كلمة كوريا تعني “هدوء الصباح” باللغة الكورية، وهي دولة تقع في النصف الشمالي من شبه الجزيرة الكورية في شرق آسيا، وبيونغ يانغ هي عاصمتها وأكبر مدنها، ويبلغ عدد سكانها حوالي 24 مليون نسمة.
وفقاً لتقرير وكالة الاستخبارات الأميركية، فإن الاقتصاد بكوريا الشمالية يعتمد على الصناعة، تتقدمها الصناعات العسكرية وصناعة الآلات، بالإضافة إلى الكيماويات والمعادن، يليها قطاع الخدمات، ثم قطاع الزراعة، ويحتل قطاع السياحة المرتبة الرابعة.
أبرز الشركاء التجاريين لبيونغ يانغ هم الصين التي تستورد نحو 67% من الصادرات الكورية الشمالية، وتأتي في المرتبة الثانية كوريا الجنوبية، تليها الهند.
وقد كشف تقرير الأمم المتحدة أن أكثر من 70% من السكان في كوريا الشمالية يعانون من انعدام الأمن الغذائي ونقص التغذية، ولا يحصلون على الخدمات الأساسية، وتم تصنيف اقتصاد هذه الدولة بـ”غير الجيد”.
ولكن على الرغم من هذا، نجد أن لكوريا الشمالية صادرات كثيرة تحصل من ورائها على العملة الأجنبية.
الفحم
تعتبر كوريا الشمالية أكبر مورّد فحم للصين، وقد بلغت شحنات الفحم 1.8 مليون طن من الفحم، في أيار 2015.
لكن طبقاً لأرقام صادرة عن الأمم المتحدة، فإن صادرات كوريا الشمالية من الفحم انخفضت إلى صفر، في نيسان 2017، بعدما علقت الصين استيرادها من بيونغ يانغ وحرمتها من مورد حيوي للعملات الأجنبية، من أجل الضغط عليها بشأن برنامجها النووي.
ولذلك فقد قلَّ استيراد بكين من الفحم هذا العام بمقدار 75% بالنسبة للعام الماضي.
الصواريخ البالستية
تنفق كوريا الشمالية الكثير من الأموال على تصنيع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، لاستخدامها في حمل الأسلحة النووية.
وتبلغ صادرات الصواريخ الباليستية عشرات الملايين سنوياً، ولذلك فهي تعتبر أحد مصادر الدخل القومي للبلاد.
والصواريخ العابرة للقارات عبارة عن صواريخ متعددة المراحل، ذات وقود صلب أو سائل، وتحمل رؤوساً حربية إلى الفضاء الخارجي (قنابل هيدروجينية) لتعود إلى الغلاف الجوي للأرض وتنفجر فوق هدفها المحدد أو عليه مباشرة.
في 4 تموز 2017، قالت بيونغ يانغ إنها أجرت أول اختبار ناجح لصاروخ عابر للقارات، وتتركز جهود كوريا الشمالية في الفترة الأخيرة على إنتاج صواريخ بعيدة المدى يمكن الاعتماد على إمكانيتها الوصول إلى البر الأميركي.
مصانع الأسلحة
تُصدر كوريا الشمالية الأسلحة من ذخائر أو مدافع، وتعتبر صناعة الأسلحة المحلية أحد أهم مصادر العملات الصعبة في كوريا الشمالية.
لكنها أيضاً تقدم خدماتها في بناء المصانع الخاصة بهذه الأسلحة، وتعرض الشراكة في بناء مصانع الأسلحة لعملائها مثل إثيوبيا، ونيجيريا، ومدغشقر.
وتعتبر كوريا الشمالية واحدةً من أكثر دول العالم تسليحاً، بجيش يقارب قوامه مليون جندي أساسي.
التماثيل
بدأ تصدير هذا الأسلوب من الفن، في عام 1980، في وقت مبكر، كهدية دبلوماسية للبلدان الاشتراكية من كوريا الشمالية، وأحياناً يتم تصديرها للبلدان المختلفة مثل مصر، وغينيا الاستوائية، وأنغولا، وألمانيا.
في عام 2000، انتهت كوريا الشمالية من تنفيذ النصب الحربي التذكاري لدولة ناميبيا مقابل 60 مليون دولار.
وتفيد وسائل الإعلام المحلية في زيمبابوي بأن هناك نُصبين عملاقين، أحدهما “نصب النهضة الإفريقية” في السينغال الذي كُشف عنه في عام 2010، ونصب لرئيس زيمبابوي روبرت موغابي.
وقد قال مواطنون من مدينة سينويجو في كوريا الشمالية، إنهم أجبروا على دفع عملات معدنية من النحاس لـ”صندوق الولاء”، وذلك لإنشاء تمثالين جديدين للزعيمين الراحلين، كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل.
الطعام الفاخر
منذ عام 1990 تدير كوريا الشمالية سلسلة مطاعم بيونغ يانغ، التي تضم على الأقل 100 فرع في أنحاء آسيا.
