اتبع حكام قطر السياسة التي انتهجتها حليفتهم إيران العام الماضي 2016 حينما منع ملالي طهران الشعب الإيراني من آداء فريضة الحج، بعد رفض السلطات السعودية للشروط الإيرانية المطالبة بتسيس الحج.
وكان الحوثيون أيضا سعوا هذا العام 2017 إلى عرقلة وصول الحجاج اليمنيين إلى الأراضي المقدسة لأداء الفريضة الخامسة، بعد أن احتجزوا جوازات سفر أكثر من ألفي حاج وعرقلوا مغادرة مئات آخرين، الأمر الذي تسبب في إرباك جدول عملية التفويج في منفذ الوديعة التابع لمحافظة حضرموت.
وبدا أن الحوثيين تأثروا بفعل إيران العام الفائت، والتي أعلنت حينها رسميا أنها لن ترسل حجاجا إلى مكة المكرمة، بعد أن رفضت كل التسهيلات التي قدمتها المملكة لاستقبال الحجاج الإيرانيين ورفضت توقيع اتفاق ترتيبات الحج.
وبمثل التسهيلات التي عرضتها السعودية على قطر، عرضت الرياض حينها على طهران نقل الحجاج الإيرانيين، وكذلك إصدار تأشيرات إلكترونية لهم، لكن طهران رفضت العرض.
وهذا العام، بدا أن السلطات القطرية تأثرت، وقررت الاقتداء بحليفها في طهران وصنعاء، لتعرقل وصول الحجاج القطريين، عبر رفضها للعرض السعودي، والتسهيلات التي قدمت من المملكة لنقل حجاج قطر وإيوائهم على نفقة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعد وساطة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني.
وحسب تصريحات لأمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية السعودية الأمير خالد الفيصل، الاثنين، وصل 443 حاجاً قطرياً، عبروا منفذ سلوى حتى الآن.
وكان العاهل السعودي أمر بإرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لنقل الحجاج القطريين على نفقته الخاصة لمدينة جدة، واستضافتهم ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، إلا أن السلطات القطرية لم تتجاوب.
وأثار الرفض القطري حفيظة المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، التي رفعت شكوي عاجلة إلى المقرر الخاص بالحريات الدينية للأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الإنسان ضد دولة قطر، على خلفية منعها لمواطنيها من الحج هذا العام.
ونبهت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، إلى أن قطر تمارس بهذا المنع انتهاكا خطيرا وفادحا لحق مواطنيها في ممارسة الشعائر الدينية وأهمها الحج.
وأشارت الشكوى إلى وجود شكاوى وتذمر وسخط كبير وسط الحجاج القطريين، بسبب منعهم من الحج هذا العام.