عيد مار سمعان العامودي، ترأس متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر قداسا احتفاليا في كنيسة مارسمعان العامودي في بلدة دوما قضاء البترون، عاونه الارشمندريت الياس البستاني، كاهن الرعية جورج الخوري، والاباء خليل الشاعر، باسيليوس غفري والبير نصر، بمشاركة قائمقام المنيه الضنية رولا البايع، القاضيين مروان عبود وكابي شاهين، رئيس بلدية دوما جوزاف خير الله، مختار البلدة جوزاف الشماس، وعدد كبير من الاخويات وعائلات بلدة شكا وحشد كبير من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس القى المطران ضاهر عظة دعا فيها الى الصلاة من اجل شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في الميدان ورووا بدمائهم الزكية أرض الوطن، وشدد على أهميةالتكاتف والوحدة بين جميع اللبنانيين، مثنيا على بطولات الجيش الذي حرر الارض والحدود من الارهابيين، وقال:”صرت للصبر ركنا أيها البار سمعان … فضاهيت وأنتبالجسد سيرة الذين لا جسد لهم، يمضي عام ويأتي عام،وها نحن نجتمع من جديد لنحيي بإيمان وفرح عيد القديسسمعان العامودي، شفيع هذه الكنيسة المقدسة وهذه الرعيةالمباركة، ولنحتفل برسامة ولدنا يوحنا الحاج بطرس شماساإنجيليا على مذابح أبرشيتنا المحبوبة من الله من جهةٍأخرى.
اضاف:” نعم إن الكنيسة، وتشجيعا لنا، تضع أمامنا، مثالاوشفيعا، القديس سمعان العامودي، شفيع هذه الرعيةالمباركة، إنّنا أيها الأعزاء، أمام رجل اتخذ من النسك طريقاللإماتة، طريقا لمشاركةِ المسيح في الآلام. فهو لم يترك وسيلةإلا وجربها لتحقيقِ هذه الغاية.
وعندما ذاع صيته أَقبل إليه الناس فخاف أن يبعده هذاعن صلاته وأمانته لله. قرر الهروب إلى جبل بعيد وهناك بينله عمود ضيق صعد عليه. ولكن جموع النّاس عندما وجدتهمن جديد، عادت تسير إليه طلبا لشفاعته. فرأى سمعان فيذلك إرادة العلي. عندها جعل عموده منيرا يبشر منه باسميسوع المسيح، وينشر على الجموع نصائحه وإرشاداتهوبركاتهِ
هذه هي بعض المحطات الصغيرة في حياة البار سمعان،هذا الملاك الأرضي التي من خلالها، عبر عن حبه الكليلله، فلم يفصله شيئ عن هذا الحب، لا شر ! ولا ضيقٌ ! ولاخطر.
لـــذلك، تكرمه الكنيسة اليوم، وتظهر فضائله، وتقدّمه لنامثالا حيا لنقتدي به ونجتهد مثله لنصلَ إلى السعادةالخالدة والسلام الروحي، ونبلغ هذا المنال، عندما يصبح كلواحد منا شبيها بالبار سمعان، من حيث حبه لله، فيارتقائه وصعوده على عاموده الذي يجعلنا نعيش كمخلصينلله وليس كعبيد للخطيئة.
وتابع:” فلنقتد إذا بشفيعِنا البار سمعان. ولنكن ذوي عنفعلى الشر الإعوجاج والضلال والنسيان. ولنعش أصحابجرأة وشجاعة. وأقوياء بالذي يقوينا. بالرب يسوع. ولا نهابنبالحق، ملامةَ لائم! لأنه إذا كان الله معنا فمن يقوى علينا!؟
لا معنى لوجود شماس في الكنيسة ولا معنى لوجود كاهنفي الرعية إذا لم يرتبط هذا أو ذاك ارتباطا وثيقا بالناس. فالشماس أو الكاهن لا يعمل لذاته أو لعائلته أو لأي فئة منالفئات. إنّه في خدمة الناس أيا كان شكل هذه الخدمة،سواء اوكلت إليه خدمة رعية أو أي مهمة أخرى.
