أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان منطقة البترون هي “امانة في اعناقنا”، متعهدا “الحفاظ على ارثها وفرادتها مع تأمين المشاريع الانمائية التي تحتاجها لتبقى عرقا نابضا بالحياة في قلب لبنان الذي سيعود لؤلؤة الشرق”.
موقف الرئيس عون جاء خلال جولة قام بها بعد ظهر اليوم الى منطقة البترون، حيث دشن طريق القديسين، وشارك في افتتاح بيت الراحة – بيت رفقا في جربتا، وتفقد اشغال توسيع طريق تنورين التحتا- تنورين الفوقا التي تربط ساحل قضاء البترون بجرده.
وقد رافق الرئيس عون في جولته وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وعقيلته السيدة شانتال عون باسيل، وعدد من الخبراء والاستشاريين.
المحطة الاولى
المحطة الاولى في الجولة البترونية كانت لتفقد اشغال تأهيل وتوسعة طريق تنورين التحتا- تنورين الفوقا والتي تبدأ في تنورين التحتا مرورا بمنطقة وطى حوب وصولا الى تنورين الفوقا. وكان في استقبال الرئيس عون وصحبه، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، والامين العام للمجلس غازي حداد، ورئيس بلدية البترون بهاء حرب ومسؤولو الشركة المولجة تنفيذ المشروع، ورئيس الهيئة العليا للتأديب القاضي مروان عبود، وعدد من رؤساء البلديات ومخاتير قضاء البترون.
واستمع الرئيس عون من السيد الجسر الى شرح مفصل للمشروع وفوائده بالنسبة الى السكان وتسهيله لتنقلاتهم، كما اطلع على الخارطة الجغرافية التي تظهر مسار الطريق والقرى والبلدات التي يمرّ بها. ثم تولى كل من السيدين شارل اده وجورج معوض شرح الخطوات العملية التي يلحظها المشروع وكافة المراحل التي سيمر بها حتى الانتهاء من تنفيذه بشكل كامل.
وسأل رئيس الجمهورية عن المرحلة التي سيستغرقها تنفيذ المشروع، متمنيا الاسراع في مختلف المراحل للانتهاء منه ضمن المهلة المحددة، ودون اي تأثير سلبي على حركة المواطنين في البلدات والقرى التي ستشهد الاشغال.
يذكر ان طول الطريق يبلغ 6،9 كيلومتر وعرضها 10 امتار، وتتألف من ممر واحد بعرض 3،5 كيلومتر في كل اتجاه مع كتفين معبّدين بعرض متر ونصف المتر، وتكمن اهميته انه يربط ساحل قضاء البترون بجرده.
ثم انتقل الرئيس عون والوفد المرافق الى المحطة الثانية في الجولة وهي مدخل البترون.
المحطة الثانية
المحطة الثانية في الجولة الرئاسية كانت عند مدخل البترون-اول طريق القديسين التي وصلها رئيس الجمهورية عند السادسة مساء يرافقه الوزير باسيل والسيدة شانتال. وكان في استقباله رئيس بلدية البترون واتحاد بلديات البترون مارسيلينو الحرك، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وحشد من فعاليات المنطقة ومن المواطنين.
وفور نزول الرئيس عون من سيارته، تعالت الهتافات الترحيبية المنادية بحياته، وتوجه نحو النصب التذكاري الذي اقيم للمناسبة، وازاح الستار عنه وسط موجة من التصفيق قبل ان يقطع الشريط تحت اقواس النصر ايذاناً بالاعلان عن تدشين الطريق.
ثم انطلق موكب الرئيس عون على الطريق الجديدة متجها الى بلدة اده، وازدانت الطريق بالاعلام اللبنانية واليافطات المرحبة والمشيدة بمواقف وقرارات الرئيس عون ورعايته لمختلف المناطق اللبنانية، كما رفعت على الطريق شعارات تشكر الوزير باسيل على اهتمامه بمنطقة البترون وجهده لاقامة المشاريع التنموية فيها.
يذكر ان طول الطريق يبلغ 7،2 كيلومتر، وعرضها 11 مترا، وبلغت كلفة تنفيذها 7،8 مليون دولار اميركي.
بعدها، انتقل الرئيس عون والوفد المرافق الى بلدة اده.
المحطة الثالثة
اما المحطة الثالثة في البترون فكانت في بلدة اده حيث كان في استقباله والوزير باسيل والسيدة شانتال، وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل، ووزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري، ووزير البيئة طارق الخطيب، والنائب نبيل نقولا، ومحافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، ومطران البترون للموارنة منير خير الله، وعدد من المدراء العامين ورؤساء البلديات والمخاتير.
