أظهر بحث جديد أن مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر وغيرها، تعد أكثر من مجرد منصة لنشر الصور والمنشورات، حيث أنها من الممكن أن تُستخدم أيضا للتنبؤ بالمستقبل.ويشير البحث الذي نُشر في وقت سابق من هذا الشهر، إلى أن سلوك المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي، يشكل انعكاسا للأحداث في العالم الحقيقي، لذا أدرك الباحثون أن بإمكانهم استخدام منصات الإنترنت للتنبؤ بالمستقبل.وأجريت هذه الدراسة من قبل فريق العمل في المختبر الوطني شمال غرب المحيط الهادئ، في واشنطن، وهو مختبر أبحاث وزارة الطاقة (DOE)، بالتعاون مع جامعة واشنطن، حيث اعتمد البحث على الدراسات الموجودة، مع الإشارة إلى أمثلة على حالات التنبؤ الناجحة والفاشلة للأحداث المستقبلية، باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.وأوضح الباحثون أن النتائج كانت إيجابية إلى حد كبير.ويقول التقرير: “إذا كان مستخدمو المواقع الاجتماعية يتفاعلون مع الأحداث العالمية، ويتحدثون عنها، فقد يتصور المرء أن المستخدمين يتحدثون أيضا عن الأحداث التي يتوقعون حدوثها في المستقبل، وهذا يثير احتمالا واردا بأن بيانات المواقع قد تكون مفيدة للتنبؤ بالأمور التي لم تحدث بعد”.ويغطي البحث المؤلف من 55 صفحة، مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك نتائج الانتخابات والتقلبات في سوق الأوراق المالية، وتفشي الأمراض وكذلك الكشف عن غيرها من التهديدات المحتملة، مثل الكوارث الطبيعية والأحداث الأمنية، بالإضافة إلى الانتفاضات السياسية.وشملت الأمثلة المذكورة في الدراسة أيضا، مظاهرات الربيع العربي في الشرق الأوسط عام 2011، فبعد متابعة محتوى تويتر، تمكن الباحثون من الكشف عن احتجاجات الربيع العربي في مصر، والتنبؤ بها خلال فترة زمنية مدتها 3 أيام، وفقا لما ذكره التقرير.وذكرت الدراسة أيضا مجموعة منفصلة من التنبؤات، تستند إلى بيانات مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أجريت بدقة كبيرة، وخاصة فيما يتعلق بالاحتجاجات وأعمال الشغب والاضطرابات الأهلية، في أمريكا اللاتينية.ومع ذلك، لا يمكن توقع كل موضوع ببساطة عن طريق مراقبة سلوك مستخدمي المواقع الاجتماعية. وتضمنت الأمثلة غير الناجحة، محاولة التنبؤ بنتائج مباريات كأس العالم 2014، باستخدام بيانات تويتر.ولكن تشير الدراسة إلى أن النتائج المتكررة والواعدة، تحفز الباحثين لبذل المزيد من الجهد، في محاولة التنبؤ بالمستقبل.