أقام الكاتب بالعدل أحمد اليخني وزوجته المحامية رنا اليخني، بالتعاون مع شباب من آل يخني، حفل تكريم لـ53 طالباً وطالبة من عائلة آل يخني كانوا نجحوا في امتحانات الشهادات الرسمية، في قاعة رملة الحمراء في بلدة السفيرة ـ الضنية، حضره النواب أحمد فتفت، قاسم عبد العزيز وكاظم الخير، منسق تيار المستقبل في الضنية نظيم الحايك، رئيس بلدية السفيرة محمود هرموش، ومخاتير وفاعليات وأهالي الطلاب.
اليخني
بعد النشيد الوطني، وكلمة ترحيبية من عريفة الحفل ندى اليخني، وكلمة أهالي الطلاب ألقاها بسام اليخني، وكلمة الطلاب المكرمين ألقاها فادي اليخني، ألقت المحامية رنا اليخني كلمة رحبت فيها بالحضور في “حفل التكريم الثالث لطلاب عائلة آل اليخني في الشهادات الرسمية، لنكرم نخبة من طلابنا الأعزاء، إستحقوا بجدارة أن يكونوا في هذا التكريم، ونتوج جهدهم بالشكر وعطاءاتهم بالتقدير، وإن تكريمنا لهم لهو جزء صغير مما يستحقون”.
وأوضحت أنه “جرت العادة وللسنة الثالثة على التوالي أن نقيم هذا الحفل، ولاحظنا أن إقامة مثل هكذا نشاط كان له مردود إيجابي على تحسين مستوى الأداء العلمي لطلاب عائلتنا، وكان حافزاً لهم على مضاعفة الجهود للوصول إلى النجاح، والحصول على تقديرات، فزادت تقديرات جيد وجيد جداً بشكل ملحوظ في شتى الشهادات الرسمية، كما ارتفعت لدينا نسبة النجاح من سنة إلى أخرى”.
ورأت أن “مثل هذه الخطوة إذا عممت على كل عائلات المنطقة فإننا نكون قد خطونا خطوة هامة لتعزيز الثقافة والوعي والعلم لدى أجيالنا الصاعدة، ونكون قد بدأنا من الدائرة الصغيرة وهي العائلة، لتتوسع الهالة وتشمل مجتمعنا الضناوي بأكمله. ومما لا يخفى على الجميع الدور الملقى على عاتقنا في لبنان في تجنيب مجتمعنا ما يدور من حولنا، وهذا لا يكون إلا بإشغال الجيل الصاعد بالثقافة والتحصيل العلمي وزرع الوعي في أذهان شباننا وشاباتنا. وهذا الأمر لا يكفي، بل يستتبعه خطوات لاحقة تلقى على عاتق الدولة والمسؤولين لإيجاد فرص عمل للخريجين، ونحن لا نطلب المستحيل بل نطلب من نوابنا الأكارم الحاضرين معنا ونحملكم توصية من هذا المنبر باسم جميع الخريجين أن تنقلوها إلى الندوة البرلمانية وأن تكونوا صوتنا هناك، فلدينا طاقات شبابية هائلة وقدرة على الإنتاج والإبداع، فلنعمل جميعاً يداً بيد على رعاية هذه الطاقات والسهر على مواكبة مشوارهم”.
وعبرت اليخني عن “افتخارنا بطلابنا الأعزاء ونجاحهم، وأنه لشرف كبير لنا أن نقف بينهم لنحتفل بهم ونقدر تعبهم وتضحيات أهلهم وجهد أساتذتهم”، ومعتبرة أنه “لا يمكن لعمل أن ينجح من دون تعاون وتكاتف، فتكريمكم فخر لنا وثقتنا بكم كبيرة، وأملنا أن نراكم مهندسين وأطباء ومحامين وحملة إجازات. فهنيئاً لكم ولأهاليكم هذه الفرحة”.
