جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / تسليم الجثامين… إنتهاء المرحلة الأولى من الإتفاق بين حزب الله والنصرة
615436_466298_Org__-_Qu65_RT728x0-_OS1600x979-_RD728x445-

تسليم الجثامين… إنتهاء المرحلة الأولى من الإتفاق بين حزب الله والنصرة

لم تمنع عراقيل اليوم الأول التي واجهت إتفاق وقف إطلاق النار في جرود عرسال من المضيّ في تنفيذه، إثر تعثّره لأسباب لوجستية، رافقه خوف من انتكاسة المراحل المقبلة، بعدما تنفّس الأهالي الصعداء بالتحرير. وبذلك، يطوي أهالي عرسال والجوار آخر صفحات من كتاب كانت قصّته بشعة عليهم خسروا فيها العديد من الأحبّة.
منذ الصباح الباكر إحتشدت وسائل الإعلام على اختلافها من محلية وأجنبية عند ساحة بلدة اللبوة، حيث الطريق إلى عرسال يمرّ من هناك، لمواكبة تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين «حزب الله» و«جبهة النصرة» الذي بدأ يوم الخميس ووضع له سقفٌ زمني ببدء تطبيقه يوم أمس، كان قد سبقه ستة ايام من معركة قاسية كطبيعة الجرود في عرسال والسلسلة الشرقية، على أن يتم تنفيذ المراحل اللاحقة تباعاً.

بعبارات المباركة والتهنئة بتحرير الجرود توجّه «حزب الله» الى أهالي بلدة عرسال عبر يافطة عريضة توسطت ساحة اللبوة، حيث تجمع أهالي المنطقة وذوو الشهداء في انتظار وصولهم على وقع اناشيد الحزب ورفع صور الشهداء وأعلام «حزب الله».

مواكب سيّارة لعناصر الحزب وآليّاته إضافة الى عدد من الأهالي مَرّت وسط ساحة اللبوة إستقبلها الأهالي بنثر الورد والأرز، كذلك أقيمت عند مفارق البلدات البقاعية كيونين، البزالية، وشعث، تجمعات للأهالي لاستقبال جثامين عناصر الحزب.

ساعات الإنتظار الطويلة لإتمام الصفقة سادها خوف من عودة الأمور إلى نقطة الصفر، بعدما توقف الأمر عند «جبهة النصرة»، والسبب عدم العثور على جثمانَي عنصرين من الحزب هما قاسم محمد عجمي وأحمد الحاج حسن اللذين سقطا في المعركة الأخيرة منذ أيام وقد دفنتهما الجبهة في الجرود، وذلك بعدما كانت قد وصلت عند الثانية عشرة والنصف ظهراً 6 سيارات إسعاف تابعة للهيئة الصحية الإسلامية إلى مقر اللواء التاسع في الجيش اللبناني في اللبوة وهي تقلّ جثث 9 عناصر لـ»جبهة النصرة»، لكنّ تأخر العثور على جثماني العنصرين دفع الحزب إلى نقل الجثث إلى مستشفى البتول في الهرمل ووضعها في البراد.

تأخّر عملية التبادل حتى ساعات ما بعد الظهر تزامنَ مع وصول المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، عرّاب الإتفاق، عند الساعة الخامسة إلى بلدة اللبوة للإشراف على إنجاز هذه المرحلة. ومن هناك إنتقل موكب ابراهيم إلى عرسال للإشراف مباشرة على التنفيذ، بعدما كان الأمن العام قد استحدث غرفة عمليات منذ الصباح الباكر بالتنسيق مع الجيش اللبناني لإتمام العملية.

وبعد التأكد من هوية العنصرين في «حزب لله»، توجّهت قافلة سيارات الإسعاف التابعة للهيئة الصحية من مستشفى البتول إلى مقر اللواء التاسع في اللبوة، بعدما كان موكب من الصليب الأحمر اللبناني بطلب من اللواء إبراهيم توجّه إلى عرسال لنقل جثامين عناصر الحزب.

وقرابة السابعة، وصل موكب من الصليب الأحمر والهيئة الصحية الإسلامية بمواكبة الأمن العام والجيش اللبناني إلى مقر اللواء التاسع في اللبوة حيث كان يقلّ جثماني عنصري الحزب عجمي والحاج حسن لإتمام التبادل، ونقل جثث «النصرة» التسع إلى عرسال حيث تتسلّمهم الجبهة عبر وادي حميد مكان تسليم عناصر الحزب. كما تسلّم الحزب جثماني عنصرين سقطا منذ سنتين عبر معبر وادي الخيل ونقلتهما سيارات الهيئة الصحية الإسلامية من هناك إلى بلدة يونين ومنها إلى مستشفى دار الحكمة لإجراء عمليات مطابقة فحوص الحمض النووي، وهما حسن علي شريف وجهجاه محمد جعفر فيما تسلّمت «جبهة النصرة» ميادة علوش وابنها، والتي كانت معتقلة بسبب دعمها ونقلها مواد تموينية الى «النصرة» في الجرود. أما جثمان عنصر الحزب الخامس فتسلّمه من «سرايا اهل الشام»، وهو مصطفى المقدم.

وبنثر الورد والأرز وإطلاق النار والمواكب السيّارة، إستقبل أهالي وبلدات بعلبك وعائلات الشهداء جثامين عناصر الحزب بعدما شقّت طريقها من اللبوة في اتجاه المرقد الأخير، فيما شهدت ساحة اللبوة استقبالات واحتفالات تزامنت مع وصول الجثامين.

إنتهت المرحلة الأولى من اتفاق «حزب الله» و«جبهة النصرة»، على أن تبدأ المرحلة الثانية اليوم، وهنا تكمن الصعوبة إذ فاق عدد الذين سجّلوا أسماءهم لمغادرة عرسال في اتجاه إدلب ستة آلاف شخص، وثلاثة آلاف وخمسمئة إلى بلدة الرحيبة في القلمون، مقابل إطلاق سراح عدد من أسرى «حزب الله» لدى «النصرة»، على أن يتمّ نقلهم إلى تركيا ومنها إلى لبنان بالتوازي مع انطلاق القافلات الخضراء عبر الحدود إلى سوريا.

(الجمهورية)