غداة الجلسة النيابية التي أقرت خلالها الرزمة الضرائبية الجديدة، وجه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل نداء إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لرد القانون الجديد بوصفه جريمة في حق الشعب اللبناني. وفي انتظار الرد الرئاسي على الاقتراح الكتائبي، لا تزال الصيفي تحذر من الارتدادات السلبية للإجراء الجديد، على الاقتصاد الهش، معولة على الرئيس عون، الذي تحرص على عدم تحميله مسؤولية ما جرى في ساحة النجمة.
ولفت وزير الاقتصاد السابق آلان حكيم عبر “المركزية” إلى “أخطاء كثيرة سجلت في الجلسة، لا سيما في عملية التصويت لأن من حق الشعب أن يعرف من كان معه ومن وقف ضده، وكان جميع الفرقاء الذين يسمون أنفسهم “فريق السلطة” ضد الضرائب، وتلطوا وراء حزب الكتائب ليقولوا إنهم أوقفوا هذه الضرائب منذ شهور، غير أنهم عادوا ووافقوا عليها، وهذا دليل إلى انعدام المسؤولية والشفافية تجاه الشعب، إضافة إلى مشكلة كبيرة مرتبكة بالثقة بمن يمثلوننا”.
واعتبر حكيم أن “من اللياقة بمكان أن يتوقف مجلس نيابي مدد لنفسه 3 مرات عن اتخاذ القرارات المهمة التي من شأنها أن تربط الدولة والحكومة والمواطن لسنوات طويلة، وإن كان موجودا”.
وردا على الكلام عن أن الضرائب الجديدة لا تطال الفقراء، أشار إلى “أنني لا أفهم كيف يجرؤ بعض النواب على التأكيد أن الضرائب لا تؤثر على الفقراء. هل يعقل أن يحذر عدد من الخبراء الاقتصاديين من تأثيرات الضرائب على الاقتصاد الوطني، ويصر بعض النواب من غير العارفين بالشؤون الاقتصادية على التمسك بنظريات خاطئة؟، علما أننا نتحدث عن مليار و200 مليون ليرة، وأن سعر الحاويات يعد الأثمن في لبنان، فهل يجوز رفع الرسوم على هذا السعر؟ وفي ما يخص الخطوات الكتائبية المقبلة على المستوى الشعبي، بعدما نفذ طلاب الكتائب تحركات واعتصامات تزامنا مع الجلسة، أعلن أن “إذا كان الناس قد سئموا، فإن ردة الفعل لا تزال موجودة، خصوصا أن كثيرا من القطاعات ستتأثر، لا سيما القطاع التربوي، وسيكون شهر أيلول ناريا، هذا إلى جانب ارتفاع الأسعار بنسبة 15 إلى 40%، والزيادة أقرت من دون جدوى اقتصادية”.
وعن البعد السياسي للقفز النيابي فوق معارضة الكتائب، شدد على “أننا اليوم في المعارضة ونعارض آلية إدارة الدولة في لبنان، ومن الطبيعي أن تشن علينا الحملات السياسية، والآخرون يحاولون استفزازنا لتسجيل مكاسب انتخابية. لكن هذا الأمر يعود للناس الذين يقع عليهم الخيار والقرار”.
وفي ما يخص النداء الذي وجهه الجميل إلى عون، وفرص الاستجابة له، أكد حكيم “أننا نتكل على الرئيس عون لأننا نعرف أنه حريص على مصلحة لبنان، وأنه غير راض عن الأداء الداخلي برمته، ولا يجوز تحميل العهد مسؤولية خيبة الأمل هذه لأنها من عمل الحكومة والسلطة السياسية، وهو غير راض عنها، بدليل ما قاله غداة الجلسة وما أكده النائب سامي الجميل في مؤتمره الصحافي أمس”.
المركزية