فتف
وألقى النائب فتفت كلمة قال فيها: “هذه المرة الثانية التي أقف فيها على هذا المنبر، ولاحظت أن هناك تطوراً إيجابياً لموضوع طرحته السنة الفائتة، عندما نظرت إلى المكرمين المتخرجين ورأيت قلة قليلة من الذكور، واليوم هناك معادلة أفضل وهذا يوضح أن نسبة التسرب المدرسي أقل، وهذا يعني أن الأهل تحلوا بمسؤولية أكبر، وإذا كنا اليوم نكرم هؤلاء الشبان فنحن نكرم الأهل بالدرجة الأولى، هذه الأم الحنون وهذا الأب المجاهد، هم الذين ربوا هذا الجيل ليتبوأ تدريجياً أفضل المراكز في المجتمع بعد أن ينال أفضل الشهادات. شكراً أستاذ أحمد وأستاذة رنا على هذه المبادرة المتواصلة، فمن المهم أن لا نفعل شيئاً وننتهي به في يومه، المهم في كل مبادرة كي تكون ذات قيمة هو الإستمرارية، ونحن اليوم نرى أنه وللسنة الثالثة على التوالي هناك محاولة رائعة لتحفيز الشباب لتكريم الناجحين في الشهادات الرسمية”.
أضاف: “نتمنى أن يستمر هذا الجهد، ومن أجل ضمان إستمراريته يجب أن نجعله مؤسسة فاعلة، فتحويله إلى مؤسسة أو جمعية يؤدي إلى نتائج مستمرة على المدى الطويل، ويشجع الجميع لكي يشاركوا في هذه المبادرة. بالأمس إحتفل تيار المستقبل بتكريم المتفوقين من طلبة الضنية في المدارس كافة ومن العائلات كافة، وأعتقد أنه كان هناك شاب من آل اليخني حائز على مكافأة، وهذا يعني أن إيماننا بالعلم هو مثل إيماننا بالله وهو أساس تقدمنا وتقوية بنياننا وتقوية بنيان هؤلاء الشابات والشباب وتقوية البنيان الإجتماعي، فنحن نؤسس جيل قادر بعلمه وأخلاقه على مجابهة الصعوبات التي نعيشها”.
وتابع:” نحن نمر في مرحلة صعبة جداً وقد أشار إليها المتكلم باسم المتفوقين والناجحين عندما قال ماذا نفعل بهذه الشهادات: نذهب إلى الإغتراب؟ أقول نعم هذا موضوع مهم جداً، ولكن أيّاً تكن الصعوبات يجب أن يبقى التعليم هدف أساسي لنا، ولا إمكانية لأي مجتمع وأي بلد أن يتطور إذا لم يتطور التعليم فيه، يكفي أن ننظر إلى المناطق التي يكثر فيها المتعلمين، وإلى المناطق التي تكثر فيها الأمية ونرى التطور الإقتصادي المرافق، وبالتالي يجب تعليم هذا الجيل حتى لو لم يكن لدينا ضمانات أن الشهادات ستوصلنا، ولكن بالتأكيد الشهادة ستوصلنا إلى أي مكان إلا إلى المشاكل والصدامات والإختلافات ذات الطابع العائلي والعشائري والقروي، التي تهدد أمننا في كل يوم”.
وقال: “نمر في مرحلة سياسية حساسة حيث انتشر التطرف في بنية مجتمعنا، ومن أهم أسباب هذا الإنتشار هو الجهل في المفاهيم الدينية وفي المفاهيم العلمية، وهذا ما أودى بالكثير من شبابنا إلى المكان الخطأ، وأصاب فينا إصابات صعبة جداً على صعيد البلد والمنطقة، فلا ننسى أنه في مرحلة من المراحل كان مرادف كلمة الضنية في الإعلام وكأنه مرادف للإرهاب، وهذا كان تعد وتجن كبير علينا، ولكن الآن الحمد لله خرجنا منه بفضل هؤلاء الشباب الذين أصبحوا يذهبون إلى أرقى الجامعات وينالون أفضل الشهادات ويجارون العلم حيث ما كان، خرجنا منه وانتصرنا عليه فانتصار بلدة سير الضنية كأفضل بلدة سياحية في لبنان، هو بمثابة إنتصار إنمائي ومعنوي وكل هذا هو بدعم كل أهلنا في الضنية، وأنا أعلم أن كل واحد منكم ومنكنّ شارك في هذه المعركة لأنها كانت معركة معنوية أكثر من أي شي آخر بالنسبة للضنية، وكانت معركة تنموية”.
