تؤشر المعطيات في بيروت الى ان الصفقة التي أُبرمتْ بين «حزب الله» و«جبهة النصرة» بضماناتٍ تركية – قطرية – إيرانية وأدار ترتيباتها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم بالتنسيق مع الجهات الأمنية في سورية، ربما ترى النور اليوم السبت، وهو الأخير في هدنة الثلاثة أيام التي صمدتْ في جرود عرسال إفساحاً أمام استكمال الطابع العملاني لمفاوضاتٍ أعقبتْ معارك استمرّت 6 أيام بين «حزب الله» و«النصرة» وانتهتْ الى تسليم مسلّحيها وأميرهم أبو مالك التلي بمغادرة الجرود الى إدلب في سورية.
وتشتمل الصفقة استناداً الى معلومات خاصة بـ «الراي» على ما يأتي:
* إفراج «النصرة» عن 5 أسرى لـ «حزب الله» وتسليم أقلّ من 30 جثة تعود لمقاتلين من الحزب ولعناصر من الحرس الثوري الإيراني قضوا في معارك العيس بسورية.
* ضمان انتقال مسلّحي «النصرة» من جرود عرسال مع سلاحهم الخفيف عبر «خطٍّ آمِن» الى إدلب وتَسلُّم «الجبهة» نحو 30 جثة لمقاتليها في قبضة الحزب.
* السماح لمَن يرغب من مسلّحي «النصرة» باصطحاب عائلاتهم من مخيمات النزوح في عرسال الى إدلب وسط تقديراتٍ بأن يصل عدد المغادرين من مسلّحين ومدنيين الى نحو 3 آلاف شخص.
* اشتراط تفكيك مخيمات النازحين السوريين الواقعة في محلّتيْ وادي حميد والملاهي وتوزيع ساكنيها على المخيمات داخل بلدة عرسال.
وفي المعلومات أنه مقابل كل أسير من الأسرى الخمسة لـ «حزب الله»، يُنقل مئة مسلّح من «النصرة» الى إدلب في عمليةٍ تتم على 5 دفعات، اذ مع تسليم كل أسير تَعبر قافلة من الحافلات الخضر الى إدلب.
ومع الاطمئنان الى سير الترتيبات لإنجاز الصفقة، الذي عبّر عنه اللواء ابراهيم امس بقوله «إن العمل جارٍ على قدم وساق وكل شيء يسير وفق المرسوم له»، اتجهتْ الأنظار الى الفصل الثاني من ملف الجرود والمتمثّل بمصير مسلّحي «داعش» قبالة رأس بعلبك والقاع.
وبدا لافتاً «ابتعادٌ» ذو دلالاتٍ لـ «حزب الله» عن المعركة ضدّ «داعش» وترْك الساحة للجيش اللبناني الذي استكمل استعداداته بانتظار الساعة صفر لمعركةٍ ربما لن تكون حتمية في ضوء الضغط على مسلّحي «داعش» للرحيل بالتفاوض.
وعلمتْ «الراي» ان «داعش» يُبْدي عناداً حتى الآن، رغم ان «ابو السوس» وهو أحد المهرّبين الذين لهم علاقة مع التنظيم، أكثر ميْلاً للتفاوض، الأمر الذي دفع الجيش اللبناني لرفْع وتيرة الضغط العسكري على مواقع المسلّحين عبر القصف، في تطورٍ قد يكون الهدف منه حمْل «داعش» على الانسحاب بالتفاوض و«الاتعاظ» مما حلّ بمسلّحي «النصرة».
(الراي)