جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الحريري يهدئ التوتر السياسي ويحتوي المناخات السلبية إزاء الجيش
الحريري عون

الحريري يهدئ التوتر السياسي ويحتوي المناخات السلبية إزاء الجيش

كمَن يسير «بين الألغام»، أخذ رئيس الحكومة سعد الحريري على عاتقه احتواء المناخات السلبية التي سادتْ في أعقاب العملية العسكرية للجيش اللبناني في عددٍ من مخيّمات عرسال وعلامات الاستفهام التي أثيرتْ حول ملابسات وفاة 4 سوريين من الذين أوقفوا فيها، وأيضاً «معركة إنهاء» وجود المجموعات العسكرية في جرود عرسال التي اعتُبرت إعلامياً بمثابة «اتُخذ القرار فيها مع وقف التنفيذ» من قِبل «حزب الله» وجيش النظام السوري.

وإذا كان هذان الملفان اللذان يربط بيْنهما عنوان ثالثٌ لا يقلّ إشكالية هو قضية النازحين السوريين في لبنان الذين رفع «حزب الله» مسألة عودتهم «عبر تنسيق حكومي مع النظام السوري» إلى مرتبة «أولوية الأولويات»، أثارا الكثير من «الغبار» السياسي وتَسبّبا بأوّل «احتكاك» بين «التيار الوطني الحر» (حزب الرئيس ميشال عون) وتيار «المستقبل» (بزعامة الحريري) وأوحيا بإمكان تعريض «بنيان» التسوية السياسية في البلاد الى «الاهتزاز» من بوابة الخلافات الاستراتيجية التي كان اتُّفق على تحييدها، فإن رئيس الحكومة باجتماعه أمس بقائد الجيش العماد جوزف عون والكلام الذي أدلى به بعد الاجتماع الذي استمع خلاله الى شرح حول ملابسات عملية عرسال ووفاة السوريين الأربعة وما يُحكى عن «عملية الجرود»، حقّق أهدافاً عدة أبرزها:

* انه ساهم في «تبريد» ملامح النقمة ضمن البيئة «السنية» على الجيش نتيجة الحملات من ناشطين مدنيين وعلى مواقع التواصل اعتبرت ان السوريين الأربعة قضوا تحت التعذيب وليس بسبب «أمراض مزمنة تفاعلت بفعل الظروف المناخية» كما أعلنت قيادة الجيش، وهو الأمر الذي من شأن ترْكه يعتمل أن يرتدّ سلباً على الحريري الذي يوفّر غطاء سياسياً – طائفياً ضرورياً للجيش للقيام بمهماته التي تتركّز في المرحلة الحالية في البيئة السنية (النازحين).

* أنه جدّد «بوليصة التأمين» السياسية للجيش ووفّر «درع حماية» له بوجه المناخ الاستقطابي الذي وجد (الجيش) نفسه فيه بعد عملية عرسال، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤثّر في الدور الذي يقوم به لجهة التصدّي للإرهاب.

* أنّه قطع الطريق على محاولاتِ تحويل هذه القضية إلى «عامل توتر» في العلاقة مع رئيس الجمهورية، ولا سيما بعد تظهير إعلام فريق «8 آذار» طلب الحريري اللقاء مع قائد الجيش على أنه «استدعاء» وأن ما يجري هو في سياق محاولة تكبيل المؤسسة العسكرية وتقييد تحركاتها ضدّ الارهابيين، وهو ما لاقاه بعض إعلام «التيار الحر» متحدثاً عن «عدم جواز أن يستدعي رئيس الحكومة موظّفاً إلا بعلم وزيره (للدفاع)»، وأن الكلمة الفصل بكل ما يعود للتدابير التي ينفذها الجيش تعود لرئيس الجمهورية، بصفته القائد الاعلى للقوات المسلّحة كما أبلغ وزير العدل سليم جريصاتي محطة «أو تي في» (التابعة للتيار الحر).

وكان لافتاً في هذا السياق «عدم ممانعة» الحريري حضور وزير الدفاع يعقوب الصراف اللقاء الذي عقده مع قائد الجيش، قبل أن يعلن من على منبر السرايا الحكومية وبحضرة الصراف والعماد عون ان «الجيش اللبناني فوق الشبهات»، متحدثاً عن محاولات «لزرع التوتّر مع الجيش وهذا أمر مرفوض، تماماً كما نرفض أي تشكيك بالتحقيق الذي يجريه الجيش (في وفاة السوريين الاربعة)»، ولافتاً الى ان «الجيش حريص في أي خطوة او عملية يقوم بها على حماية المدنيين… وهناك مَن يحاولون الاصطياد بالماء العكر وليخيّطوا بغير هالمسلّة».

وعن الكلام حول استدعائه قائد الجيش، أكد «أنني على تواصل دائم مع العماد جوزف عون، واليوم أحببتُ أن يكون اللقاء أمام الإعلام لأن هناك لغطاً ومحاولة لزرع الفتن ووضعنا في مكان لا الجيش ولا نحن كقوى سياسية فيه». وأضاف: «أن أرى قائد الجيش ووزير الدفاع أمر طبيعي كرئيس للحكومة ومَن يحاول أن يعمل منها قصة ويتحدث عن خلاف، فلا خلاف ونحن يد واحدة بوجه أي محاولة لضرب امن البلد».

وشدّد على «أن هناك تحقيقاً تجريه قيادة الجيش وسيكون شفافاً، لأن الجيش دائماً هكذا، والدعم السياسي للجيش كامل، والشارع السني أكثر شارع مع الجيش… وهناك مَن يحاول زرع الاحتقان بين الجيش والنازحين السوريين»، مضيفاً «هناك مكسب أساسي (من عملية عرسال) أنه كان ثمة 8 عبوات موجّهة للداخل اللبناني وتم رصدها وانتهينا منها… ولا شك انه حصل أيضاً ما حصل ويجري تحقيق فيه».

وإذ لفت في ما خص معركة جرود عرسال «أننا ضدّ ان يفتح (حزب الله) هذه المعركة»، شدّد على أن «من واجب الحكومة حسم مسألة جرود عرسال، وهناك دعم سياسي كامل للحسم ولكن هناك مدنيين في المخيمات والارهابيون يستعملونهم كدروع بشرية والجيش يعرف نفسه متى يدخل، من دون أذية المدنيين، وواجبنا كحكومة حماية اللبنانيين أولاً والنازحين».

 

(الراي)