وأضاف: “نرسل من هنا تحية إلى الجيش اللبناني الذي خاض معركته ضد الإرهاب في السلسلة الشرقية وانتصر، هذا الإنتصار هو انتصار للجميع، فقد كرس لنا مفهوم الدولة في وجه مفهوم الميليشيا، هو إنتصار لكل من آمن بالدولة برغم عدم الكفاءة والتوازن في عملها، نحن وكما كنا متعلقين بالعلم وبديننا سنبقى متعلقين بالدولة لأننا نعلم أنها المنقذ الوحيد لنا، فتحية للجيش اللبناني وتحية للأمن العام الذي احتفل بالأمس بعيده الـ 72، وتحية لقوى الأمن الداخلي أيضاً، فالقوى الأمنية هي العمود الفقري للدولة اللبنانية وسنبقى وراءها برغم بعض الأخطاء والتجاوزات، ويبقى الجيش اللبناني هو عماد الدولة وهو المنقذ الوحيد، وتبقى الدولة اللبنانية هي أساس أمن هذا البلد”.
وختم :”أيها الشبان والشابات المقدمين على مرحلة دراسية جديدة يجب أن يكون لديكم الصبر في المرحلة القادمة، وأنا أعلم أحياناً أن الضغوطات الإجتماعية تأخذنا إلى مكان آخر، فمثلاً نحن لدينا في هذه المنطقة وللأسف تسرع في تزويج الصبايا والشباب قبل أن ينهوا تحصيلهم العلمي والجامعي، وأتمنى أن نأخذ هذه الملاحظة بعين الإعتبار لأنه عندما تكون المرأة متمكنة علمياً وثقافياً، كما هي السيدة رنا، نرى الإنتاج والإنجازات التي نراها اليوم هنا. فلكم جميعاً تحية وسنكون دوماً إلى جانبكم وإلى جانب الأهل والأستاذ أحمد اليخني والسيدة رنا اليخني والطلاب، من أجل مساعدتكم في شتى المجالات التي يمكن أن نساعدكم بها”.
عبد العزيز
وشكر النائب عبد العزيز في كلمة ألقاها، من سعى ودعا ومن رعى وقال: “أشعر بالفخر كثيراً في هذه المناسبة الراقية في هذه البلدة الأصيلة، فإن هذا الحفل السنوي الذي عودنا عليه الثنائي الأستاذ أحمد وزوجته رنا اليخني هو بادرة حسنة، فمن سنّ سنة حسنة له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة. فقد أصبح تكريم المتخرجين والمتخرجات عادة في معظم القرى، وأقول لكل المتخرجين إنني فخورٌ بكم، فأنا كنت أدرس في مدرسة بخعون تحت السنديانة، وفي هذه المنطقة طاقات كبيرة في العلم والذكاء والأدب والثقافة، فمعظم أهالي بيت الفقس شعراء، ونحن من منطقة غنية جداً بذكاء طبيعي وفطري أهدانا إياه الله سبحانه، ولدينا كفاءات في مختلف المجالات. فهنيئاً للضنية بجيلها وشبابها ونحن جداً فخورين بكم وفقكم الله”.
وأضاف: “أنصح كل هذه الأجيال الشابة أن تبحث عن إختصاصات في فروع التكنولوجيا والمعلومات والبرمجيات والصناعة والميكانيك وهندسة الموارد المائية وغيرها من المجالات التي نحتاجها، لأن المجالات ذات الطابع الآخر لا يمكن في لبنان أن ترفع من إنتاجية ومدخول الفرد ولأن سوق العمل يحتاج لمثل هذه التخصصات، ويجب أن نركز اليوم على العلوم التي تتلاءم مع تطورات العصر وسوق العمل” .
وفي ختام الحفل وزعت شهادات الطلاب المكرمين ثم أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.