إستضافت غرفة طرابلس ولبنان الشمالي المؤتمر الصحفي الذي عقده الاستاذ توفيق سلطان حول مشروع شركة “نور الفيحاء” في طرابلس بحضور رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين وعدد من اعضاء مجلس إدارة الغرفة الى اعضاء من مجلس “نور الفيحاء” وحشد من الفاعليات الإقتصادية والإجتماعية.
الرئيس دبوسي
في كلمة رحّب فيها بالاستاذ توفيق سلطان وبكافة الحاضرين من فاعليات بلدية وإقتصادية وإجتماعية ورؤساء جمعيات وتجمعات واعضاء مجلس إدارة الغرفة وناشطين في المنظمات الأهلية والمدنية والإعلامية وخلال المؤتمر الصحفي الذي استضافته غرفة طرابلس ولبنان الشمالي حول شركة “نور الفيحاء” ومستلزمات تنفيذها رأى توفيق دبوسي رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي في مشروع “نور الفيحاء” خطوة متقدمة بإتجاه إستعادة الألق الى دورة الحياة الإقتصادية والإنمائية في مدينة طرابلس وستوفر خدمة حيوية طالما تطلّعت المدينة بكل مرافقها ومؤسساتها العامة والخاصة لا سيّما الإنتاجية منها وبشكل ملّح ومتواصل إلى إيجاد الحل السريع لأزمة الكهرباء التي تفاقمت كثيراً والتي نتمنى لشركة ” نور الفيحاء” أن تضع حداً لهذه الأزمة المزمنة ونراها أيضاً تأتي منسجمة تمام الإنسجام مع توجهـات فخامـــــة الرئيــــس العمـــــــاد ميشــــال عون الإنمـــــائية وكذلك الخطط الإنمائية للحكومة الحالية بحيث يجب أن يتم بشأنها تقاسم المسؤوليات المشتركة بين القطاعين العام والخاص بكثير من الإهتمام والإلتزام والمتابعة للتنفيذ لأنّ المسالة الإنمائية لا تعني سوى استثمار الطاقات الإقتصادية بطريقة إيجابية ووضعها في خدمة الإنسان والمجتمع ونحن بكل تأكيد نؤيّد ونبارك ونثني على كل مبادرة عامة أو خاصة تندرج في سياق تحقيق الخير العام لكي تصبح طرابلس نموذجية وتتعزز من خلالها مبادرتنا التي وضعنا مرتكزاتها ودوافعها ومبرراتها بين أيدي دولة الرئيس سعد الحريري في الأمس القريب واليوم نرى في “نور الفيحاء” إضاءة مشعّة على أهمية تضامن وتكاتف وتآلف كل القوى والمراجع السياسية والسلطوية أمام المسألة الإنمائية وفي مناخ تتشابك فيه الأيدي الخيرة التي نشدد على أهمية وجود ميثاق شرف يجمع بينها وتتجاوز من خلاله كل أنواع الخلافات والتجاذبات لأنّ النهوض بطرابلس وتطويرها وتحديث بناها لتكون عاصمة لبنان الإقتصادية تستدعي تضافر جهود أبنائها ليتم إعطاء أجمل صورة وأحسنها لمدينتنا العريقة في التاريخ التي باتت بثقة كاملة حاجة للإقتصاد الوطني وتتوثب لتلعب الدور المستقبلي في إعادة إعمار المحيط العربي وتأمين المصالح المرتقبة للمجتمع الدولي بكل جنسياته الذي بدأ يتسابق للإستفادة من موقع طرابلس ومكانتها الإستراتيجية الجاذبة.
إنّ الخروج من الأوضاع الخدماتية المشكو من قلتها في طرابلس ولبنان الشمالي بات من مسؤوليتنا جميعاً، وأصبح لزاماً علينا أخذ المبادرات تلو الأخرى سواء الممكنة منها أو المتاحة من أجل وضع تصور استراتيجي، مرتكزاته الأساسية النهوض الشامل آخذين بعين الإعتبار حركة النمو السكاني والتوسع العمراني وإزدياد المطلب الحيوي بتأمين الطاقة الكهربائية بشكل مستدام على أن يرافقه خطط مماثلة تطال قطاعات ومرافق حيوية تخفف عن كاهل المواطنين ما لم يعد لديهم طاقة على تحمله ويستدعي هذا الواقع تضافر جهود كافة المخلصين بعيداً عن الحساسيات التي لا طائل منها من أجل إنجاز مشروع “نور الفيحاء” لأنّه مشروع حيوي نتطلع الى تحقيقه لأنه يوفر المصلحة الأكيدة للدولة اللبنانية ويلبي احتياجات اللبنانيين ويشكل حافزاً لنا جميعاً للإنتقال إلى إعداد خطط إنمائية أخرى تتكامل فيها الآمال المشروعة في بلد متقدم ومزدهر اقتصادياً وعمرانياً ومجتمعياً”.
