كل التطورات المتسارعة تشير الى ان معركة جرود عرسال آتية لا محالة حتى لو لم تُحدد الساعة الصفر، تعززها مؤشرات ميدانية تبدأ بالطيران السوري الذي يغير في شكل شبه يومي على مواقع المسلّحين في الجرود، مروراً بسحب اهالي عرسال آلياتهم الزراعية ومعدّاتهم الثقيلة والجرّافات من اراضيهم الممتدة الى الجرود كي لا تتعرّض للاصابة اثناء المعركة، وصولاً الى قرار الجيش اللبناني اقفال الحدود بين عرسال البلدة وجرودها (مع العلم ان اي بيان رسمي لم يصدر عن قيادة الجيش ينفي هذه المعلومات في وقت نفت مصادر عسكرية هذه الاجواء)، ولا تنتهي “بالتحذير الاخير” الذي وجّهه الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الى المسلّحين بمغادرة الجرود والا فلا خيار سوى المعركة.
“حزب الله” يعتبر المعركة معركته وان حدودها داخل الاراضي السورية وليس اللبنانية، لذلك سيتحرّك بحرية لحشد قواه من عناصر وعتاد من دون إحراج الدولة اللبنانية”، بحسب ما تؤكد مصادر الحزب لـ”المركزية”، مشيرةً الى “ان قرار المعركة متّخذ والبدء بها مسألة وقت لا اكثر”، لافتةً الى “ان عناصر الحزب والجيش السوري سيتحرّكون من الداخل السوري والمناطق المتداخلة حدودياً في حين ان الجيش اللبناني سيتحرّك من الجانب اللبناني، والهدف من هذا التكتيك محاصرة المسلّحين من كل الجهات ومنع تسللهم الى الداخل اللبناني”.
واستبعدت المصادر “ان تكون للمعركة تداعيات على بلدة عرسال، لان معركتنا مع المسلّحين من “جبهة النصرة” و”داعش” وليس مع المدنيين وسكّان مخيمات النازحين المنتشرة في عرسال”.
واوضحت “ان المفاوضات مع المجموعات المسلّحة قائمة لتجنّب المعركة، وهي انطلقت منذ دعوة نصرالله في اطلالته الاخيرة المسلّحين الى مغادرة الجرود لتفادي المعركة، الا ان اجواءهم سلبية، ما يعني ان المفاوضات في دائرة الفشل”.
واذ لفتت الى “ان مدة المعركة رهن التطورات الميدانية وجغرافية المواقع التي يتحصّنون فيها (التضاريس، الوديان، المغاور…)”، نفت ما يُحكى عن ان “حزب الله” ربط توقيت بدء المعركة بزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى واشنطن ولقائه الرئيس دونالد ترامب”.
واكدت المصادر “اننا على تنسيق دائم مع الجيش اللبناني لمنع اي تداعيات لمعركة الجرود على البلدات الحدودية”، كاشفةً “عن تشكيل لجنة رسمية تضمّ ضباطاً من الجيشين اللبناني والسوري لتنسيق تحرّك عناصرهما وخريطة انتشارهما لضمان نتائج معركة الجرود”.
الحجيري: وفي مؤشرات تؤكد ان ساعة الصفر باتت قريبة جداً، اشار رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لـ”المركزية” الى “ان اهالي عرسال، خصوصاً اصحاب المقالع يواصلون سحب آلياتهم ومعدّاتهم الثقيلة من المناطق القريبة من الجرود بناءً على نصيحة من الجيش اللبناني. كذلك فانه صدر قرار بمنع تحرّك النازحين السوريين من والى عرسال وخارجها”، لافتاً الى “قرار الحسم قد اتّخذ”.
واوضح “ان الحذر سيّد الموقف في البلدة ترقّباً لتطورات الساعات المقبلة”، الا انه طمأن في المقابل الى “ان وضع البلدة وكل لبنان سيتحسّن بعد الانتهاء من المعركة”.
ونفى ما يتداول عن ان الجيش اقفل الحدود بين عرسال وجرودها”، موضحاً “ان الجيش يُقيم حواجز تفتيش مشددة في الاراضي (ملكيتها تعود للاهالي) التي تفصل عرسال عن جرودها”.
واعلن الحجيري “اننا نراهن على وعي اهلنا والنازحين السوريين لتجنّب اي ردّات فعل ضد الجيش ستكون عواقبها وخيمة على عرسال والمخيمات”، كاشفاً “عن اطلاق حملة توعية في البلدة ومخيمات النازحين للحثّ على عدم القيام باعمال عدائية ضد الجيش اللبناني”.
ولم يستبعد رئيس بلدية عرسال “استمرار عودة قوافل النازحين الى الداخل السوري ولو باعداد قليلة”.
المركزية