أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “التطلع بعزم وثبات الى تحرير ما تبقى من ارض الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي كما تحررت جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك ليكتمل فرحنا ونكمل ما نقص من سيادة لبنان”، لافتا الى ان “الاحتفال بالعيد ال 72 للامن العام يتزامن مع مشاعر فخر واعتزاز بقواتنا المسلحة ومؤسساتنا الأمنية تسود شعبنا الذي يتهيأ لاحتفال وطني قريب بتحرير بقعة غالية على حدودنا الشرقية من التنظيمات الارهابية وإعادة الأمن والاستقرار إليها”.
واذ نوه بدور المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الامني والوطني وثقة السلطة السياسية الكبيرة به، وبدور المديرية العامة للامن العام التي باتت “نموذجا يحتذى به”، فانه وعد بان يظل بجانبهم من موقع مسؤوليته كقائد اعلى للقوات المسلحة، “كي يعود لبنان نقطة الضوء والإشراق والتميز في هذا الشرق وعلى كامل مساحة العالم”.
بدوره، اعتبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ان “مهمة الامن العام صارت الشراكة في حماية الوطن وليس فقط استقبال المواطنين والاجانب على المعابر الحدودية”، معتبرا أن “الإنجازات التي تحققت في معركة الجرود ونأمل أن تختتم سريعا بانتصار حاسم للبنان، نقطة تحول في مسيرة الأمن الوطني في لبنان، منذ عام 1990”.
أما اللواء ابراهيم، فشدد على ان “الامن العام سيبقى قوة ضاربة للارهاب اينما حل”، ولفت الى “الاقتراب من اقفال ملف العسكريين المخطوفين، ولن يغفو لنا جفن ونرتاح ونستكين حتى نكشف مصيرهم، ولن نعدم وسيلة في الحاضر والمستقبل الا سنستخدمها في سبيل إنهاء هذه القضية بالتنسيق مع قيادة الجيش”.
مواقف الرئيس عون والوزير المشنوق واللواء ابراهيم جاءت خلال الاحتفال المركزي الذي أقامته المديرية العامة للامن العام في عيدها الثاني والسبعين بدعوة من ابراهيم في مقرها في المتحف.
بدأ الاحتفال بوصول علم الامن العام، ثم المدير العام للامن العام تلاه وزير الداخلية وسط مراسم التكريم. وعند العاشرة، وصل عون وكان في استقباله المشنوق وابراهيم، وبعد عزف الموسيقى عزفة التأهب وتقديم السلاح، عزف لحن التعظيم ثم النشيد الوطني وحيا عون العلم، ثم أدت سرية من الامن العام مراسم التشريفات لرئيس الجمهورية الذي وضع اكليلا من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الامن العام وعزفت الموسيقى لحن الموتى ولازمة النشيد الوطني.
وبعد انتهاء المراسم، انتقل عون الى مكتب المدير العام للامن العام واجتمع الى المشنوق وابراهيم واطلع منهما على اوضاع الامن العام والمهام التي يتولاها.
السجل الذهبي
ودون رئيس الجمهورية في السجل الذهبي للامن العام عبارة “يفقد لبنان حضوره من دون امنه، ولمديرية الامن العام تاريخ عريق في الحفاظ على امن هذا الوطن. في عيدكم ال 72، ادعوكم لتبقوا دائما الغصن المثمر في شجرة الامن التي ترتوي من دماء شهدائكم والقوى الامنية والعسكرية. واننا على ثقة في ظل قيادتكم الساهرة والواعدة والامينة، سيبقى حضوركم الامني راسخا، وتطوركم الاداري لخدمة المواطن مميزا، وسعيكم الدؤوب لاحترام هوية الانسان دون تمييز في الهوية والعرق لافتا”.
ودون المشنوق كلمة في السجل الذهبي للامن العام هنا نصها: “في العيد الثاني والسبعين للمديرية العامة للأمن العام، تحية إعتزاز وتقدير لإنجازات هذه المؤسسة قيادة وضباطا وأفرادا في تأمين خدمة المواطن وصيانة أمن الوطن، وإصرار على المضي في مسيرة تطوير وتحديث مختلف أجهزة المديرية وتعزيز خدماتها”.