وهي مصدر ربح لنظام الحكم، وتدعم السفارات في الدول التي بها المطاعم وتقوم بغسيل الأموال التي تحصل عليها السلطة بطرق غير شرعية.
الغزل والنسيج
تعتبر الحدود الكورية الشمالية- الصينية منبعاً للكثير من الصناعات، مثل صناعة الغزل والنسيج، التي تُدار عن طريق الكوريين الشماليين، ولكنها تصدر تحت اسم صنع في الصين.
هذه الصناعة ليست بجديدة على كوريا الشمالية، فقد كانت هولندا تستورد النسيج من كوريا الشمالية في السبعينات، وعلى الرغم من انخفاض صادرات المنسوجات في التسعينات إلا أنها عاودت الازدهار مرة أخرى، عندما استعانت شركات هولندية وألمانية بالتصنيع في كوريا الشمالية.
وتعتبر العمالة الكورية من أرخص العمالة في العالم، بجانب تأهيلهم الجيد، وخبرتهم الكبيرة في هذا المجال، وإنتاج الملابس أرخص 30% من الصين.
الدولارات المزيفة
تستخدم كوريا الشمالية آلات يابانية وورقاً من هونغ كونغ وحبراً فرنسياً، وقد كان التقليد متقناً لدرجة أن الولايات المتحدة أصدرت ورقة جديدة من فئة المائة دولار، بعد أن زيفت كوريا الشمالية ورقة المئة دولار المعروفة بـ”super-notes”، عام 2013.
وتنتشر في كوريا الشمالية ظاهرة تداول دولارات أميركية مزيفة عالية الجودة، مما يلفت الأنظار إلى ما إذا كانت السلطات الكورية الشمالية وراء ذلك.
وقال مصدر مطلع على شؤون كوريا الشمالية، إن الدولارات المزيفة تتداول في الواقع في كوريا الشمالية، إلا أن الشعب الكوري الشمالي لا يعرف ذلك، فليس لديهم تقنية ووسائل الطباعة الإلكترونية والميكانيكية.
ولذلك يغلب الظن أن السلطات الكورية الشمالية هي التي تشرف على صنع الدولارات المزيفة بشكل مباشر أو غير مباشر.
الأيدي العاملة
تعد أحد أهم مصادر النقد الأجنبي، من خلال إرسالهم للعمل بالخارج، ومن ثم يرسلون أرباحهم إلى كوريا الشمالية، ويتم احتجاز ذويهم كرهائن لضمان الدفع، وتقدر أعدادهم بالخارج بأكثر من 50 ألف عامل، يرسلون تحويلات يقدر مجموعها بحوالي 2 مليار دولار سنوياً.
هؤلاء يعملون بأكثر من 40 دولة مختلفة في الشرق الأوسط وإفريقيا، وحتى أوروبا، ولكن معظمهم يعمل بالصين وروسيا.
الميثامفيتامين
وهو نوع من أنواع المخدرات على شكل مسحوق بللوري أبيض، ليس له رائحة يسبب الإدمان السريع، حيث إن تدخينه أو حقنه في الوريد يؤدي لوصوله بسرعة للدماغ، وزيادة إفرازه لهرمون الدوبامين المسبب للراحة والسعادة، ولكن هذا الشعور يتلاشى بعد حوالي 8 ساعات من استخدامه.
والميثامفيتامين الكوري الشمالي يزرع مثله مثل أي نبات، وهو ذو نقاء عالٍ جداً، ويتم إنتاجه في معامل حكومية، بإشراف من كيميائيين مختصين.
في عام 1970 تورطت كوريا الشمالية في تجارة المخدرات، بعد عجزها عن سداد ديونها الخارجية، وطلبت الحكومة من سفاراتها أن تعتمد على التمويل الذاتي من خلال استغلال الحصانة الدبلوماسية لممثلي السفارات.
المفاعلات النووية
في عام 2007 حاولت كوريا الشمالية بناء مفاعل نووي كامل لسوريا، مصمم على غرار مفاعل بيونغ يانغ، ولو لم يتم قصف هذا المفاعل لأنتج سنوياً كمية كافية من البلاتينيوم لصنع قنبلة أو قنبلتين نوويتين، وقد تم أسر سفينة كورية تسلم وقوداً نووياً معداً لهذا المفاعل على الأغلب.
يعتقد أن موقع يونغبيون هو المنشأة النووية الرئيسية في البلاد، وتمتلك احتياطيات وفيرة من خام اليورانيوم، وتعهدت كوريا الشمالية مراراً بوقف عملياتها هناك، لكن الولايات المتحدة لم تثق مطلقاً بأن بيونغ يانغ تكشف بالكامل عن جميع منشآتها النووية، وهو شك عزَّزه كشف كوريا الشمالية عن منشأة تخصيب يورانيوم في يونغبيون، بهدف معلن وهو توليد الكهرباء في عام 2010.
وقال مركز أبحاث أميركي في عام 2015، إن صوراً التقطها القمر الصناعي، أشارت إلى استئناف نشاط المفاعل النووي في يونغبيون على أرجح التقديرات.
(هافينغتون)