الرئيس دبوسي: شعارنا طرابلس عاصمة اقتصادية لم يكن مجرد طرح عبثي بل يستند على دراسة معمقّة لمكانة طرابلس.

 

رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي

يتحدث في لقاء حواري مع رئيس وأعضاء جمعية بيت الآداب والعلوم والتنمية

حول قضايا طرابلس ومبادرة غرفتها بتسميتها “عاصمة لبنان الإقتصادية”

 

في لقاء نظمته “جمعية بيت الآداب والعلوم والتنمية” مع رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي، وتحدث في مقدمته رئيس الجمعية الأستاذ محمد ديب أمام حشد من الشابات والشباب من الجمعية مشيراً الى الدور الريادي الذي تتسم به مسيرة الرئيس توفيق دبوسي وهي محط أنظار كل المتابعين لقضايا طرابلس والشمال الإنمائية والإقتصادية والإجتماعية والإستثمارية لا سيما مبادرته المميزة بطرحه التسمية الرسمية لمدينة “طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية”  فإن اللقاء الذي يجمعنا به في صرح الغرفة سيكون محوره الحديث حول المبادرة وأهميتها في أنها تنقل المدينة الى مكان آخر اكثر تقدماً وعمراناً وجاذبية.

 فالكلام للرئيس دبوسي فلنستمع له جيداً حيث سيتناول الأبعاد الإستراتيجية المتعلقة بتلك المبادرة.

 

الرئيس دبوسي

 إستهل الرئيس دبوسي حديثه بالقول: “عندما بادرنا الى إطلاق “طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية”، لم نكن لنضفي عليها من عاطفتنا كأبناء لهذه المدينة العريقة في التاريخ، وإنما لنرتكزعلى أسس علمية متينة في الجغرافيا والتاريخ والدور، فالموقع الجغرافي لم يتبدل، ولكن ما يجب أن يتبدل هو إرادة الحياة المعطاءة في التطوير والتحديث” .

 

وتابع:” مبادرتنا لم تكن مجرد طرح عبثي، بل تستند على دراسة معمقّة لمكانة طرابلس، التي بات الوطن اللبناني يحتاجها من خلال سلة مرافقها الإقتصادية الكبرى التواجدة من حيث الحيز الجغرافي في طرابلس ولكن هي ملك جميع اللبنانيين عنيت بها المرفأ ومعرض رشيد كرامي الدولي ومطار الرئيس رينه معوض(القليعات) والمنطقة الإقتصادية الخاصة وسكة الحديد والمصفاة البترولية التي هناك عرض من العراق الشقيق لإعادة تشغيلها) ، والمجتمع العربي للمساهمة في إعادة البناء والإعمار بعدما حلت في بلدانه ويلات الدمار والخراب، والمجتمع الدولي بمختلف جنسياته لإضطلاعها بدور محوري مستقبلي جاذب للمشاريع الإستثمارية النهضوية”.

 

وأشار:” لكن يبقى الأساس الذي يتجسد بتهيئة المناخات التي تؤهلها لأن تلعب الدور الذي يقع عليها القيام به وهذه مقاربة واقعية لأننا لا نبني خياراتنا على أية أوهام،أماما هو مطلوب منكم كشبيبة الغد، هو السهر على صقل الذات، وتوخي اللجوء الى العنفية أو الإحتراب أو أن تستهويكم الأعمال العسكرية، لأن ما يجب أن نتطلع اليه جميعاً بروح التفاؤل الدائم هو العيش بسلام وأمان وإطمئنان، وأن الإستقرار هو بكل تأكيد من مصلحتنا جميعاً، وهذا ما تأمرنا به كل الأديان السماوية وخاصة ديننا الحنيف،لأنه من صلب عقيدتنا وهو مشروع حضاري وأخلاقي ناجح، لأنه يحسنا على فعل الخير وعلينا أن نقف ضد الحروب لأنها ضد مصالحنا كبشر أولاً وأخيراً”.

 

ولفت دبوسي:” أما الحرب الحقيقية فهي الحرب على الذات لتذويب نقاط الضعف فينا من جهل وفقر وعنف ودموية، لا الحرب مع الآخر أو على الآخر، لا بل مع تطوير الذات والتقدم في شتى المجالات، لكي نشكل قيمة مضافة إنسانية وإجتماعية وعلمية واخلاقية وإيمانية، ولا تحدثوا أنفسكم يوماً أنكم لا زلتم في أعمار صغيرة، فالزمان يداهمكم والأعمار قصار، فالغد يبدأ من الآن، وعليكم التنبه الى سرعة الزمان واللجوء الى وسائل التخطيط وإعداد البرامج والمشاريع بنجاح والإمعان في إستخدام وسائل الفكر، وكل فرد فيكم له دور فعلي في الحياة العامة، ونحن سلسلة متكاملة من البشر”.

 

وعاود الرئيس دبوسي قائلاً:” أعود مرة ً أخرى الى غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، إذ ليس من المستغرب أن تفتح أبوابها أمام جموع الشباب والشابات، وأمام مختلف هيئات المجتمعين الأهلي والمدني، لأن المشاريع الهامة إنمائياً وإنسائياً لا بد من أن تكون حاضنة لها، وأثني في هذا السياق على مشروع الأستاذ محمد ديب من خلال مؤسسته “بيت الآداب والعلوم والتنمية”، وهو مشروع إنساني نجح في أن يكون محاطاً بهذا الحشد من الوجوه الشابة على درجة من الرقي والتقدم والتميز، وهو برنامج توجيهي إرشادي ثقافي يعزز من الروابط بينكم جميعاً، ونحن نبارك فيه روح التكاتف والتعاضد لأنه يهدف الى بناء الذات، أما بالنسبة لطرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية فإنها نتاج تاريخي لموقع جغرافي لم يتبدل كما ذكرت وهو نتاج لما بذله الأجداد من عطاءات وتضحيات وما سجلوه من نجاحات تتناسب مع الأيام التي عاشوها بسلام وإطمئنان،ولا يعقل أن لا تتناسل النجاحات من خلالكم كجيل جديد، وأنتم من تلك الجينات،وما عليكم إلا بتفاعل العقل مع تحديات ومستجدات الحياة الإقتصادية والإجتماعية المعاصرة”.