جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / عون:لإسقاط الحصانات عن الفاسدين وتحسين الوضع الاقتصادي…
1501850389_2

عون:لإسقاط الحصانات عن الفاسدين وتحسين الوضع الاقتصادي…

رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه “من الضروري أن تسقط الحصانات عن كل من يمارسون الفساد، وهؤلاء ليسوا بقليلين”، معربا عن أمله “أن تنجح مهمة مكافحة الفساد لأن ذلك قد يؤدي الى إصلاح الاوضاع، خصوصا أن لبنان أمام أزمة كبيرة تتطلب عملا اقتصاديا سريعا”.
وجدد عون التأكيد أن العملة اللبنانية لا تدعم إلا عبر الانتاج وليس من خلال الدين، لافتا الى إصراره على العمل لتحسين الوضع الاقتصادي والانتقال به الى المسار التصاعدي”.

كلام عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا موسعا من قضاء كسروان الفتوح حضر لشكره على إطلاق اسم الوزير والنائب السابق المرحوم لويس ابو شرف على دار المعلمين والمعلمات في جونيه. وضم الوفد نوابا حاليين وسابقين ووزراء سابقين ورؤساء البلديات والمخاتير وشخصيات قضائية وسياسية وعسكرية من قضاء كسروان، إضافة الى أعضاء مؤسسة ابو شرف الثقافية والتربوية والاجتماعية.
وتحدث باسم الوفد رئيس المؤسسة المحامي جوزف ابو شرف، وقال: “بين الاول من آب عيد الجيش الذي انتم رئيسه وقائده الاعلى، والسابع منه الذي هو عيد من اعياد الحرية التي انتم لبها وضميرها، نأتيكم من كسروان الفتوح، المنطقة التي انتم نائبها، لا بل نوابها الى كسروان الفتوح حيث انتم لانكم في قلبها وهي في قلبكم، هذه المنطقة التي ما ضنت عليكم بأصواتها لتمثلوها في المجلس النيابي بثقة تنم عن تعلقها بالاصالة والوطنية رفعتكم الى النيابة بقناعة المؤمن الذي ينقل الجبال. والنيابة في كسروان الفتوح كانت آخر محطة لكم في مسيرتكم النضالية قبل رئاسة الجمهورية وبعد قيادة الجيش ورئاسة الحكومة، كسروان الفتوح أعطت وتعطي عبر رجالها وممثليها ما يحتاجه الوطن ساعة الملمات، فكما سلفكم الرئيس اللواء فؤاد شهاب الذي جاء الى الرئاسة في مهمة انقاذية عنوانها السلم الاهلي ودولة المؤسسات ومضمونها الاصلاح والتغيير، هكذا انتم جئتم الى الرئاسة، اثر ازمة قاسية قلما عرف مثلها لبنان من فراغ في رأس السلطة وانقسام بين الشعب وتفشي للفساد في المؤسسات بمهمة رأب الصدع وتوحيد الشعب والقضاء على الفساد وبناء الدولة،وكأني بالرئيس اللواء حينما سلم الضابط ميشال عون سيف الشرف والتضحية والوفاء انما سلمكم خريطة طريق وخطة عمل فيها من الاخلاق والشهامة والترفع ما يجعل الحاكم فخرا لوطنه وعزة لشعبه، كما انتم تُرى هل كان يعلم الرئيس اللواء انه يسلم السيف الى الرئيس العماد”.

وأضاف: “هي حكاية مجد عند القادة التاريخيين يذكرهم التاريخ في أبهى صفحاته بحروف من ذهب، وهذه هي طينة القادة الكبار أهل الفكر والحرية والمعرفة، ولبنان الذي وصف بأنه وطن رسالة إنما هو رسالة فكر وحرية ومعرفة، أهله لهم صولات وجولات في هذا الميدان. فالحرية فكر والفكر معرفة.
وما تقديركم لاهل الفكر في السياسة إلا تكريم لبعض ما فيكم من مزايا تنم عن توقد في الشخصية، وبعد في الرؤيا، ورسوخ في الايمان، وتكريمكم للويس ابو شرف باطلاق اسمه على دار المعلمين والمعلمات في جونيه بمبادرة وسعي من فخامتكم، هو لابراز دور واحد ممن عملوا وضحوا في خدمة لبنان، لقد كان نائبا عن كسروان لثلاثة عقود زامل فيها نوابا مثلوا المنطقة في الستينات والسبعينات والثمانينات من كلوفيس الخازن وفؤاد غانم البون والياس الخازن ونهاد بويز وفؤاد نفاع وغيرهم حيث نهضوا بكسروان الفتوح بما سعوا اليه من مشاريع انمائية وعمرانية”.

