نبّه تحقيق حديث من أن مقاتلين في تنظيم “داعش” الإرهابي قد يستغلون ثغرات في أوكرانيا، للحصول على جوازات سفرها، والتسلل إلى باقي بلدان أوروبا.
وقال خبراء إن أكثر من 500 مقاتل سابق في تنظيمات متطرفة، يختبئون في الوقت الحالي داخل أوكرانيا التي وقّعت أخيرا اتفاق إعفاء من التأشيرة مع دول الاتحاد الأوروبي.
ويخشى مقاتلون روس في تنظيمات متطرفة العودة إلى بلادهم، بالنظر إلى كونهم مدرجين على قائمة الإرهاب فيها، ويفضلون البقاء في أوكرانيا بالنظر إلى سهولة التواصل فيها.
حكاية مارات
ويعدّ مارات نورماغوميدوف، الذي سافر في وقت سابق من داغستان في جنوب روسيا إلى سوريا، بغرض القتال في صفوف “داعش”، مثالا للمقاتلين الذين يفضلون الاختباء في أوكرانيا.
وبحسب ما نقلت “سكاي نيوز”، فإن قرابة 30 شخصا من بلدة كاراتا في داغستان، جنوبي روسيا، التحقوا بتنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
وأوضح كاظم، وهو والد المقاتل السابق مارات، أن ابنه كان مستقرا ومتزوجا يعيش في ظروف مادية مريحة، وبالتالي لم يكن ثمة توقع بأن يلتحق بتنظيم إرهابي.
ويضيف نورماغوميدوف: “خلال الأيام الأولى، كنت بكل صدق في حالة من الصدمة التامة، إذا لم أعرف أنا ولا زوجتي ما يمكن القيام به”.
وقال إنه حاول الاتصال بالابن في البداية، وما إن استطاع الوصول إليه هاتفيا حتى سأله على وجه السرعة “ما الذي دفعك لتقوم بهذا”؟
عقب ذلك، اتخذ الأب البالغ من العمر 62 عاما، القرار المفصلي، إذ عزم أن يذهب بنفسه حتى سوريا ليأتي بابنه، ويخلصه من براثن الإرهاب”.
في 2013، تمكن من الدخول إلى سوريا ووجد ابنه الأصغر يخضع لتدريب رفقة عدد من المقاتلين في حلب، وحاول أن يقنع الجميع بالعودة إلى ديارهم والتخلي عن داعش، لكن محاولته باءت بالفشل.
وأورد “لم أستطع أن أغير قناعة ابني خلال أسبوع واحد في سوريا. فهو ليس حاسوبا، إنه إنسان، وقد كانوا جميعا مقتنعين بأنهم يقومون بالأمر الصحيح، وبأنهم جاهزون للموت في سبيل الله”.
وعاد الأب إلى روسيا بخفي حنين، لكن لم يذعن للأمر الواقع، وظل يلح على ابنه في رسائل على تطبيق واتساب إلى أن أقنعه بالعودة مذكرا إياه بزوجته وابنه “تلك نقطة ضعفه”، لكن عملية تهريبه من سوريا استغرقت عامين كاملين.
وبعدما نجح الابن ذو الثلاثة وثلاثين عاما، في الهروب من سوريا، لم يعد إلى داغستان كما كان متوقعا، بل ظل يعيش في جنوب أوكرانيا.
ويقول الابن إنه لا يستطيع العودة إلى داغستان، لأنه في حال فعل ذلك سيجد نفسه حتما في السجن، فهو يقول إن أجهزة المخابرات قاسية ولن ترحمه ويشير إلى أشخاص عدة ماتوا جراء ما لقوه “من تعذيب”.
وليس مارات المقاتل السابق الوحيد الذي قصد أوكرانيا، إذ يقول ناشطون ومحللون إن ما بين 400 و500 مقاتلين سابقين في سوريا والعراق يختبئون في البلاد، أغلبهم يتحدثون الروسية، ويتحدرون من روسيا أو بلدان آسيا الوسطى.
ويستقر المقام بالمقاتلين السابقين في أوكرانيا بالنظر إلى قدرتهم على التواصل فيها، كما أنهم يستغلون ما تعانيه البلاد من فساد للحصول على جوازات سفر، وفق ما تؤكده كاتبة الرأي إكاتيرينا سيرغاتسكوفا.
وتضيف: “في حال كان عندك جواز سفر أوكراني حقيقي، يمكنك أن تحصل على جواز بيومتري ووقتئذ يصبح بمقدورك أن تنتقل إلى أوروبا”.
وأبرمت أوكرانيا، في مطلع الشهر الحالي، اتفاقا للإعفاء من التأشيرة مع الاتحاد الأوروبي مما يسمح لمواطنيها بالسفر إلى أغلب بلدان أوروبا لما يزيد عن 90 يوما.
وأدخلت سلطات أوكرانيا تعديلا على جواز السفر الورقي القديم، وقالت مصلحة الهجرة في كييف لـ”سكاي نيوز” إن اعتماد الجواز البيومتري الجديد يعني أن تزوير الوثائق بات أمرا شبه مستحيل.
(سكاي نيوز)