أكد النائب سمير الجسر في حديث لبرنامج “كلام بيروت” على شاشة “المستقبل” “ألا خلاف على الإطلاق حول عملية الدفاع عن البلد، وأن يتولى الجيش اللبناني هذه المهمة، واجتماع مجلس الدفاع الأعلى بالأمس شدد على أن الجيش وحده من يتولى الدفاع عن الأراضي اللبنانية”، وقال: “ما حدث في عرسال، ليس مسألة صحية على الاطلاق. يمكن أن تكون نتيجة ما جرى مرضية، ولكن هناك فرق كبير بين الصحية والمرضية، مرضية لناحية أنه لم تعد هناك منظمات إرهابية تستولي على الارض اللبنانية، ولكن هذا الامر كان بامكان الجيش اللبناني القيام به، وليس من المفروض أن يقوم به أحد غيره”.
أضاف: “ما جرى في عرسال هو اعتداء على السيادة، إذ كانت هناك مصادرة للقرارين السياسي والعسكري، وهذا خطأ كبير. قد تكون النتيجة مرضية، ولكن على المدى الطويل ليست صحية اطلاقا. ومن هلل لدور حزب الله، هل استدرك خطورة الامر وتداعياته على الوضع اللبناني الداخلي والسياسي على البلد؟ وما الذي يمنع تكراره تحت حجة أن هناك تنظيمات أخرى في مكان ما مرتبطة بإسرائيل؟”.
وسأل الجسر: “الحرب تتكون من عنصري المفاجأة والخدعة، لكننا سمعنا جميعا أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قبل المعركة بشهر قال إما يكون هناك حل وإما سنأخذ مبادرة في هذا الاتجاه. فأين المفاجأة إذا عندما حدد تاريخ الهجوم قبل شهر؟ هناك أسئلة كبيرة حول معركة عرسال فمثلا لماذا حدثت في الجزء الذي تسيطر عليه النصرة فقط، ولم تمدد الى بقية الاجزاء التي يسيطر عليها داعش؟”.
وأكد أن “ما جرى بالامس خلال اجتماع المجلس الاعلى للدفاع يمثل استعادة لقرار الحرب والسلم، واستعادة أيضا للمبادرة وللقرار الأمني والسياسي، ويجب أن ينسحب ذلك على كامل الأراضي اللبنانية، لأن ما جرى في عرسال هو مصادرة لهما”.
وردا على سؤال، قال الجسر: “عندما يقول حزب الله أنه حرر الأرض يقول إن له اليد العليا، وهو في طبيعة الحال لديه نوع من الهيمنة بسبب فائض القوة والتوازنات الداخلية وتوازنات المنطقة، ولنكن واقعيين ونتعاطى بواقعية مع هذا الموضوع”.
أضاف: “هناك قرار واحد في البلد وسلطة واحدة، فكل سلاح هو سلطة، وإن تعدد السلاح يعني تعدد السلطات، ومن المفروض أن يكون القرار السياسي بيد الحكومة والممارسات العسكرية بيد الجيش وقوى الأمن فقط. إن هدفنا أن يصبح الجيش القوة الأساسية في البلد، فحزب الله برر لنفسه في موضوع معركة عرسال بالقول لو أن الجيش اللبناني قوي ما وصلنا إلى هنا. ولذلك، علينا سحب التبريرات من يد الحزب، وأن نسعى ليكون الجيش القوة الأقدر والوحيدة في البلد”.
وردا على سؤال، قال: “إن القرار 1701 يتحدث عن إمكانية الاستعانة باليونيفيل على كل الحدود اللبنانية، بناء على طلب من الحكومة اللبنانية. وطالما يقول البعض إن هناك مشكلة حدود وترسيم حدود في بعض المناطق، فما المشكلة ان تتواجد اليونيفيل فيها لمنع دخول الارهابيين وغيرهم؟”.
وعن الانتخابات الفرعية، قال: “في حال إقرار إجرائها، يفترض أن تجري على أساس القانون الجديد، ولكن وفق النظام الاكثري. وفي حال تم ذلك، يتطلب إدخال الآليات الجديدة والاصلاحات التي نص عليها القانون الجديد. وإذا قررت الحكومة ذلك أي استخدام البطاقة الممكننة واللائحة المطبوعة سلفا، فلا أظن أنها ستجري. أما إذا أرادوا الانتخابات من دون تلك الاصلاحات فيتوقع أن تجري. وعلى كل حال، سمعنا انها ستطرح اليوم في جلسة مجلس الوزراء من خارج جدول الاعمال، فلننتظر ونرى”.
وعما إذا كان “المستقبل” خائفا من الانتخابات، قال الجسر: “هذا الكلام غير صحيح إطلاقا، فالانتخابات الفرعية عادة لا تجذب الناس على عكس الانتخابات العامة لأنها تقتصر على مقاعد معينة لمذاهب من دون أخرى، إلا إذا حدث ما يثير الناس”.
وعن بلدية طرابلس، قال الجسر: “إني حزين على ما يجري داخل المجلس البلدي، فهو أمر غير مريح ويحزنني لأن البلدية معنية بأمور الناس الحياتية”.
وعن سلسلة الرتب والرواتب، قال: “التوقيع على السلسلة من قبل رئيس الجمهورية يعني أنها مرت، وعدم ردها ومرور المهلة أيضا يعني أنها مرت. وأرجح أنها ستطبق لأن احدا لن يتحمل الاثر النفسي لعدم اقرارها على الشارع والعودة للخوض بها من جديد بعد سنوات طويلة من البحث”.
وعن القاضي شكري صادر، قال الجسر: “حاولت أن أستفسر عما جرى في جلسة مجلس الوزراء، ولكن لم يعطني أحد جوابا واضحا. وبالتالي، لا أعرف ماذا جرى بالتحديد داخل الجلسة. لا شك في أن الرئيس صادر بذل جهدا كبيرا هو والقاضي رالف رياشي لوضع نظام المحكمة الدولية، ولست أتحدث فقط عن هذه الناحية إنما أيضا لأنه يتمتع بالكفاءة والقدرة وتاريخه جيد جدا في القضاء. لم أستوعب ما حدث وإني بصراحة حزين جدا لما جرى”.