في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقائد الجيش العماد جوزف عون من قصر بعبدا أمس، الإنتصار في معركة «فجر الجرود» وإنهاء العمليات العسكرية على الأرض، كانت منازل العسكريين حزينة على ما آل إليه مصيرهم، بعدما عادوا شهداء بدلاً من الإحتفال بهم في هذا اليوم. ولا يزال الأهالي ينتظرون حتى الساعة صدور نتائج فحوص الحمض النووي الـ «DNA»، التي من المنتظر «أن تصدر قبل نهاية الأسبوع» بحسب ما أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في حديث تلفزيوني أمس، للتأكد مما إذا كانت الجثث التي انتشلها الأمن العام والجيش اللبناني من وادي الدب في جرود عرسال قبل أيام تعود الى أبنائهم المخطوفين لدى تنظيم «داعش» الإرهابي.
ورفض الأهالي فتح أي عزاء قبل ابلاغهم نتائج فحوص الحمض النووي والتأكد من أن هذه الجثث عائدة الى أبنائهم، الذين انتظروهم طوال السنوات الثلاث الماضية من دون معرفة أي أخبار عنهم، علماً أن منازل الأهالي في بلدات مدوخا، فنيدق، القلمون، الشوف، شمسطار، اللبوة وطاريا، غصت منذ اللحظات الأولى لإعلان اللواء إبراهيم العثور على الرفات، بأبناء البلدة والجوار المتضامنين معهم في هذه المحنة التي جمعت لبنان بأكمله من أقصاه إلى أقصاه.
وسرت معلومات بالأمس عن نتائج فحوص الحمض النووي، وأنها «أفضت إلى التعرف على ست جثث للعسكريين المخطوفين فيما لا تزال 4 قيد المتابعة»، إلا أن أهالي العسكريين أكدوا لـ «المستقبل» أنهم «لم يبلغوا أي شيء عن نتائج فحوص العينات التي أخذت منهم حتى الساعة»، مشددين على أنهم «بانتظار بيان يصدر عن قيادة الجيش أو اتصال من القيادة بهم يبلغهم النتائج».
في هذا السياق، أشار نظام مغيط، شقيق المعاون أول إبراهيم مغيط في حديث إلى «المستقبل»، الى أن «هناك توجهاً لدى الأهالي برفض استلام الجثامين قبل إعدام الدواعش الموجودين في سجن رومية، والذين شاركوا في اختطاف أبنائنا وإخوتنا وتعذبيهم وقتلهم».
من جهته، قال رئيس التيار «الشيعي الحر» الشيخ محمد الحاج حسن في حديث إلى «المستقبل»: «الأهالي لم يبلغوا حتى الساعة أي شيء بشأن نتائج فحوص الحمض النووي.ونحن بانتظار بيان قيادة الجيش بشأن ذلك. وسأعقد يوم السبت المقبل مؤتمراً صحافياً سأتحدث فيه عن كل ما جرى في هذا الملف وكل من تآمر وخذل العسكريين المخطوفين وتاجر بهم».
بدوره، شدد حسين يوسف، والد العسكري محمد يوسف، في حديث تلفزيوني، على «أننا سنتسلم الجثامين ونكرمهم»، لكنه طالب في الوقت نفسه بـ «اعدام المتهمين بقتل أبنائنا في سجن رومية».