أكد النائب السابق فارس سعيد أنه لا يحسد رئيس الحكومة سعد الحريري على الموقع الذي يجد نفسه فيه اليوم، معتبرا إياه “مثل كل أهل التسوية التي أنهت الفراغ الرئاسي، من دون أن تنهي المشاكل التي يعاني منها لبنان”.
وقال سعيد لـ “السياسة” إن “الحريري ظن أن التسوية التي أدت إلى إنهاء الفراغ الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة والاتفاق على قانون الانتخابات، قد تريح البلد من المشاكل التي يعاني منها، ولكن تبين لاحقاً، أن ما جرى أكبر بكثير مما يُرى ويُلمس”، معتبرا إن القوي في لبنان هو “حزب الله” وليس رئيس الجمهورية كما يريد البعض إقناعنا.
وأضاف “إنّ من ظن أن تشكيل الحكومة سيعيد التوازن إلى البلد، من خلال وجود الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في سدة الحكم، تبين له أن هذه الحكومة غير قادرة على اتخاذ القرارات المطلوبة منها، لكنها في الواقع تنفذ القرارات التي تأتيها من الضاحية الجنوبية، بعدما أصبح الأمين العام لحزب الله مرشد الجمهورية اللبنانية”.
ورأى أن قانون الانتخاب الذي وضع، ستكون نتائجه في حال حصلت الانتخابات لمصلحة “حزب الله”، لأن الصوت التفضيلي في كل قضاء سيفجر الأمر، وبالتالي فإن هذه التسوية التي ذهب إليها أهل السلطة بحجة إنقاذ ما تبقى من الدولة، منحت الحزب السيطرة على كل مفاصل الدولة.
وعن مصير الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان، تمنى أن تحصل لتكون مقدمة للانتخابات النيابية التي قد تحصل في ربيع الـ2018، لكنه أعرب عن شكه في إمكانية حصولها في هذا التاريخ.
وسأل: “لماذا حرمان كسروان من مقعد نيابي ماروني وحرمان الأرثوذكس من مقعد نيابي في طرابلس وكذلك حرمان طائفة العلويين من التمثيل أيضاً، بحجة عدم إجراء الانتخابات الفرعية في هذين القضاءين؟، وبالتالي لا نفهم تبريرات العهد من عدم إجراء هذه الانتخابات، إلا إذا حصل على تسويات تضمن أن تكون النتيجة لصالحه”. وأكد خوف “التيار الوطني الحر” من هذه الانتخابات الفرعية، لأنه لم يعد يعرف إذا ما كان لايزال هو وسياسته ورئيسه الحالي ورئيس الجمهورية الذي انبثق منه يمثلون الضمير المسيحي؟ وهل فعلاً يمثلون ما يريده منهم الموارنة؟
وأشار إلى أن غالبية اللبنانيين والموارنة الأحرار بصورة خاصة، لا يريدون هذه الذمية التي يقدمها لهم “حزب الله”، على قاعدة أن من يحمي الأرض يحمي لبنان، مشدداً على أن “من يحمي الأرض ويحمي الدولة اللبنانية من وجهة نظرنا، هو الجيش اللبناني وحده من دون مشاركة أحد”.
(السياسة)