اوضَحت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية» أنّ لقاء معراب بين جعجع والحريري أكّد على متانة العلاقة التي تجمع الحريري وجعجع «في ظلّ حِرصهما على التلاقي بشكل دوري من أجل تنسيق المواقف والخطوات في كلّ مرحلة تبعاً للاستحقاقات المطروحة».
ولفتت الى انّ اللقاء «جاء في مرحلة فاصلة بين محطتين: محطة إنجاز قانون الانتخاب، وهو إنجاز استثنائي يصبّ في خانة العهد والحكومة ويُزخِّم الحياة السياسية ويُحصِّن الاستقرار، ومحطة التفرّغ للمسائل الاقتصادية والاجتماعية والحياتية التي لها صلة بحياة الناس ومعيشتهم وتُشكّل الأولوية بالنسبة إليهم.
وقد شكّلَ هذا الموضوع تتمة موضوعية للنقاش الذي دار في اللقاء التشاوري، حيث أكّد جعجع للحريري أنّ ما حصل على المستوى السياسي في أقلّ من سنة مهم جداً لجهة انتخاب رئيس جديد ممثّل لبيئته، وتشكيل حكومة متوازنة، وإقرار قانون جديد للانتخاب، وطيّ الصفحة الخلافية داخل المؤسسات التي كانت تُعطّل عملها، والانتقال الى مرحلة جديدة من التعاون والإنتاجية، وبالتالي كلّ هذا المسار أدّى إلى تحصين الاستقرار السياسي، الأمر الذي يتطلب العملَ من الآن فصاعداً على تحصين الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، لأنّ لا استقرار سياسياً من دون ارتياح اقتصادي، والعكس صحيح.
واعتبَر جعجع انّ الفرصة مؤاتية لتحقيق انتظارات الناس ومطالبهم تأسيساً على التوافق السياسي القائم والإجماع على ضرورة تجنّبِ الملفات التي تحتاج إلى أشهر من اللقاءات ومن دون ايّ نتيجة ربّما، فيما لولا تضافُر عوامل عدة داخلية لكان استحالَ إقرار قانون انتخاب جديد شكّلَ فرصة لتصحيح الخلل التمثيلي تطبيقاً لاتفاق الطائف.
ونوَّه جعجع بدور الحريري في الوصول إلى قانون جديد، كذلك نوَّه بالتعاون القائم بين الرئاسات والمؤسسات، وبآليات النقاش التي تقود إلى حلول على غرار ملف الكهرباء الذي دعا إلى بتِّه سريعاً على قاعدة الشفافية وتوسيع الخيارات وتأمين الكهرباء 24/24 بأكثر سرعة وأقلّ كلفة على المواطن والدولة.
وأكّدت المصادر انّ جعجع «تَقصّدَ الكلام عن العناوين التي تَجمعه بالحريري بدءاً من مشروع الدولة وحصرية السلاح داخلها إلى دور لبنان، وما بينهما الالتزام بالمرجعيات العربية والدولية، وذلك للدلالة على التفاهم السياسي الكبير الذي يجمعهما والذي تتحوّل معه الانتخابات إلى حلقة من حلقات هذا التفاهم، إلّا أنّه من المبكر جداً الكلام عن تحالفات انتخابية ودوائر وترشيحات في وقتٍ ينصرف كلّ فريق إلى تهيئة ماكيناته الداخلية، وفي ظلّ قناعة انّ الفترة الفاصلة عن تحوّلِ لبنان إلى ماكينة انتخابية يجب ان تتكلّل بإنجازات حياتية تستجيب لحاجات الناس وتطلّعاتهم».
وعلى رغم أولوية الملفات الداخلية وأهمّيتها، لم تحُل مناسبة اللقاء دون مقاربة قضايا المنطقة وتشعّباتها وكيفية مواصلة تحييد لبنان بالاتكاء على التفهّم الدولي والعربي للوضع اللبناني وضرورة الحفاظ على استقراره وتحصينه».
(الجمهورية)