لم يقتصر التحالف القطري الإيراني على الاتفاقات الدبلوماسية فحسب، بل طال هذا التحالف أكثر المواسم قداسة لدى المسلمين في الوطن العربي وهو موسم الحج، فاشتركتا معا بإطلاق حديث مؤجج للفتنة.
من طهران دعا المرشد الإيراني، علي خامنئي، إلى تسييس الحج، باستغلال الموسم هذا العام لإظهار المواقف السياسية الإيرانية معتبرا أن الحج أفضل مكان وأكبر فرصة اجتماعية لذلك.
أما بالدوحة، فقد أرسلت ما تعرف باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بقطر، في وقت سابق شكوى إلى المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة.
الشكوى القطرية تدعي وضع السلطات السعودية عراقيل وصعوبات أمام حجاج قطر من المواطنين والمقيمين لأداء مناسك الحج.
وفي سبيلها لتحقيق مآربها وقلب الحقائق، أغلقت وزارة الأوقاف القطرية التسجيل للحج هذا العام ما يؤكد منع السلطات القطرية المواطنين والمقيمين في قطر من التقديم إلكترونيا لأداء الفريضة.
لكن ما تقوم به الدوحة حاليا ما هي إلا مساع قديمة سبقها إليها طهران.
فمنذ الثمانينيات دأبت إيران على السعي بين التسييس والتدويل للحج، إذ كانت تستغل الفريضة في تسيير المظاهرات دون مراعاة لقدسية المكان.
وفي نهاية الثمانينات، وبعد قطع العلاقات السعودية الإيرانية، منعت طهران حجاجها من أداء الفريضة لثلاث سنوات. والعام الماضي أيضا منعت إيران أيضا حجاجها البالغ عددهم 80 ألف حاج من أداء المناسك.
أكاذيب تخدم مآرب نظام الملالي لتدويل الحرمين الشريفين الذي تتشرف السعودية بخدمتهما. لكن الوقائع تؤكد فشل النظام الإيراني الذريع في تحقيق هذا الهدف على مدى عقود.
وتكرر الفشل عندما حاول في ذات الأمر يوما ما العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
أما الآن فيبدو أن الدوحة تتغافل عما لم تستطع إيران فعله عبر 80 ألف حاج منعتهم من أداء الفريضة لمدة أربعة مواسم، كذلك ما لم يستطع القذافي تحقيقه بطرح كهذا.
لن تتمكن قطر بألف و600 حاج تمنعهم، وتظن أنها قادرة على إرباك موسم الحج واستغلاله سياسيا في أزمتها.
حديث تسييس الحج وتدويله أخذ حيزا كبيرا من النقاش في الاجتماع الأخير بالمنامة للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.
إذ أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن أي حديث عن تدويل الحج يعتبر عدوانا و”إعلان حرب”.
سكاي نيوز