واقيم للرئيس عون استقبال شعبي لافت بالخيول، فيما تولت فرقة من موسيقى الجيش عزف الاغاني الوطنية، وقرعت اجراس الكنائس ترحيبا، واقيمت منصات ترفع الاعلام اللبنانية وشعارات مرحبة برئيس الجمهورية.
وسار الرئيس عون على السجاد الاحمر الى المنصة التي اقيمت للاحتفال، وقدمت له باقة من الورود، وحيا المسؤولين الرسميين من مستقبليه.
وقائع الاحتفال
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه كلمة لعريفة الحفل الدكتورة ليلى نقولا اعربت فيها عن فرحة البترونيين جميعا بحضور رئيس الجمهورية بينهم وتدشينه مشاريع انمائية هي حاجة كبيرة للمنطقة.
ثم عرض مستشار الوزير ابي خليل السيد خالد نخلة للاستراتيحية الانمائية لقضاء البترون التي وضعها الوزير باسيل، ويستكملها الوزير ابي خليل، مستعينا بالصور والخرائط للمقارنة لاظهار مدى الفارق الكبير بين الحال القديمة للطرق وما ستكون عليه في المستقبل القريب، اضافة الى الآثار الايجابية لكافة المشاريع على البترون بمختلف بلداتها وقراها. كما اشار الى المشاريع المنوي تنفيذها ايضا برعاية واهتمام من الوزير باسيل، والى الخطة السياحية الموضوعة والتي ستنقل البترون الى مصاف المناطق السياحية المميزة، مع اشارته الى انه من اصل 6 سدود مياه ستنشأ، هناك اثنان في منطقة البترون، كاشفا عن التخطيط لانشاء سد الرهوة. ولفت الى اقامة بحيرة الطيبة في تنورين ضمن مشروع لاقامة بحيرات جبلية عديدة.
واوضح ان هناك مشاريع عدة للحفاظ على البيئة منها مشروع الصرف الصحي في ساحل البترون والكورة من خلال محطتين في شكا وساحل انفه وسيتم افتتاحهما قبل نهاية العام الحالي.
وشدد على انه اعيد العمل باطلاق مشروع جرد البترون لحماية الينابيع الجردية، بعد ان تم عرقلته سياسيا، وذلك بدعم مباشر من الرئيس عون والوزير باسيل.
وتحدث بعدها رئيس بلدية جران بسام الخوري، الذي اشاد بالرئيس عون وباهتمامه الدائم بالانماء في المناطق اللبنانية، مشددا على ان حضوره الى البترون لتدشين مشاريع انمائية له بالغ الاثر في قلوب البترونيين.
ورحب رئيس بلدية اده نجم خطار برئيس الجمهورية معتبرا ان رعايته ادت الى ترشيد الانفاق واعطاء البترون حقوقها دون منّة من احد ضمن نهج الاصلاح والتغيير الذي ينتهجه الرئيس عون.
اما رئيس بلدية البترون واتحاد بلديت البترون مارسيلينو الحرك، فعرض في كلمته لمسيرة الرئيس عون منذ انخراطه في المؤسسة العسكرية وحتى اليوم، والتي بقيت ثابتة على القيم والمبادىء التي انتهجها. ثم عرض الحرك للمشاريع التنموية التي بدأها الوزير باسيل والتي اثمرت عن تدشين المرحلة الاولى من طريق القديسين اليوم، ومشددا على الاستمرار في مسار التنفيذ حتى انتهاء الاعمال.
وبعد انتهاء الكلمات المرحبة، قدم الحرك الى الرئيس عون هدية تذكارية هي عبارة عن ذخائر لقديسي لبنان محفورة داخل مجسم من شجرة الارز. كما قدم رئيس بلدية اده نجم خطار هدية هي عبارة عن ايقونة بيزنطية اثرية من كنيسة مار سابا، ثم حيا الرئيس عون الحضور وعلا التصفيق والهتاف.
السجل الذهبي
ووقع الرئيس عون على السجل الذهبي العبارة التالية:
“ان منطقة البترون امانة تركها التاريخ في اعناقنا، وعهدنا لها ان نحافظ على فرادتها وارثها العريق مع تأمين المشاريع الانمائية التي تحتاجها، لتبقى عرقا نابضا بالحياة في قلب لبنان الذي سيعود لؤلؤة الشرق.
العماد ميشال عون
رئيس الجمهورية اللبنانية”.
