تسبَّب تحليق طائرة بدون طيار بالقرب من مدرج مطار غاتويك البريطاني قبل أيام بتحويل وجهة 5 رحلات جوية، وتعطيل آلاف المسافرين، إلى جانب خسائر مالية كبيرة. وجاءت هذه الحادثة لتؤكد قلق الخبراء حول احتمال تسبب هذه الطائرات الموجهة عن بُعد بحدوث “كوارث جوية”، خصوصاً مع انتشار استخدامها وسهولة شرائها وتشغيلها.
فما المخاوف التي تؤرق شركات الطيران؟ وما الحلول الممكنة؟
المخاوف
توجد عدة سيناريوهات لارتطام هذا النوع من الأجهزة بالطائرة، والتي تأتي معظمها مزودة بكاميرا، ويتم استخدامها على أكثر من صعيد، خصوصاً لأهداف المراقبة أو التصوير أو مكافحة الحرائق والإغاثة، ومؤخراً التسلية.
ففي حالة اصطدام طائرة من دون طيار بجناح طائرة عادية، يتسبب ذلك على الأرجح بضرر متوسط، بينما قد تتعرض الطائرة إلى خطر أكبر عند ابتلاع محركها لهذا الجهاز الطائر.
تجدر الإشارة إلى أن اصطدام الطيور بالطائرات يعتبر أمراً مألوفاً نسبياً، وقد تواصل الطائرة رحلتها بمحرك واحد، إذا ما عطّل الطائر الميت أحد محركاتها. لكن وجود بطاريات ليثيوم في الطائرات الموجهة عن بعد يشكل تهديداً من نوع آخر، خصوصاً إذا ما اخترقت المروحيات أو ارتطمت بالزجاج، بحسب صحيفة The Independent البريطانية.
وفي هذا الإطار، أفادت رابطة طياري الخطوط الجوية البريطانية أنها بحاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد حجم التهديدات. وبالفعل أجرت اختبارات لتحديد تبعات هذا الاصطدام، سواء بالزجاج الأمامي، أو شفرات المروحية.
ويشير خبراء إلى إمكانية استغلال هذه التكنولوجيا الحديثة من قبل إرهابيين، وتفخيخها مثلاً بالمتفجرات لاستهداف الطائرات، سواء جواً أو على الأرض.
حوادث متكررة
ووفقاً لتحليل البيانات ضمن هيئة سلامة الطيران” إيربروكس بورد”، فإن هذا النوع من الاصطدامات كان منعدماً سنة 2013، بينما حصلت 5 حوادث سنة 2014 و29 حادثاً آخر سنة 2015.
وشهدت الشهور الأولى لهذا العام 22 اصطداماً، ويبدو أن مستخدمي الطائرات دون طيار يستهدفون عمداً المطارات المزدحمة للحصول على صور مثيرة.
بدورها أكدت رابطة طياري الخطوط الجوية البريطانية، أنها لا تعارض استخدام الأشخاص لهذه الطائرات بطريقة آمنة ومعقولة، ولكنها تنصح بعدم استخدامها قرب المطارات والأماكن المكتظة بالناس.
علام ينص القانون؟
ينص نظام الملاحة الجوي لسنة 2009 على ضرورة الحفاظ على اتصال مرئي مباشر مع الطائرة لمراقبة مسارها كي لا يتعارض مع الطائرات الأخرى أو الأشخاص والمركبات والسفن والهياكل الأخرى؛ بهدف تجنب الاصطدامات. علاوة على ذلك، تمنع الطائرات دون طيار غير المصرح بها من التحليق في المطارات.
الحلول الممكنة
يواجه قطاع الطيران 3 قضايا مختلفة:
كيفية ردع الناس عن استخدام طائراتهم بالقرب من الطائرات المدنية.
– إيجاد الطريقة المثلى لتحديد موقع هذه الطائرات كي تتخذ سلطة الإشراف الإجراءات اللازمة.
– بيان الخطوات المتبعة للحد من فرص تسللها إلى المجال الجوي النشط.
وشهدت بريطانيا حملات توعية بضرورة الابتعاد عن الطائرات والمطارات والمجالات الجوية. وتم إيضاح نقاط قانونية هامة مثل وجوب إبقاء الطائرات دون طيار على ارتفاع 400 قدم. من جهة أخرى، دعت رابطة طياري الخطوط الجوية البريطانية إلى ملاحقة المعتدين قضائياً، فضلاً عن إقرار بتسجيل إلزامي لأصحاب الطائرات دون طيار، وملاحقتهم عند حدوث أية تعدّيات.
أما بالنسبة لمسألة تحديد موقع الطائرات دون طيار وتجنبها، فقد تمت معالجة الأمر من قبل القطاع الخاص، مع إمكانية اتخاذ الحكومة الإجراءات اللازمة. وبناء عليه، من المرجح أن يتم تجهيز هذه الطائرات بأجهزة إرسال من شأنها أن تنقل البيانات لمراقبي الحركة الجوية لتجنب أي اصطدام محتمل، كما تمكّن أجهزة الإرسال الشرطة من تتبّع المعتدين. وتم أيضاً اقتراح إنشاء سياج جغرافي حول المواقع الحساسة، يتمثل في “حاجز” إلكتروني يمنع هذه الأجهزة من الاختراق، في محاولة للوقاية من وقوع كارثة جوية لا تحمد عقباها.
(Huffington Post)