وقائع الاحتفال
بعد ذلك، انتقل عون والمشنوق وابراهيم الى قاعة 27 آب في الطبقة العاشرة من مبنى الامن العام حيث أقيم الاحتفال الخطابي وحضره الى المشنوق، وزير الدفاع يعقوب الصراف، الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري، النواب محمد رعد وقاسم هاشم وعماد الحوت وآغوب بقرادونيان، رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد واركان السلطة القضائية ورؤساء الهيئات الرقابية، قائد الجيش العماد جوزيف عون، نقيبا الصحافة والمحررين عوني الكعكي الياس عون والمديرون العامون في المؤسسات الدستورية وقادة قوى الامن الداخلي وامن الدولة والجمارك والدفاع المدني وقائد القوات الدولية في الجنوب والمحافظون وعدد من رؤساء الجامعات والصليب الاحمر اللبناني ونقباء المهن الحرة والهيئات الاقتصادية والمصرفية اضافة الى المديرين العامين في وزارة الداخلية والمديرين العامين السابقين للامن العام وكبار الضباط في الامن العام.
افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد الامن العام، وبعد وقوف الحضور دقيقة صمت عن ارواح الشهداء، عرض فيلم وثائقي عن المديرية العامة للامن العام ونشاطاتها لمدة عشر دقائق.
ابراهيم
وألقى ابراهيم كلمة قال فيها: “عيدنا هذا العام مميز بكل المعايير وعلى سائر المستويات. ميزته في وجودكم بيننا، ورعايتكم لهذه المناسبة الوطنية. يضاف إلى ألق الحضور انكم تعكسون منهج القائد الذي تمرس في الميادين العسكرية والسياسية، الحريص على لبنان العيش الواحد، وطن التنوع الروحي والثقافي، الرائد بوحدته وتعدديته الحضارية في محيط يئن من عنصرية مقيتة وهمجية صهيونية مرعبة. لكن يا فخامة الرئيس، وبالرغم من السعادة التي نشعر بها، الا انها تبقى منقوصة ما دام هناك رفاق لنا لا يزال مصيرهم مجهولا حتى الآن. نعدكم، ونعد من خلالكم عائلاتهم بأنه لن يغفو لنا جفن ونرتاح ونستكين حتى نكشف مصيرهم، وقد أصبحنا قريبين من اقفال هذا الملف الوطني والانساني والاخلاقي. وكما تعلمون، لم نوفر جهدا في السابق، ولن نعدم وسيلة في الحاضر والمستقبل الا سنستخدمها في سبيل إنهاء هذه القضية بالتنسيق مع قيادة الجيش”.
أضاف: “فخامة الرئيس، بإسم ضباط المديرية العامة للأمن العام ورتبائها وافرادها، نرحب بكم وبكل الحاضرين، نثمن مشاركتكم التي تشكل دعما معنويا، وتقديرا للتضحيات. كما نتطلع إلى دعم المديرية في مختلف الميادين لتتناسب وحجم المهمات وتشابكها، خصوصا في ضوء الظروف الاستثنائية، التي تعرفونها بوصفكم القائد الأعلى للقوات المسلحة، وينتج منها تصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية، المصحوبة بانتهاكات برية وبحرية وجوية، ناهيك بمحاولة الخروقات التجسسية، وكذلك جراء الإرهاب الآتي من وراء الحدود، حيث يسطر الجيش هناك بطولات كبيرة في مواجهة الارهابيين ودحرهم واستعادة الارض، بعدما اجمع اللبنانيون على دور المؤسسات العسكرية والامنية”.
وتابع: “فخامة الرئيس، ما أنجزته المديرية العامة للأمن العام، ودائما بالتنسيق والتكامل مع باقي المؤسسات الأمنية وعلى رأسها الجيش هو انجاز وطني عام للدولة ولكل اللبنانيين، تنفيذا لقرارات السلطة التنفيذية، وسيستمر الأمن العام في أداء واجباته الادارية – الخدماتية والامنية للمساهمة في الوصول الى دولة آمنة، متطورة وعادلة. فالبرامج والخطط الخمسية التي وضعناها اسست لبناء اداري نظيف، واستحدثت دوائر ومراكز اقليمية جديدة على مساحة الوطن. اما استراتيجية الأمن الإستباقي، التي نفذناها بحرفية عالية ومهارة مميزة، كلفتنا شهداء وجرحى فداء للبنان وشعبه، كانت بهدف بناء أمن صلب، ينعم من خلاله اللبناني والمقيم بالسلم والاستقرار. وسيبقى الأمن العام قوة ضاربة للارهاب أينما حل، ومهما كانت هويته، فالإرهاب ليس في حاجة الى اي باب من أبواب الاجتهاد في تصنيفه متى استهدف ركائز الدولة، أي السيادة والشعب والمؤسسات، خصوصا واننا نحن أول من عانى منه منذ تسعينات القرن الماضي وصولا إلى اليوم”.
