بعد أيام على انطلاق المعارك التي تقودها ميليشيات حزب الله في جرود عرسال ضد “جبهة النصرة”، تشير مصادر سياسية وعسكرية لبنانية إلى هدف آخر للحزب، يبتعد عن تحرير المنطقة من المسلحين.
وحسب مراسلة “سكاي نيوز عربية”، تتحدث المصادر عن مساعي الحزب للسيطرة على كامل المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان، وإنشاء منطقة أمنية خاضعة لنفوذه، مبقيا على اتصاله بالقوات الحكومية السورية ودعمه لنظام حليفه الرئيس بشار الأسد.
وخلال أيام المعارك الستة، أثارت القرارات المتفردة للحزب بعيدا عن الدولة اللبنانية، القلق في بيروت من مزيد من التغول لهذه الميليشيات، والانقسام بشأن الدور الذي يلعبه حزب الله سياسيا وعسكريا في لبنان.
وتشير تغريدة حديثة لوزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، إلى قلق الحكومة من انفراد حزب الله بالقوة العسكرية في المعارك الجارية بالمناطق الحدودية.
وتحدث باسيل على حسابه بموقع “تويتر”، الثلاثاء، عن أهمية اضطلاع الجيش اللبناني بـ”تحرير جرود القاع ورأس بعلبك وكل الجرود”، مشيرا إلى أن “إرهاب داعش لن يفلت من قبضة الجيش”.
ويتناغم تصريح باسيل مع الواقع العسكري على الأرض في منطقة عرسال والمناطق الحدودية القريبة منها، حيث يعتقد أن حزب الله، دون الجيش اللبناني، يتحضر لمعركة ضد مسلحي “داعش” بعد الانتهاء من قتاله ضد “جبهة النصرة”، بصرف النظر عن الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدها خلال الأيام الماضية.
وينتظر أن يلقي أمين عام حزب الله حسن نصر الله كلمة مساء الأربعاء، يرجح أن يعلن خلالها انتهاء المرحلة الأولى من معارك الحدود ضد “جبهة النصرة”، ومنح مهلة لمسلحي “داعش” للتفاوض والانسحاب إلى الداخل السوري، أو القتال.
والثلاثاء تطرق وزير الدولة اللبناني لشؤون النازحين معين المرعبي خلال حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”، عن الدور الذي يختطفه حزب الله من الحكومة في الداخل اللبناني، وعلاقات الحزب وولاءاته إلى دول أخرى.
وأكد المرعبي أن “النزاع بين الحكومة اللبنانية ومليشيات حزب الله مستمر”، معتبرا سلاح ميليشيات حزب الله “خارج على القانون”.
وأضاف: “دائما ما يهدد الحزب بقتل وتصفية من يخالفه”، مشددا على أن ميليشيات حزب الله “تتصرف بأوامر مباشرة من إيران”.