إنه أولا مبشر بكلام الله. هذا هو الأساس الذي تبنى عليهكل الخدمات. فعالمنا يحتاج إلى سماع كلام الله لأنه نورناوحياتنا والمرجع الذي نعود إليه في كل مواقفنا.
فالواجب الأول للشماس هو نشر بشارة الإنجيل ليستنيرالناس بها ويتبنوها في حياتهم الخاصة وفي علاقاتهمالعائلية والاجتماعية. كذلك لا بد أن نذكر بأن الكاهن أوالشماس هو أولا خادم المحبة. وبخاصة للبعيدين عنالكنيسة، للمرضى والضعفاء والحزانى والمسنين.. علىمثال المسيح، يخدم الشماس الجميع بدون استثناء وخدمتهفقط هي سبب قداستِه.
واردف:” باسمي الشخصي وباسم جميع أخوتي الكهنةالملتئمين حول هذا الهيكل المقدس وهذا الجمهور الحاضر،أهنئك أيها الشماس يوحنا لاختيارك النصيبَ الصالح، ببدءمسيرتِك الجديدة، مسيرة القداسة والتضحية وبذل الذات،كما أهنئ رفيقةَ دربك رانيا وأولادك شربل وإيليج ، والأهلولاسيما والدتك العزيزة ليندا وأختَك وأخوانك، ولا تنس أبداأن تذكر في صلواتك وقداسك من سبقك إلى دار الخلودعنيت والدَك المرحوم جرجي الحاج بطرس، وستجد في قلبمطرانك وإخوتك الكهنة محبة كبيرة وعاطفةَ الأب لابنائهواحترام الأب لأخوته. باركك الله وثبت خطواتك في طريقالقداسة والبر
واشار:” لا بد لنا من أن نرفع الصلاة لأجل شهدائنا فيالجيش اللبناني الذين سقطوا في الميدان ورووا بدمائهمالزكية أرض الوطن، لروحِهم الرحمةَ الإلهية ولعائلتهمالتعزيةَ والصبر والسلوان. ونحن إذْ نشدّد على أهميةالتكاتف والوحدة بين جميع اللبنانيين، نرفع باسمكم جميعارايةَ النصر والفخر والعز، لجيشنا اللبناني الباسل الذيحرر أرضنا وحدودنا من الإرهابيين، ونقدّم باسمكم التحيّةوالتهنئة لقائد الجيش وللقيادة العسكرية ضبّاطا ورتباءَوعسكريين، لأن مؤسسةَ الجيش تبقى الضمانةَ الأكيدة لكلاللبنانيين دون تفرقة أو تجزئة.
وختم:” أتقدّم بالمعايدة في عيد البار سمعان العامودي،شفيع هذه الرعية المباركة، من كاهن الرعيّة الغيور الأبجورج خوري، ومن لجنة الوقف السابقة والجديدة والجمعيةوالشبيبة والجوقة، كما نخصُّ بالمعايدة جميع الذين يحتفلونبهذا العيد والذين يحملون اسمَ سمعان وجميع أبناء الرعيةالحاضرين منهم والغائبين والمهاجرين، كما نشكركم علىحضوركم ومشاركتكم إيانا هذه الذبيحة الإلهية، وعلى كلما تقدّموه إلى هذا الهيكل المقدس، مستمطرًا علينا جميعًانِعَمَ الرب يسوع وبركاته، بشفاعة البار سمعان، شفيع هذهالرعية المباركة. والذي نعيّد له اليوم.
وكل عيد وأنتم جميعًا بألف خير وسلام. آمين
وتخلل القداس منح يوحنا الحاج بطرس رتبة الشماسية الانجلية على مذبح ابرشية طرابلس للروم الملكيين، بعد القداس اقيم عشاء قروي شارك فيه ابناء البلدة والجوار.