وختم: “فخامة الرئيس، اننا في المديرية العامة للأمن العام نفخر بزيارتكم ونعتبرها تقديرا وثناء على ما قمنا وما نقوم به، ونؤكد امامكم اننا لسنا هواة مغامرات، لكننا لن نقبل ولن نسمح بأي خطر يمس لبنان، حتى ولو كان الثمن دمنا وحياتنا، فنحن خريجو مدرسة التضحية والخدمة والشرف والوفاء. عشتم، عاش الأمن العام وعاش لبنان”.
المشنوق
وكانت كلمة للمشنوق قال فيها: “نحن اليوم في حضرة الثقة المستعادة في البلد ومؤسساته وهويته واجهزته الامنية وجيشه الذي اهدى اللبنانيين عرس الانتصار على الارهاب، وبذلك يكون عيد الثاني والسبعين للامن العام عيدين وليس عيدا واحدا”.
أضاف: “فخامة الرئيس، بانتخابكم رئيسا للبلاد، إكتمل النصاب الدستوري لمؤسسات النظام السياسي. نجونا ونجت البلاد من جحيم الفراغ، الذي ما كان يعدنا الا بالمزيد من الاهتراء المؤسساتي والاقتصادي والاجتماعي والوطني، وكلها اهتراءات تؤدي في المحصلة الى أعباء أمنية جبارة، ومناخات ترد تطال سلامة الناس والعباد. إختبرت هذا الامر من موقعي في وزارة الداخلية، وكنت شاهدا على الجهود الجبارة التي بذلت، من كل الأجهزة الأمنية ومنها طبعا صاحب العيد جهاز الامن العام، لذلك أنوه اليوم بجهود اصحاب العيد، الذين قدموا نموذجا في الأمن الاستباقي في مواجهة الارهاب، وصارت مهمتهم الشراكة في حماية الوطن وليس فقط استقبال المواطنين والاجانب على المعابر الحدودية. اما اللواء عباس ابراهيم المدير العام للامن العام، لقد قلت لفخامة الرئيس انه “معمرجي” لانه يقدم كل ستة أشهر مشروع بناء جديد للأمن العام، فضلا عن أنه “مدمن مفاوضات” من الحدود الى الحدود، من اعالي الجرد الى الحدود اللبنانية مع العدو الاسرائيلي”.
وتابع: “الكل يعلم، من اعترف ومن لا يعترف، أنه كان يمكن للأمور أن تكون أسوأ بكثير لو إستمر الفراغ، ولو لم تتوفر إرادات التسوية العاقلة والمسؤولة، لنكون اليوم في حضرة هذا النصاب الدستوري والسياسي. وأضيف أننا أيضا في حضرة الدولة الآمنة والمؤتمنة، التي اكتمل نصاب الأمان الوطني فيها من خلال المشهد الذي قدمه الجيش اللبناني، في معارك جرود القاع وبعلبك. دولة آمنة من الارهاب بإذن الله وبتضحيات ودماء وجراح العسكريين والضباط في الجيش وفي كافة الاجهزة الامنية، ودولة مؤتمنة بالجيش الوطني وحده على كل ما من شأنه أن يطمئن الناس ويريحهم خارج الحسابات الفئوية والحزبيات. أستأذن اصحاب العيد، رفاقي في الأمن العام، بهذا الحديث عن الجيش، وأنا أصلا من المطالبين والساعين والمجتهدين منذ اللحظة الاولى لتسميتي في وزارة الداخلية، في سبيل تكامل أمني بين كل الاجهزة والجيش، والحمد لله حققنا في هذا المجال قفزات كبيرة مع العماد جان قهوجي قائد الجيش السابق، ونعد أنفسنا ونعدكم بمزيد منها وقد بدأنا فعلا مع العماد جوزيف عون. هذه مناسبة لاوجه التحية لكل العسكريين في الجرود وفي كل مكان، واقول لهم ليس فقط قلوبنا معكم، بل ايدينا وعقولنا وكل ما نستطيع ان نقدمه لكم حتى انتصاركم في معركتكم ضد الارهاب”.
