وعلى قاعدة «ما حكّ جلدك مثل ظفرك»، تعيش فنيدق هذا الصيف حركة يومية لا تهدأ، إذ يحاول كلٌ من موقعه، أن ينشط في اتجاه معين حيث تصب مختلف هذه الجهود في خانة «تعزيز صورة فنيدق السياحية والخدماتية».
ظروف ملائمة
هي فنيدق بلدة الشهيد علي السيد والأسيرين خالد مقبل حسن وحسين عمار، بلدة الجيش اللبناني والمؤسسات الشرعية والبلدية، وهي اليوم كما كانت في السابق تسعى إلى موسم اصطياف يكون رائداً على مستوى عكار ولبنان.
الظروف كلها بدأت تكتمل بعضها مع بعض. فقبل أيام افتتحت جمعية «جيل الأمل» مركزاً للإرشاد السياحي في منطقة القموعة، هدفه التعريف بمنطقة القموعة السياحية ومكوّناتها، وهي مصنفة محمية طبيعية منذ سنوات من دون اهتمام رسمي، وإرشاد جميع اللبنانيين والسواح إليها لوضعها حقيقة على الخريطة السياحية، وذلك على مسافة أيام من انطلاق مهرجان «فنيدق – القموعة الرياضي والسياحي» الذي انطلق يوم الجمعة الفائت باحتفال سياسي وجماهيري برعاية وزيري السياحة والشباب والرياضة وحضورهما، وهو مهرجان سياحي، رياضي، بيئي يضمّ أنشطة وفاعليات مختلفة ويستمر حتى 27 الجاري.
تشجيع السياحة
في بلدية فنيدق، لجنة للسياحة هدفها تعزيز الواقع السياحي للبلدة. وقد تحدث رئيس اللجنة محمد علي وهو رئيس لجنة مهرجانات القموعة أيضاً لـ«الجمهورية» عن المهرجان وأهدافه، فاعتبر «أنّ المهرجان جاء لتنشيط السياحة في المنطقة عبر البرنامج الرياضي والسياحي والمسرحي المُعد.
هذا المهرجان هدفه تنشيط المطاعم والفنادق الموجودة في فنيدق والمنطقة، فهو ليس مهرجاناً ترفيهياً فحسب، بل هو مهرجان نهضوي في فنيدق وكل عكار من خلال تشجيع السياحة من جهة، وتشجيع الإستثمارات أيضاً في وقت نشهد تدهوراً للقطاع الزراعي الذي لم يعد يحقق المأمول منه نتيجة عوامل كثيرة، لذلك بات التعويل على السياحة لخَلق جوّ استثماري اقتصادي ينعش المنطقة بكاملها».
أضاف: «يضم المهرجان حقولاً مخصّصة للجمعيات والمنظمات للتعريف بها وبعملها ضمن المنطقة، وهناك سوق كبير ومعارض مختلفة، مع الدورات الرياضية على انواعها، ولهذا يتميّز المهرجان بأوجه عدة ونحن نعوّل عليه كثيراً لإيجاد فرص عمل، وتنشيط الدورة الإقتصادية وإظهار صورة فنيدق والقموعة وعكار السياحية المميزة».
بدائل من الزراعة
تعتمد فنيدق أساساً على الزراعة وتحديداً على موسم التفاح الذي يعاني سنوياً مشكلات كثيرة، منها انعدام التصريف وتدنّي الأسعار والمنافسة الخارجية.
من هنا تحاول البلدة التعويض بالسياحة، إذ إنّ الزراعة تحتاج إلى دعم الدولة حتى تستمر. وبما أنّ هذا الدعم ليس متوافراً دائماً، فإنّ النهوض بالبلدة واقتصادها يحتاج إلى بدائل، ويبدو أنّ السياحة ستكون البديل المرتقب.
تحتاج القموعة اليوم لأن تصبح على الخريطة السياحية الرسمية، وعلى رغم حضور وزير السياحة لكن ذلك يجب أن يستتبع بخطوات عملية هي من مسؤولية وزارة السياحة.
فلسان حال الأهالي هذا الصيف يقول: «لم يعد مقبولاً أن يكون هناك فندق بلا نزلاء، أو مطعم بلا رواد أو حديقة بلا زوار. ليس فقط في الصيف بسبب الطقس الجميل والمنعش، بل حتى في الشتاء حيث تتحول القموعة إلى مناظر ثلجية ومائية غاية في الروعة وكأنها قطعة من الجنة سقطت على الأرض».
يترافق ذلك مع حركة لتوسيع الطرق وتحسينها قام بها اتحاد بلديات جرد القيطع والبلدية، على أمل تغيير الواقع النمطي السائد لتتحول فنيدق وقموعتها شيئاً فشيئاً إلى «قرية سياحية مكتملة المواصفات».
مايز عبيد – الجمهورية