وقال: “كسروان الفتوح يا فخامة الرئيس بحاجة الى الكثير وقد اعطيتموها ولكنها تطلب الاكثر من مشاريع انمائية وطرقات وبنى تحتية وداليتنا عليكم كبيرة بهذا المجال وفي محلها لأن هذا من اهدافكم لرؤية المنطقة التي تمثلون زاهية راقية.واذ نذكر هذا فلأن الامال معلقة عليكم طبعا لكل لبنان ولكن بالاخص لكسروان الفتوح منطقة سيدة لبنان وبكركي والاديرة والرهبانيات وهذا الجبل الاشم الحاني على البحر ابدا.

على مدى ربع قرن ترأس نائب كسروان لويس ابو شرف لجنة التربية الوطنية في المجلس النيابي فكانت معظم المشاريع والقوانين التربوية خلال هذه الفترة بمساعيه او بدعمه لبناء اجيال تتعلم المبادىء الوطنية والقيم الاخلاقية”.

وختم المحامي ابو شرف: “الشكر لكم كل الشكر يا فخامة الرئيس في حقل الرب تؤمن بالله وتخافه وتؤمن بالشعب وتحترمه وتسهر على تطبيق القانون بعناية ودراية فائقة. اقولها عاليا، نؤمن بكم وبخطكم من اجل الحفاظ على هذا الوطن للحرية وموئلا للقيم. مرة اخرى شكرا من كسروان الفتوح كل كسروان الفتوح التي جاءتكم اليوم بممثلين عن كل اطيافها بعيدا عن زواريب السياسة ايمانا منا بأن رأس الدولة ورمز وحدتها عليه تبنى الامال الكبار. والامال على قدر اهل الهمم وهي كبيرة وراسخة. وليكن هذا السيف بيدكم يا فخامة الرئيس هو سيف الملاك ميخائيل به تقضون على الشر والضلال والفساد واعداء لبنان. وبإرادة الله وصمودكم ستنتصرون بالخير على الشر ويقوم لبنان معافى من محنته، ولبنان ايقونة في صدركم وكسروان الفتوح امانة في عنقكم، السلطة بيدكم والشعب معكم آملين ان نرى في عهدكم قيامة وطن، الدين العام يثقله، وعبء النازحين يرهقه، والمنازعات السياسية تفتك به والقوانين وجهة نظر.
فإلى قيامة لبنان كلنا نصبو بجهودكم وصمودكم وتمرسكم وشجاعتكم وعزمكم”.

عون
ورد عون مرحبا بالوفد ومعربا عن سعادته باستقبال اعضائه في قصر بعبدا “لإحياء ذكرى المرحوم لويس ابو شرف الذي كان له الاثر الكبير في التربية الوطنية”، مشيرا الى أنه تقرر إحياء هذه الذكرى وبشكل دائم لتبقى أعماله خالدة في ذاكرة اللبنانيين التي اختير منها مبنى دار المعلمين في القضاء الذي مثله خلال ثلاثة عقود، “وهي مبادرة متواضعة تجاه هذ الرجل الكبير الذي كان مربيا ووزيرا للتربية”.

وقال: “إن الرئيس الراحل اللواء فؤاد شهاب كان اول مسؤول لبناني حاول بناء الدولة اللبنانية ووضع اسس تنظيمها، ولكن مع الاسف فإن مؤسسات الدولة ضعفت بمعظمها وتعثر عملها، ثم فقد لبنان السيادة والاستقلال والحرية، الذين شكلوا شعار معركتنا ونضالنا، والذي علينا اليوم، ونحن في السلطة، أن نحافظ عليه. ومن غريب الصدف أن يكون اليوم في السلطة “جنرالان” يحميان الدستور اللبناني والقوانين، فيما يتهم العسكريون بأنهم ينتهكون الدستور والقانون”.

وعبر عون عن الاسف “لعدم وجود من يرغب في المحافظة على القوانين والدستور، إن في مرحلة الرئيس شهاب او في هذه المرحلة”، متسائلا: “باسم اي شريعة نمارس الحكم ونتخذ القرارات؟ فإذا لم نحترم الدستور والقوانين، سنعود طبعا الى قانون الغاب الذي كنا نتخذ القرارات في السابق وفقا لأحكامه، فيما نشهد كل يوم جدالا ومحاولات لخرق الدستور”.

وذكر بما يقوله الكاتب الفرنسي بالزاك، عن القوانين “أنها كخيوط العنكبوت، يخرقها الذباب الكبير، ويلتصق بها الذباب الصغير”، لافتا الى أننا وفي كل مرة نفتش عن “الحاجب” الذي ارتشى دون أن ننظر الى “الكبير” الموجود في أعلى المراكز والذي يحصل على الملايين. فـ”الحاجب” يحصل على ما هو زهيد ولا تنطبق عليه صفة الرشوة بل تنطبق على من يحصل على الملايين، فهنا تكمن مكامن الفساد الذي علينا مكافحته. من المؤكد أن ذلك سيكون عملا مضنيا ومتعبا وسيخلق الكثير من العداوات، لأن من تمرس على عادات تقبل الرشاوى، بات يعتبرها حقا مكتسبا له. لذلك، علينا في بعض الاحيان، أن نتخذ قرارات حاسمة، قد تكون موجعة، لأنه من الضروري أن تسقط الحصانات عن كل من يمارسون الفساد وهؤلاء ليسوا بقليلين. إلا أن ذلك، يتطلب الكثير من التروي، لأن الارتدادات السياسية التي قد تنتج عن الامر صعبة، في ظل حيازة كل طرف لجمهوره. وإذا ما أجريت دراسة إحصائية قد تخلص الى أن اكثر من نصف الشعب اللبناني أصبح متعلقا بهذه الوسيلة، لما يحققه من مكاسب من خلالها”.