وقال: “في الايام الماضية سمعت وقرأت الكثير من النقد والهواجس حول استثمار معركة الجرود، التي خاضها الجيش اللبناني بكفاءة عالية، وحرفية مبهرة، وأقول: نعم إن المسؤولية الوطنية والسياسية والتزام اتفاق الطائف والدستور، وحماية النصاب الوطني، يحتم علينا جميعا استثمار هذه التضحيات والنجاحات في سبيل تعزيز مكانة الدولة وحضورها في وعي الناس ووجدان اللبنانيين. هكذا تستعاد الثقة وأنتم شهود أنها تستعاد بأسرع حتى مما توقعنا، بتضحيات جنود وضباط جيشنا الوطني وكافة الاجهزة الامنية، وبوعي ومسؤولية المواكبة السياسية، أيا تكن الاكلاف. العيد هذا العام، مميز من هذه الناحية، وفي لحظة التفاف وطنية حقيقية حول العلم الواحد والجيش الواحد والسلاح الواحد الذي لا شريك له، ولا رديف له، ولا مساو له”.
أضاف: “فخامة الرئيس، حين يكتب تاريخ الاسابيع الماضية القليلة، وانا واحد من الشهود على تلك الايام، ستظهر صلابة موقفكم يا فخامة الرئيس مع دولة الرئيس الحريري بأن الامر للجيش وحده على الاراضي اللبنانية، هذه الصلابة في الحسم هي التي جعلت كل اللبنانيين في احتفال دائم بانتصار جيشهم الوطني. في خطاب القسم رسمتم خريطة طريق بهدف ما سميتموه “بلوغ الاستقرار الأمني” وشددتم على “أن الأهم هو إطمئنان اللبنانيين الى بعضهم البعض والى دولتهم بأن تكون الحامية لهم والمؤمنة لحقوقهم وحاجاتهم” ودعوتم الى “التعامل مع الإرهاب استباقيا وردعيا وتصديا”. بلا مبالغة أقول، إن الإنجازات التي تحققت في معركة الجرود ونأمل بأن تختتم سريعا بانتصار حاسم للبنان، نقطة تحول في مسيرة الأمن الوطني في لبنان، منذ عام 1990، وتحيل على التقاعد أو طاولة الحوار كل المعادلات التي ركِّبت في هذا الظرف السياسي او ذاك. وهي تضاف الى الرصيد الكبير الذي تحقق في عمل قوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة الذين واجهوا الارهاب وإسرائيل بكفاءة نادرة يشهد عليها العرب والغرب، من خلال الانضباط العالي والولاء الوطني الاستثنائي، والعمل الاستباقي دون توقف، وبالتنسيق المستمر بين كل الاجهزة، وبتفاني الكثير من الضباط والأفراد في عملهم، ليلا ونهارا، لحماية لبنان واللبنانيين وصولا الى حد الاستشهاد”.
وتابع: “فالحقيقة الساطعة، والحقيقة الوحيدة، أن الجيش، والقوى الأمنية، وتجربة الأمن العام ماثلة أمام الجميع، تتكامل معا لخلق وقائع جديدة لا يمكن تجاوزها، وهي رصيد لكل اللبنانيين، من دون استثناء، ورصيد للبنان الشرعية والدولة والقانون، ورصيد لاستعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم وثقة العالم بدولة لبنان. نعم نحن نخوض تجربة صعبة على الجميع، لكي نحاول إنقاذ ما بقي من الدولة، وهو كثير، ونبني عليه، ونستعيد مؤسساتها وحضورها وقدرتها على الحياة. هذا قدرنا، أن نبقى مؤمنين بخيار الدولة، دولة المؤسسات، دولة الحريات، حرية التعبير وتقبل الرأي الآخر، دولة قادرة على أن تكون نموذجا للشراكة الحقة والمتكافئة ومساحة للاعتدال في منطقة تتقاذفها موجات الحقد والتطرف. ولقد شهدنا حصاد الثقة والامانة من خلال تثبيت الامن والاستقرار اللذين ينعم بهما اللبنانيون، هذا في الداخل. كذلك عملنا في الخارج على تعزيز الثقة الاقليمية والدولية بالمؤسسات الامنية اللبنانية”.
