مهما كانت المبرّرات، ها هو السلاح المتفلّت يضيف إلى لائحة ضحاياه إسماً جديداً قُتل بدمٍ بارد. مارون نهرا إبن الـ47 عاماً من عين الدلب الجنوبية يُضاف الى 10 ضحايا سبقوه أخيراً بالطريقة نفسها، حيث أردته 3 رصاصات من مسدس حربي في مجدليون أمس. أما القاتل وليد عبيد (1991) من قب الياس ويقطن مجدليون، فقد برّر دوافع جريمته بأنها أخلاقية، وفرّ بعد ارتكابها في ظلّ ردود فعل صيداوية مندِّدة، فيما أوقفت القوى الأمنية والدَي القاتل، واعترفت الوالدة بأنّ ابنها اكتشف وجودَ علاقة عاطفية بينها وبين مارون.
وفي التفاصيل، أنّ شاباً كان يقود سيارة «مرسيدس» فضية اللون تحمل الرقم 116518/ص، تبيّن لاحقاً أنه القاتل، أطلق النار من مسدس حربي بإتجاه مارون وهو يقود سيارته من نوع «ميتسوبيشي».
وفي المعلومات، أنّ الجاني تقدّم من الضحية وتحدّث معها، ومن ثم بادر الى إطلاق النار من مسدسه قبل أن يفرّ صعوداً في إتجاه الصالحية، حيث أصابه بـ3 رصاصات في صدره ورأسه وبطنه، وقد صودف مرور سيارة لقوى الأمن الداخلي وقت حصول إطلاق النار، ففتحت تحقيقاً وتمكّنت بسرعة قياسية من خلال كاميرات المراقبة وهاتف مارون من التعرّف إلى القاتل وأسباب الجريمة ودوافعها التي تبيّن أنها أخلاقية وليست سياسية.
وبعد التحقّق من ملكيّة لوحة سيارة «المرسيدس»، تبيّن أنها تعود للفلسطيني خليل حسن حمد، ومن خلال هذا الخيط وبعد الاستماع الى إفادته، تمكنت قوى الأمن الداخلي من تحديد مرتكب الجريمة، فدهمت منزله بإشارة من النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان، وإذ كان لا يزال متوارياً، أوقِف كل من والديه أحمد ع. وأكابر ق. على ذمّة التحقيق.
وقالت مصادر أمنية لـ«الجمهورية» إن «خلفيات الجريمة أخلاقية بعدما اكتشف القاتل وجود علاقة بين والدته والمجني عليه، وتمّ كشف هويّة الجاني ودوافع الجريمة من خلال آخر مكالمات تلقّاها نهرا قبل مقتله، من بينها رقم قاتله.
وبناءً عليه أوقفت القوى الأمنية في صيدا شخصاً مشتبَهاً به في هذه القضية، وهو مؤهّل في قوى الأمن الداخلي الى جانب والدة الجاني ووالده، وتبيّن أنه قريب القاتل وصاحب السيارة التي تبيّن أنّ الأخير كان قد استخدم لوحة مزوّرة عليها، وبالتالي لا علاقة لحمد فيها».
وفي السياق، زارت النائب بهية الحريري بلدة عين الدلب وقدّمت التعازي الى عائلة نهرا في كنيسة مار باسيليوس مستنكرة الجريمة، واعتبرت في بيان أنّ «هذه الجريمة النكراء تطرح مجدّداً مشكلة السلاح المتفلّت والذي نرى ونسمع كلّ يوم فصلاً جديداً من فصول جرائمه المتنقلة، وما يتسبّب به من ضحايا وآلام للعائلات ويعزّز لدى المواطنين القلق من تنامي هذه الظاهرة المستشرِية في مجتمعنا»، مطالبةً بـ«وضع حدٍّ لها».
وأشادت بـ«سرعة كشف القوى الأمنية لملابسات الجريمة وهويّة القاتل»، ودعتهم الى «العمل سريعاً على توقيفه وتقديمه للعدالة لينال القصاص المناسب».
بدوره، لفت رئيس لجنة حقوق الإنسان النائب ميشال موسى إلى أنه «مرةً أخرى نشهد على جريمة بالسلاح المتفلّت، فبشكلٍ وحشي ووقح اغتيل مارون نهرا على الطريق العام وبدمٍ بارد». ورأى أنه «آن الأوان للتصدّي لهذه الجرائم على مختلف المستويات لمكافحة هذه الآفة»، طالباً من «السلطات الأمنية الإسراع في كشف القاتل وإنزال أشدّ العقوبات فيه».
(الجمهورية)