وأضاف رئيس الجمهورية: “نأمل أن ننجح في مهمتنا في مكافحة الفساد، لأن ذلك قد يؤدي الى إصلاح الاوضاع، خصوصا أن لبنان أمام أزمة كبيرة تتطلب عملا اقتصاديا سريعا. فنحن لم نتخذ مبادرات لتنظيم إقتصادنا المتدهور منذ فترة طويلة ولم نهتم بعالمنا الاقتصادي الذي كان ريعيا يعتمد على تحقيق الارباح من خلال الفوائد المرتفعة. وقد اهمل مختلف القطاعات الاقتصادية، بدءا من الزراعة مرورا بالتجارة ووصولا الى الصناعة، وشهدنا تراجعا في النمو بعدما تحولت السوق اللبنانية الى سوق إستهلاكية. فالارباح المالية التي يحققها لبنان تأتي عن طريق الفوائد، ولذلك يتم صرفها بطريقة سريعة لأنها كمن يملك منزلا ويرهنه بهدف الاستدانة، فمن الطبيعي أن يخسره في نهاية المطاف”.

وختم مشددا على أن “العملة اللبنانية لا تدعم إلا عبر الانتاج وليس عبر الدين”، ولافتا الى انخفاض قيمتها جراء السياسة التي كانت متبعة في السابق، والى زيادة نسبة الدين العام التي ستواصل ارتفاعها في المستقبل في حال واصلنا هذا النهج، مؤكدا عزمه على متابعة هذا الموضوع وإصراره على العمل لتحسين الوضع الاقتصادي والانتقال به الى المسار التصاعدي.

الأب علاوي وجمعية “سعادة السماء”
الى ذلك، استقبل عون، في حضور اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون، وفدا من جمعية “سعادة السماء” برئاسة الاب مجدي علاوي الذي عرض للاعمال الخيرية والاجتماعية التي تقوم بها الجمعية ومساعدة المحتاجين. وألقى علاوي كلمة توجه فيها الى الرئيس عون بالقول “ها هو الرب يضع في دربكم مسيرة معركة “سعادة السماء”، ومن أولى من الجنرال ليخوض معارك السماء على الارض؟ جنرال العهد الجديد… بعونك، سنحرر المظلوم من اغلال السجون وسنمسح دموع امهات المدمنين وسنطعم الجائع ونخط آيات العهد الجديد باسم الحب وانسانية القانون…وكن على ثقة ان صفحات الكتب التي ستؤرخ مسيرتك النضالية ستعنون صفحاتها بعبارة “بي الكل”.. دون ان يغرب عن بالنا ام الكل اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون وما التاريخ لولا بصمة امرأة هزت بأمومتها العالم؟”. وختم بالقول:” هنيئا لقصر يجمع في ثناياه حنان الام وعطف الاب، وهنيئا لنا برئيس قلب معادلة القصور فحول القصر الجمهوري الى بيت للشعب. هنيئا لنا بفخامة الاب. فلو حكم رؤساء العالم بأبوتهم لتحولت الارض الى سماء”.

ورد عون مرحبا بالوفد مثنيا على ما تقوم به جمعية “سعادة السماء” التي برغم ما يزخر به ميدان عملها من الم ومآس “الا انه يدخل الفرح الى نفوسكم من خلال مد يد العون للاخر”، لافتا الى ان ثمة مآسي جماعية لا تقتصر على شريحة واحدة من المواطنين بل تتعداها الى من لا هوية لهم، ولا مسكن، او قدرة على الطبابة او تأمين ادنى مقومات العيش، بالاضافة الى الايتام وذوي الاحتياجات الخاصة”.

وأكد عون “غياب الوعي الاجتماعي لهذه المآسي في ظل سيادة حب الذات”، مشددا على “ضرورة تضافر الجهود الجماعية للقيام بمشاريع تعود بالفائدة على الفئات المحتاجة، نظرا الى عدم قدرة المعالجات التي تقوم على مستوى الافراد، رغم اهميتها وفعاليتها، في الاستمرار على المدى البعيد”.

وشدد على اهمية تضامن الجمعيات التي تعنى بالشأنين الاجتماعي والانساني انطلاقا من ان في التضامن قوة، وسعي لما هو افضل.