زرع شجرة وازاحة الستار عن النصب التذكاري
وبعدها، زرع الرئيس عون في ساحة البلدة شجرة ارز، قبل ان يتوجه لازاحة الستار عن النصب التذكاري الذي اقيم تحت شعار الصليب المصنوع من الخشب. وكتب على النصب التذكاري:
“تخليدا لزيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمناسبة تدشين طريق القديسين”.
وبعدها، انتقل الرئيس عون والوفد، عبر طريق القديسين، الى جربتا المحطة الاخيرة في الجولة.
المحطة الاخيرة
المحطة الاخيرة في الجولة البترونية الرئاسية كانت دينية وتحديدا في دير مار يوسف – جربتا حيث ترقد القديسة رفقا الريس.
وكان في استقبال الرئيس عون والوزير باسيل والسيدة شانتال في الدير، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وعدد من المطارنة الموانة والاباء، وفعاليات نيابية ورسمية وحزبية، والرئيسة العامة لرهبانيةالراهبات اللبنانيات المارونيات الام صونيا غصين، ورئيسة الدير الام ميلاني مقصود، وحشد من المواطنين والمؤمنين الذين قدموا للترحيب برئيس الجمهورية والمشاركة في الصلاة.
وقد صافح الرئيس عون مستقبليه في الباحة الخارجية لبييت الراحة “بيت رفقا” الذي يعنى بالمسنين ويرعاهم بمساهمة من السيد سليم الزير، قبل ان ينتقل مع البطريرك الراعي لازاحة الستار عن اللوحة التذكارية التي وضعت لمناسبة زيارة رئيس الجمهورية. ثم جال الرئيس عون والبطريرك الماروني برفقة الام غصين والام مقصود في ارجاء الطابق الثاني من البيت، وعاين رئيس الجمهورية غرفه وتجهيزاته قبل ان يتلو البطريرك الراعي صلاة تدشين هذا البيت.
وقد اعرب الرئيس عون عن تقديره للراهبات اللبنانيات وما يقمن به من اجل الكبار في السن، معتبرا انها مبادرة تحافظ على مكانة الانسان واحترامه، وترسخ القيم المسيحية التي نشأت عليها القديسة رفقا وقدمت نفسها في سبيلها.
التوقيع على السجل
ووقع الرئيس عون على السجل الخاص بهذا البيت العبارة التالية:
” بيت رفقا، بيت جديد على اسم قديسة من لبنان، بها نرتفع الى اسمى محطات الايمان والرجاء، ومع خدمة المسنين وكبارنا، تبلغ الخدمة الاجتماعية مداها. نهنىء القيمين على هذا البيت، ونشكر الذين سعوا لانشائه. مع اطيب التمنيات والتوفيق.
العماد ميشال عون
رئيس الجمهورية اللبنانية”
البطريرك الراعي
وانتقل الجميع الى احدى قاعات بيت الراحة، حيث اقيمت صلاة التبريك التي ترأسها البطريرك الراعي والقى كلمة في المناسبة، قال فيها:
” لقد رغبت فخامة الرئيس ان تكون بيننا اليوم من اجل تدشين وافتتاح بيت رفقا. لقد شعرت فخامة الرئيس، و انتم تدخلون هذا البيت، بقوة من عل وقلت في نفسك: لا خوف. ونحن ايضا نقول ان هؤلاء القديسين الذين عطرونا بأريجهم والراهبات والآباء والمؤمنين وراعي الابرشية وكل الحاضرين نذكرك في صلاتنا، كي تقود سفينة الوطن الى ميناء الامان. هذا اليوم، يكلمنا الرب يسوع عن بناء الكنيسة على صخرة الايمان”.
واضاف: ان كنيسة المسيح هي عبارة عن حجارة حية وكل منا حجر فيها. على المستوى الوطني، انتم لستم مجرد حجرا، انتم حجر الزاوية وتساهمون وتحملون مسؤولية تختلف عن كل المسؤوليات الاخرى في الدولة، لذلك نبني الوطن على حجر الزاوية. ان الهموم والتحديات التي نواجهها كبيرة، وهي ترافقكم في كل خطواتكم وتابع: في عهدكم يا فخامة الرئيس، تقام المشاريع الانمائية لما فيه خير لبنان الذي يستعيد دوره والشعب ثقته بالوطن.
وفي نهاية الصلاة، قدم رئيس الجمهورية التهنئة للبطريرك الراعي والراهبات على انشاء هذا البيت ثم ودعهم مختتماً جولته في البترون، عائدً الى قصر بعبدا.