بين شاقوفي توقيع قانوني سلسلة الرتب والرواتب واحكامها الضريبية التقاطا لنبض الشارع الذي ارتفعت اسهمه اليوم مجددا مع اجتياحه بعاصفة مطلبية واجتماعية ونقابية ملوحة باستخدام جميع وسائل الضغط والتصعيد، وردهما انسجاما مع تحذيرات رعاة “الشأن المالي” من خطر ارقام السلسلة وضرائبها على القطاعات المنتجة، يقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على عتبة ضرورة اتخاذ القرار ضمن مهلة الاسبوع المتبقية من الشهر للتوقيع او الرد، في ضوء مناقشات طاولة الحوار الاقتصادي الاول من نوعه في بعبدا التي ارادها رئيس البلاد مساحة تشاورية بين الاطراف المعنية لوضعها امام مسؤولياتها في اي خطوة قد يقدم عليها.
دعم عسكري اميركي: وبين ضغط الشارع وحوار بعبدا، بقيت الجرود الشرقية وحافلاتها ومشاريع معاركها الوشيكة لدحر الارهابيين، تحت مجهر المراقبة المحلية، رصدا لموعد اعلان الساعة الصفر للمعركة التي سيخوضها الجيش اللبناني في جرود القاع ورأس بعلبك والمرتقبة في خلال ساعات قليلة، كما تفيد المعلومات الواردة، والدولية المتتبعة لتفاصيل التطورات العسكرية من جانبيها اللبناني والسوري، لا سيما الولايات المتحدة الاميركية التي لا تنفك تقدم الدعم المعنوي والمادي للمؤسسة العسكرية لاستكمال مهامها في مواجهة الارهاب وتنظيماته. وعشية انطلاق المعركة، سلمت واشنطن عبر سفيرتها في بيروت اليزابيت ريتشارد دفعة جديدة من المركبات القتالية من طراز برادلي وعددها 8 من إجمالي 32 مركبة ستسلم تباعا في الأشهر المقبلة، ومركبات إمداد مدرعة لمدفعية الميدان إلى الجيش في مرفأ بيروت. وأشارت ريتشارد الى أن “خلال الأشهر القليلة القادمة، سيخضع العسكر لتدريب مكثّف للتعرّف إلى كيفية تشغيل وصيانة هذا النظام الجديد القتالي المتطوّر جدا”.ولفتت الى “أن دعمنا يستند الى مبدأ تشاركنا نفس أهداف الاستقرار والأمن في هذا البلد، وتشاركنا نظرة أن الجيش اللبناني يحتاج للحفاظ على مكانه الصحيح كموِّفر وحيد لأمن واستقرارالشعب اللبناني. واليوم، يسرني أن أؤكد مرة أخرى التزامنا الطويل الامد تجاه لبنان ودعمنا الطويل للجيش اللبناني، فقط الجيش اللبناني في الوقت الذي يحارب الإرهاب ويدافع عن الحدود”.
حوار بعبدا: وبعيدا من تطورات الميدان، شكلت طاولة الحوار الاقتصادي منصة لتحديد الاتجاه الرسمي لمصير قانوني سلسلة الرتب والرواتب والايرادات، ومكّنت الرئيس عون، كما افادت المعلومات، من تكوين تصور واضح يفترض ان يترجمه سريعا، لوضع حدّ للكباش السياسي- الاجتماعي- المطلبي الحاد الذي عاد يذّر بقرنه في الشارع. وتوقعت في ضوء النقاش الذي لم يخلُ من الحدة بين فريقي مؤيدي ومناهضي اقرار السلسلة وايراداتها، ان يحسم الرئيس الجدل بعدما بات القرار في يده والمسؤوليات على الجميع، فيوقع قانوني السلسلة والايرادات، بالتزامن مع اقرار اقتراحات او مشاريع قوانين لمعالجة الثغرات. وكان اللقاء عُقد في قصر بعبدا، بدعوة من الرئيس عون، وبحث في مختلف أوجه الخلاف والتناقض واختلاف الآراء حول قانوني السلسلة وايراداتها، في حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والوزراء المختصين، ورئيس لجنة المال والموازنة النيابية ابراهيم كنعان وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وممثلين عن الهيئات الاقتصادية والعمالية والمالية، ونقباء المهن الحرة، والمدارس الخاصة، والمعلمين في المدارس واساتذة الجامعة اللبنانية. وأعلن وزير الاعلام ملحم الرياشي، على الاثر، “ان رئيس الجمهورية سيتخذ القرار المناسب على أساس الاراء التي ابداها جميع المعنيين”، وأشار الى انه “حصل تشاور في العمق حول أهمية اقرار السلسلة أو عدمه في اجواء صراحة تامة والكل أبدى وجهة نظره وأعطى وزير المال رأيه وكانت هوة بين بعض الآراء”.
وقال الرئيس عون في ختام اللقاء “سنعمل معا على اقرار خطة تؤمن استقرارا اقتصاديا في موازاة الاستقرار الامني، مؤكدا “ان الثغرات التي برزت في قانوني السلسلة والضرائب ستتم معالجتها وفق الاصول الدستورية…ونسعى لتكون القوانين غير متناقضة ومتكاملة مع القوانين المرعية الاجراء ولا تمس بأمور اساسية تؤثر على الاستقرار والنهوض بالبلاد.”