وختم: “فخامة الرئيس، أخيرا اسمحوا لي بأن أعود مرة جديدة الى خطاب القسم لأقول لكم، كونوا على ثقة بأنه لدينا كل العزم والارادة والإقدام لتحقيق ما تسعون إليه وما يصبو اليه اللبنانيون: “لبنان القوي والموحد لكل ابنائه، لبنان الحرية والكرامة، لبنان السيادة والاستقلال، لبنان الاستقرار والازدهار، لبنان الميثاق والرسالة. عشتم، عاش الأمن العام، عاش الجيش، عاش لبنان”.
عون
وألقى عون كلمة قال فيها: “الاحتفال بالعيد الثاني والسبعين للأمن العام، اليوم يؤكد الاستمرار في مسيرة تطور لمؤسسة من مؤسساتنا الامنية عملت على الارتقاء بنفسها وأدائها وجهوزيتها الدائمة، فأضحت نموذجا يحتذى به. ومع كل الأعباء الثقيلة التي ألقيت على عاتق الأمن العام في السنوات الماضية نتيجة النزوح السوري إلى لبنان ومخاطر الارهابيين، نجحت قيادة هذا الجهاز في الاضطلاع بمسؤولياتها بنجاح وحرفية يشكلان مصدر فخر لنا جميعا. لذا يسرني في هذه المناسبة أن أتوجه بالتهنئة إلى هذه المؤسسة، قيادة وضباطا ورتباء وعسكريين، وأن أدعوهم إلى مواصلة مسيرة نجاحهم في مسؤولياتهم الأمنية، حفاظا على الاستقرار والسلام في وطننا”.
أضاف: “سقط منكم شهداء وأنتم تؤدون واجبكم، وشهد الجميع على انجازاتكم خصوصا في كشف الخلايا الإرهابية، وإحباط محاولات الإرهابيين للمساس بالسلم الأهلي ومقومات الاستقرار والعيش المشترك. ولا بد لي في هذا السياق من أن أنوه بالدور الأمني والوطني الكبير الذي يضطلع به المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، والنجاحات المتتالية التي حققها بمهمات حساسة وملفات أمنية دقيقة شهد لها الجميع، كما أنوه بعزمه الدائم لمواجهة التحديات وتذليل الصعوبات خدمة لأمن واستقرار المجتمع والوطن. إن ثقة السلطة السياسية كبيرة بكم، ويجب أن تشكل حافزا لكم لمزيد من العطاء وتطوير قدراتكم واستمرار جهوزيتكم للقيام بالمهام المتزايدة والجسيمة الملقاة على عاتقكم وسط العواصف والحروب والأزمات المحيطة بوطنكم، وتربص الإرهابيين به”.
وتابع: “يتزامن هذا الاحتفال، مع مشاعر فخر واعتزاز بقواتنا المسلحة ومؤسساتنا الأمنية تسود شعبنا الذي يتهيأ لاحتفال وطني قريب بتحرير بقعة غالية على حدودنا الشرقية من التنظيمات الارهابية وإعادة الأمن والاستقرار إليها. من هنا، أوجه باعتزاز تحية فخر إلى رفاقكم العسكريين الذين أخرجوا من ظلمة الجرود فجرا، وانحني أمام تضحياتهم وشهدائهم وجرحاهم الذين بلسموا جرح الوطن النازف. وكما تحررت جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك، نتطلع كذلك بعزم وثبات إلى تحرير ما تبقى من أرض الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، ليكتمل فرحنا ونكمل ما نقص من سيادة لبنان”.
وقال: “أيها الضباط والرتباء والعسكريون في الأمن العام، هنيئا لكم هذا العيد، وهنيئا للبنان بكم. كونوا دائما متيقظين مما يحاك في ظلمة العقول والخفايا. مهمتكم مع إخوة السلاح في باقي القوى الأمنية، أن تحصنوا سلام لبنان، وأمن المجتمع، ورسالة وطنكم الحضارية. ولطالما نجحتم في تحقيق هذه المهمة بتضحياتكم وسهركم. أقدر جهودكم وأعدكم بأن أظل بجانبكم من موقع مسؤوليتي كقائد اعلى للقوات المسلحة، لكي يعود لبنان نقطة الضوء والإشراق والتميز في هذا الشرق وعلى كامل مساحة العالم”.
درع وكوكتيل
وفي الختام، قدم المشنوق وابراهيم لرئيس الجمهورية درع الامن العام، والتقطت الصورة التذكارية. وشارك عون والحضور في كوكتيل في قاعة الضيافة قطع خلاله قالب حلوى عليه شعار الامن العام وشرب والحضور نخب اصحاب العيد، قبل ان يغادر عائدا الى القصر الجمهوري.