سلطان
ومن ثم تحدث الاستاذ توفيق سلطان فإستهل قائلاً: في الأسبوع الماضي عقدت مؤتمراً صحافياً في منزلي بميناء طرابلس حول قضايا تهم مدينتي مستعرضاً واقعها الاقتصادي المهين ؛ وقلت ان طرابلس مدينة مكتومة الأنفاس ، وأنا اليوم في غرفة التجارة والصناعة أي في عرين الاقتصاد الشمالي ، وهو المكان الأمثل لطرح قضية أساسية تعتبر ركيزة هامة من ركائز تحسين ظروف طرابلس والمنطقة اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً .
سأتقدم بشرح موجز لمشروع امداد شركة كهرباء قاديشا بالطاقة الكهربائية من خلال معمل توليد يوفر الطاقة الكهربائية لطرابلس ومحيطها في نطاق امتياز شركة كهرباء قاديشا أي بحدود 200 ميغاوات ، وبكلفة تقارب 200 مليون دولار .
وأضاف:” تقدمت شركة نور الفيحاء ( قبل سنة وثمانية أشهر ) بطلب الى شركة كهرباء قاديشا عارضة عليها تزويدها بكمية من الكهرباء تكفي مدينة طرابلس ، كان رد قاديشا أنها تريد من الشركة زيادة الانتاج لتغطي المنطقة بكاملها، أي جزء من عكار والضنية والمنية والكورة ، وهو نطاق امتياز كهرباء قاديشا.
وافقت الشركة وعدّلت الخرائط والمستندات القانونية اللازمة بما يتناسب مع طلب شركة كهرباء قاديشا ( دراسة بكلفة مليون دولار).لمعلومات تفيد أن مجلس إدارة شركة كهرباء قاديشا وجد أنه من المناسب الموافقة تقديراً للمنفعة وأبدى استعداده لاستئجار ” نور الفيحاء ” ووضعها على شبكة قاديشا . ويقول رئيس مجلس ادارة كهرباء لبنان الأستاذ كمال الحايك ” بناء على قرار مجلس الادارة بشأن استطلاع رأي وزارة الطاقة والمياه ، نقترح الاطلاع والموافقة وابلاغ شركة نور الفيحاء بالموافقة ومن ثم الانتقال الى المراحل التعاقدية” .
وتابع قائلاً:”إن شركة قاديشا هي شركة خاصة أسست عام 1929 غايتها انتاج وتوزيع وبيع الطاقة الكهربائية وهدفها الأساسي تأمين الطاقة للمشتركين الواقعين ضمن نطاق استثمارها ومن أولى واجباتها التقيد بدفتر الشروط الذي يفرض عليها؛ وهي تتمتع بالشخصية المعنوية المستقلة وتخضع لقانون التجارة اللبناني ومسجلة لدى أمانة السجل التجاري في طرابلس ولها رئيس وأعضاء مجلس ادارة مستقل ، وان كانوا نفس الأعضاء والأشخاص من كهرباء لبنان .
هيئة القضايا أكدت أنه لا يمكن دمج شركة تجارية مع مؤسسة عامة، وبذلك تستطيع شركة كهرباء قاديشا أن تتعاقد مع من تشاء ولأي سبب كان دون أي مانع قانوني .
إن العقود التي تجريها شركة كهرباء لبنان الشمالي ( قاديشا) مع الغير بمعرض ممارستها لصلاحياتها تخضع لقانون التجارة وأنظمة الشركة، وتكون هذه العقود ملزمة لها وللفريق الآخر، وتملك ارادتهما المتبادلة نتيجة تفاوضهما بما يتعلق بالشروط والأسعار والمدد التي يتم الاتفاق عليها بين الشركة والجهة الأخرى .
واستناداً الى كلام دولة الرئيس سعد الحريري في جلسة مجلس النواب حول موضوع الكهرباء ، وتقسيمه الى ثلاث مراحل منها :
مرحلة طارئة تتطلب 800 ميغاوات بأي وسيلة سريعة وهدفها المباشر الحد من العجز القائم وتأمين الطاقة وخفض كلفة الفاتورة ، ومن لديه اقتراح بديل للاستئجار فنحن على استعداد لدراسته، ولكني لا أرى بديلاً غير الاستئجار( هذا الكلام الحرفي للرئيس الحريري في مجلس النواب) .
وأنا أقول ، امتثالاً وتطابقاً مع رأي دولة الرئيس سعد الحريري أن شركة نور الفيحاء هي جزء من الخطة الطارئة لدولته، خصوصاً أنها على استعداد لتزويد المحطات بالكهرباء خلال 9 أشهر وبكلفة أقل من البواخر المستأجرة بــ 20 % ، كما أُبلغ بذلك فخامة الرئيس ميشال عون .
