ذكر موقع “كونفيرزيشين” أن موقع الهجوم الذي استهدف اسبانيا في مدينة برشلونة السياحية، يوم الخميس الماضي، يعبر عن توجه جديد لداعش الذي ركز أتباعه حتى الآن على استهداف الدول التي شاركت بصورة مباشرة في العمليات العسكرية ضده في سوريا والعراق”.
من هنا لا بد من التساؤل، بحسب الموقع، عن مصداقية ادعاء داعش المسؤولية عن الهجوم، ولماذا استهدفت إسبانيا، وخاصة أن دورها غير مهم نسبياً في القتال ضده؟
وبحسب الموقع، من الصعوبة التحقق من المسؤولية عن هجمات إرهابية. وبالنظر لقيام منظمة منخرطة في أعمال عنف، بتنفيذ العملية من منطلق ضعف، يمكن أن يكون الكذب دافعاً من أجل دعم الصورة الغامضة وتضخيم التهديد. ولكن، كما يشير الموقع أيضاً، في هذا السياق بالذات، يبدو داعش مختلفاً عن تنظيمات سابقة. فقد كان صادقاً إلى حد ما بشأن مزاعمه حول عملياته.
وقد يعطينا ما جرى في أستراليا في عام 2014 في مقهى ليندت كافي دليلاً على ذلك. فقد زعم المجرم إنه كان يعمل برعاية داعش. لكن رغم ادعائه، ودعاية النصر المتوقع تحقيقها، امتنع التنظيم عن التعليق، بل نأى بنفسه عن الحادث. وفي النهاية، لم يثبت أن داعش كان متورطاً في ذلك الهجوم. ومن شأن تلك السياسة، بحسب “كونفيرزيشن”، أن تخدم هدف داعش في تأكيد مصداقيته، وهي ضرورية لتجنيد عدد آخر من الأنصار.
وبرأي الموقع، يعكس هجوم برشلونة وجهة نظر داعش بآن العالم يشهد صراعاً بين الحضارات. وقد وصفت إسبانيا بكونها “شريكاً متردداً” في التحالف ضد داعش. وعوضاً عنه، اختارت مدريد ما يمكن وصفه بدور أقل خطورة، حيث قدمت مساعدات لوجيستية ودربت قوات عراقية، فضلاً عن منعها محاولات بعض أنصار داعش من الذين نشؤوا في إسبانيا من تقديم الدعم للتنظيم في الخارج.
ونظراً لدورها المحدود نسبياً في الحرب، خاصة بالمقارنة مع ضحايا آخرين للإرهاب، كفرنسا والولايات المتحدة، لربما قاد ذلك للاعتقاد أن إسبانيا لن تكون مدرجة على قائمة أهداف داعش.
لكن من منطلق رواية الصراع التي يعتمدها داعش، تجسد إسبانيا صورة أخرى لحضارة غربية تخوض حرباً مع المجتمع الإسلامي. وذلك يتركها عرضة لعمليات انتقامية.
وعلى المستوى الروحاني، لإسبانيا مكانة خاصة في ميثولوجيا داعش. فقد كانت جزءاً من امبراطورية إسلامية، الأندلس، ويعتبرها عدد من منظري داعش جزءاً من “أراضي الخلافة الإسلامية ومحتلة حالياً من قبل كفار”.
وبحسب “كونفرزيشن”، يتوقع آن تتكثف هجمات انتقامية ضد أهداف غربية في أوروبا وفي مناطق أخرى حول العالم، خلال الأشهر والسنين القادمة، فيما يتفكك كيان داعش في سوريا والعراق.
يذكر أن الهجوم تم بواسطة شاحنة دهست عمداً مشاة وسط جادة لاس رامبلاس الشهيرة وسط برشلونة. وقتل في الهجوم 14 شخصاً، وجرح قرابة 100 آخرين.
24