لم يُصدر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق حتى الآن مرسومَ دعوة الهيئات الناخبة للانتخابات الفرعية التي ستملأ الشغور الحاصل في المقعد الماروني في كسروان بفعل انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وفي المقعدين الأرثوذكسي والعلوي في طرابلس بفعل استقالة النائب روبير فاضل ووفاة النائب بدر ونوس، علما ان التّوجه الغالب هو لإجراء «الفرعية» في أيلول المقبل وتحديدا في الأحد الأخير منه هذه الإنتخابات
وفيما من غير المستبعد ان تثار القضية هذه على طاولة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، تقول مصادر سياسية إن توجيه الدعوة مرتبط في الواقع بتوافر قرار سياسي بإجراء الانتخابات، الامر الذي لا يبدو نضج حتى الساعة. ذلك أن رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر يبدوان الفريق الوحيد المتحمس للاستحقاق حيث يريدانه في كسروان لاستفتاء شعبيتهما من جهة، وتكريس زعامتهما في المنطقة من جهة ثانية، عبر تجيير مركز العماد عون الى صهره العميد شامل روكز.
أما القوى السياسية الأخرى المعنية بـ «الفرعية»، فلا تبدو بالاندفاعة نفسها. فتيار المستقبل، بحسب المصادر، يفضّل تفادي المعركة في طرابلس، ولا يستسيغ كشفَ حجمه الحقيقي في الشارع في هذا التوقيت الدقيق عشية الانتخابات النيابية العامة في أيار المقبل، خصوصا اذا لم تأت النتائج لصالحه. لكن إن كان لا بد من إجراء الانتخابات، فالتيار الازرق ، لا يعارض اعتماد «التوافق» مخرجا، أي أن يتم الاتفاق بين الفاعلين في «عاصمة الشمال» على شخصيتين مقبولتين من الجميع لا تشكلان تحديا لأحد كأنطوان حبيب (عن الارثوذكس) وأحمد عمران (عن العلويين)، فيفوزان بالتزكية
وتبقى في هذه الحال معرفة موقف اللواء أشرف ريفي من تسوية كهذه، خصوصا انه بدأ يعدّ العدة للانتخابات وقد أطلق ماكينته أواخر الاسبوع الماضي
ونظرا الى هذه الاعتبارات كلّها، تقول المصادر ان مصير الانتخابات ضبابي، لكنها ترجّح حصولها نزولا عند تمسك رئيس الجمهورية بإجرائها وبتطبيق الدستور والقانون.
(الديار)