ان الدولة التي تستأجر من تركيا عبر البواخر ومن سوريا ، من الأفضل لها أن تستأجر من القطاع الخاص في لبنان ، فنحن ندعو المغتربين للاستثمار في لبنان ، وقد صدر بالأمس قانون للشراكة بين القطاعين العام والخاص ، فمن باب أولى أن تقبل المستثمر المقيم ، خاصة وأنه أسرع وأرخص .
لذلك جئتكم اليوم طالباً تشكيل قوة ضغط بقيادة غرفة التجارة والصناعة لتحقيق هذا الأمر خدمة للاقتصاد ودعماً للانماء ، خاصة أن طرابلس مرشحة أن تكون عاصمة لبنان الاقتصادية وهناك آمال معلقة على دورها في تنشيط الاقتصاد اللبناني عموماً ، خصوصاً بعدما أصبح لديها مرفأ يُعد اليوم من أهم المرافئ في المنطقة، في مرحلة إعادة اعمار سوريا مستقبلاً ، وذلك حسب حسب رأي البنك الدولي وعدة دول كبرى كالصين وانكلترا، وآخر ما صدر عن دور طرابلس تقرير نشر في الواشنطن بوست منذ أيام… هذا رأي وساتابع العمل معكم طالباً من نواب المدينة وفعالياتها اعطاء رأيها بصراحة، كما أطلب من الرأي العام اللبناني مساندة طرابلس في مشروعها المحق” .
وختم سلطان بالقول : ذات يوم اصيبت مدينة طرابلس بمرض معوي نتيجة واقع شبكة الري المصنوعة من الطين و الفخار ، فاقترح يومها مهندس طرابلسي اسمه المهندس رشدي سلهب استجرار المايه من نبع رشعين ، ووضع دراسة مالية كبييرة لهذه الغاية ، فتشكلت مجموعة خيرة من اهل المدينة كما هي الحال الان مع نور الفيحاء ، وقالت انها ترغب بتوفير الدعم المالي لجر المياه والتي كلفت وقتها الالاف من الليرات الذهبية ، واقترح وقتها المشروع كشركة مساهمة على أن يمول الاهالي المشروع فعمدت النسوة الى بيع صوف فرش النوم واستبدلوه بالقطن وباعوا النحاس والذهب وتوجهوا الى شخصية بارزة في المدينة هي الدكتور عبد اللطيف البيسار وكان رجلا متمولا وثريا ومشهورا وطالبوه بالمساعدة فاشار عليهم ان يعمدوا الى جمع ما يقدرون عليه من المال على ان يوفر ما يعجزوا عن توفيره من مبالغ متبقية ، وقتها تنافس البيسار وعبد الحميد كرامي على زعامة المدينة ، من خلال ايصال المياه الى الناس ولولا هذا المشروع لبقيت المدينة مريضة وانا قلت للرئيس نجيب ميقاتي ايمكنك ان تكون عبد اللطيف البيسار اليوم ؟
لقد اقام الرئيس نجيب ميقاتي وشقيقه الحاج طه ميقاتي الكثير من المشاريع من مؤسسات خيرية ومساجد ومدارس من وعبر جميعة العزم والسعادة عن روح والديهما برا بهما وهذه الامور تدخلهما الى الجنة ، انا اريد مشروعا استراتيجيا لطرابلس ، والكهرباء اساسية ، ويقال وجعلنا من الماء كل شيء حي والماء يحتاج حكما الى الكهرباء ليصل الى البيوت، والاقتصاد يقوم على الاستثمارات المحلية وكنا نعيب على المستثمرين في البلد انهم يستثمرون خارج طرابلس ،فعندما يتوجهون للاستثمار في البلد ينبغي على المدينة ان تقف صفا واحدا لان نور الفيحاء عندما ستنير 24 / 24 لن تميز بين فريق واخر ولن تقدم بطاقات زكية ملازمة للبطاقات الانتخابية لاعضاء تيار العزم ، بل كلنا سنستفيد من ذلك وكلنا لنا مصلحة .
و”بعيدا عن الفئوية فان طرابلس بحاجة لكل القوى ، وانا وجهت الدعوة للرئيس سعد الحريري بعد مجيئه الى طرابلس لتدشين محول البحصاص الهام جدا لياتي الى طرابلس ويضع حجر الاساس لمشروع نور الفيحاء ، واعتقد انه مع الوقت ستتولد لديه القناعة ليتبنى هذا المشروع ، فطرابلس تحب سعد الحريري وسعد الحريري يحب طرابلس ، وسيساندها في هذا المشروع ، ولن نذهب الى جبران باسيل، عندنا مرجعياتنا وبحسب القانون وحسب الدستور ، ونحن تحت الدستور واليوم مرجعيتنا رئيس الحكومة سعد الحريري وهو صاحب الدولة ، ولن نذهب الى وزارة الخارجية فليذهب المغتربون الى الخارجية” .