نتائج زيارة الكويت: وفي انتظار القرار الرئاسي، انشغلت الاوساط السياسية في متابعة نتائج زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى الكويت لمعالجة تداعيات “خلية العبدلي” على العلاقات بين البلدين. وافادت مصادر مطّلعة “المركزية” ان الوفد اللبناني لمس عتبا كويتيا بالغا على لبنان بعد كل ما قدمته الكويت له في خلال الحرب الاهلية على مدى اعوام وعلى المستويات كافة، ما كان يقتضي ردّ الجميل، لا تورط اطراف لبنانيين في خلايا ارهابية استهدفت الكويت وامنها، علما انها لم تسئ يوما لا الى حزب الله ولا الى ايران التي تقيم معها علاقات، وهي الدولة التي لم تفرّق يوما بين اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم الطائفية. واستغرب المسؤولون الكويتيون عدم اهتمام لبنان بالمراجعات المتتالية والشكاوى التي قدمتها بلادهم وعدم عرض القضية على مجلس الوزراء، واقتصار المعالجات على زيارة الرئيس الحريري عزمه على زيارة الكويت لتوضيح موقف لبنان الرسمي. اما الرئيس الحريري فشرح وجهة نظر لبنان مؤكدا ان الجميع يعرفون ان هناك انقساما سياسيا حادا ولا تجوز معاقبة كل اللبنانيين بسبب ممارسات فئة منهم. وشدد على ان لبنان رئيسا وحكومة وشعبا يقدّرون دور الكويت ودعمها الكبير ويرفضون الحاق الضرر بها. ولفتت المصادر الى ان الحريري سيتابع الملف شخصيا نظرا لدقته وابلغ المسؤولين انه سيوفد وزير الداخلية نهاد المشنوق للمتابعة بعد التطورات القضائية.
الى فرنسا وروسيا: في مجال آخر، وفي اطار زياراته الخارجية المقررة الى عدد من العواصم الغربية، يزور الحريري في 31 آب و1 ايلول، باريس للاجتماع مع الرئيس ايمانويل ماكرون وكبار المسؤولين للبحث في سلسلة ملفات سياسية وامنية وعسكرية واقتصادية. وسيركز على سبل تقديم الدعم الاقتصادي ومساعدة لبنان عبر احياء اجتماعات مجموعة الدعم الدولي للبنان، وتأمين ما يلزم في ملف النازحين السوريين ووضع خطة لاعادتهم، الى جانب اثارة ملف الهبة السعودية العسكرية للجيش. والملفات بمجملها سيحملها الحريري في زيارته الى موسكو في 11 ايلول حيث يبحث مع كبار المسؤولين وفي مقدمهم الرئيس فلاديمير بوتين،على مدى ثلاثة، ايام قضايا لبنان والمنطقة وتطورات الازمة السورية.
رحيل السرايا: في مجال آخر، أنتهت اليوم صفقة ترحيل مسلحي سرايا أهل الشام وعائلاتهم من شرق عرسال في اتجاه فليطة السورية ومنها إلى الرحيبة في القلمون الشرقي. وأعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان أن “أربع وثلاثين حافلة تقل المئات من مسلحي “سرايا اهل الشام” وعوائلهم انطلقت بإتجاه الاراضي السورية بمواكبة دوريات من الامن العام بالتنسيق مع الصليب الاحمر اللبناني وذلك حتى الحدود اللبنانية السورية، على أن تتولى السلطات المعنية في سوريا تأمين وصولهم إلى منطقة “الرحيبة” داخل الأراضي السورية”، وأكد البيان على “إنجاز عملية إخراج المسلحين بعد مفاوضات قامت بها المديرية مع المعنيين”. من جهتها، نفذت وحدات الجيش ظهرا انتشارا في منطقة وادي حميد ومدينة الملاهي والمرتفعات المحيطة بهما، استكمالا لعملية إحكام الطوق وتضييق الخناق على مجموعات تنظيم داعش في جرود رأس بعلبك والقاع”.
بوتين- روحاني: في المقلب الاقليمي، بحث الرئيس بوتين هاتفيا مع نظيره الايراني حسن روحاني الوضع في سوريا واكد الرئيسان على ضرورة تنسيق الجهود لحل الأزمة.
وليس بعيدا، احبطت وكالة المخابرات الروسية مخططا لشن هجمات إرهابية في موسكو يقوده مسلحان، ولدا في جمهوريات آسيا الوسطى، ويقاتلان في صفوف تنظيم داعش في سوريا، كما نقلت “أسوشيتد برس” عن وكالة المخابرات، مشيرة الى أنها اعتقلت 4 أشخاص، يشتبه في تخطيطهم لشن سلسلة الهجمات، حيث كان يفترض أن ينفذ اثنان هجوما انتحاريا بأحزمة ناسفة في قطار الأنفاق في موسكو، وفى متجر.
المركزية