تحت شعار “لنعمل معاً على إظهار صورة مدينة طرابلس بالشكل الحضاري اللائق الذي تستحقه”،أطلق توفيق دبوسي رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي نداء للرأي العام الرسمي والشعبي في مدينة طرابلس للعمل على ” تنظيم حملة إزالة المخالفات والتعديات وكل المشاهد العامة غير المألوفة التي بلغت درجة الإعتياد بحيث نجد مبنىً مخالف يقضم من الطريق العام وآخر هناك غير مطابق لمواصفات التنظيم المدني، وإقتطاع لجزء من الشارع العام أوحتى رصيف المشاة لمواقف السيارات أو لبسطات الفاكهة والخضار والثياب، وإستعمال الجدران العامة للصق الإعلانات والصور هذا إضافة إلى مشاهد الجدران المطلية بالعبارات والصور والرسوم والأشكال بحيث لا تترك منطقة أو زاوية إلا ويتم إملائها بالشعارات والملصقات”.
ورأى دبوسي أن درجة المخالفات والتعديات ” تتعاظم لتشمل كافة الأمكنة وفي مقدمتها التعدي على الأملاك العامة بشكل كلّي أو جزئي، فلا تترك مجالاً للمواطنين ولا حتى للسلطة العامة بالتصرّف أو التنقّل في هذه الأملاك، يضاف اليها إحتلال الساحات العامة والمكوث فيها وشغلها للسكن والإستعمال المتماديين، وأن كلّ هذه المظاهر المؤذية ” تطرح مشكلة كبيرة وعميقة الأثر في مجتمعنا إذ يبدو أنها أصبحت عادة متأصّلة وأصبحنا معتادين عليها إلى درجة أننا نمرّ عليها مرور الكرام ولا تساعد على إظهار الصورة الجمالية لمدينة تمتاز بأصالتها وحضارتها التاريخية المميزة “.
ولفت دبوسي الى أن كل مظاهر التعدي ” تدفعنا الى إعتبارها نتاجاً لحالة متجذّرة وقديمة وتنم عن سوء تعامل مع الممتلكات العامة حتى غدت ظاهرة مرضية مزمنة في الوقت الذي من حق السلطات التصرّف وإستعمال كافة الوسائل لحماية تلك الأملاك. ومن الغريب الإمتناع، لسبب أو لآخر، عن حماية تلك الأملاك أو إزالة التعدّيات عليها بعد حصولها، إضافة الى أن القوانين الزجرية لم تغفل الإشارة الى معاقبة كلّ مَن أقدم على تخريب الساحات والطرق العامة أو سدّ الطريق من دون رادع بوضعه عليها أي شيء يمنع حرية المرور وسلامته”.
وتابع دبوسي قائلاً: لعل هناك عوامل نفسية تقليدية متوارثة ومستمرة في النظر إلى الأملاك العامة كأملاك يمكن التصرف أو التعدّي عليها، أو في أحسن الأحوال الإستهتار بها بالرغم من حرص الجمهور على لزومية إحترام الملكية الخاصة، وربما يمكننا إرجاع هذه العوامل النفسية الى رغبة الإنتقام من القوانين وخاصة من قبل الشرائح الإجتماعية المحبطة إقتصادياً أو إجتماعياً”.
وناشد دبوسي متطوعون من الشباب والنشطاء، ومؤسسات المجتمع المدني، والجمعيات الاهلية في المدينة، “المشاركة الى إطلاق أوسع حملة صديقة للبيئة في طرابلس بإزالة الملصقات التي تشوه الجدران، والأعمدة وواجهات المباني بالشوارع، والميادين الرئيسة بالمدينة، والتي تسيء للمظهر العام وجمالية المكان، وطلاء الاشجار، وتوزيع أكياس على سائقي المركبات، للحد من رمي الأوساخ والمخلفات بالطرق العامة لا سيما في نهر أبي علي”.
وشدد دبوسي على ضرورة الإسراع في تحويل كل الأراضي ذات المساحات الشاسعة التي تتواجد تحت مشروع الطريق الدائري الغربي لمدينة طرابلس الذي يربط مناطق الميناء وطرابلس والبداوي، الى حدائق عامة وتجميل كافة الوسطيات وتشجيرها وبالتالي العمل على إزالة كل انواع الخردوات التي تتجمع على جانبي الطرق المؤدية الى مرفأ طرابلس وبجانب عقارات مقر سكة الحديد”.
وختم دبوسي داعياً كل المراجع السلطوية والسياسية والأمنية وكافة المهتمين بالخير العام في طرابلس الى أن تتضافر جهودهم المشتركة من أجل التضامن مع “حملة إظهار صورة مدينة طرابلس بالشكل الحضاري اللائق الذي تستحقه” بهدف نشر مفاهيم التنمية المستدامة لبناء مجتمع متطور ومتقدم إنسانياً، إقتصادياً، إجتماعياً، وسياسياً”.