نظم المجلس الثقافي للبنان الشمالي ومركز العزم الثقافي ندوة حول كتاب “الإسلام في شعر المسيحيين” لمؤلفه الكاتب والمخرج المسرحي فارس يواكيم في “بيت الفن” في الميناء.
وحضر الندوة الدكتور سابا زريق رئيس الهيئة الإدارية ل “مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية”، عميد كلية التربية في جامعة الجنان الدكتور أحمد العلمي، الدكتور الشاعر محمود عثمان،الدكتور الأديب نزيه كبارة،الدكتور الشيخ ماجد الدرويش ، سابا دورة ممثلا الإقتصادي انطوان حبيب،جميل عبود ممسؤول التيار الوطني الحر في الميناء،الأمين في الحزب السوري القومي الإجتماعي زهير حكم،أمين عام منتدى الحوار الوطني الديمقراطي عبد الله خالد،وحشد من الأساتذة الجامعيين والكتاب ومهتمين.
منجّد
وأدار الندوة رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد وألقى كلمة عرّف في مستهلها بالكاتب فارس يواكيم وتفرغه منذ العام 1970 للتاليف الدرامي في المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة في لبنان وبعض الدول العربية ،إضافة إلى فرنسا وألمانيا، ومشاركة العديد من كبار الفنانين اللبنانيين والعرب ببطولة مسرحياته ومنهم حسن علاء الدين(شوشو) في مسرحية “أخ يا بلدنا”، صباح في المسرحية الغنائية “الفنون جنون”، الفنان الإيمائي فائق حميصي في “كرامبول”، كما كتب سيناريو 7 أفلام روائية ومسرحيات ومسلسلات درامية وكتب للأطفال وأفلام وثائقية وله مؤلفات وكتب بالعربية والفرنسية والألمانية.
وأشار منجّد إلى ” أجواء الألفة والتعايش والمشاركة بين أبناء طرابلس على مختلف إنتماءاتهم ومذاهبهم،وحفاظهم على أماكن العبادة من كنائس ومساجد في مدينتهم ومنع التعرض إليها في أحلك الظروف الأمنية الصعبة التي مرت على لبنان، منوها ب ” التزاور” بين أبناء الطوائف في طرابلس خلال المناسبات الدينية والإجتماعية وبتبادل الأطعمة وما يعرف ب” السكبة” أثناء فترات الصيام لدى المسلمين والمسيحيين.وتوقف عند أبرز الأبيات الشعرية لشاعر الفيحاء سابا زريق في قصائده التي يتناول فيها العلاقات بين أبناء طرابلس على مختلف إنتماءاتهم وعائلاتهم الروحية.
ضناوي
وتحدث الدكتور سعدي ضناوي أمين سر المجلس الثقافي للبنان الشمالي مشيرا إلى أن المؤلف تناول ثلاثين شاعرا عاشوا معظم حياتهم في النصف الأول من القرن العشرين ،حيث قام المؤلف بذكر لمحة وافية عن حياة كل منهم ،وأبرز ما جاء في اشعارهم من عبارات مستوحاة من آيات قرآنية وأحاديث نبوية أو أفكار ذات صلة بحياة المسلمين وتراثهم .
وميّز بين الشعراء الذين عاشوا في الفترة العثمانية أو خلال عهد الإنتداب ،وتوقف عند شعراء عصر النهضة الذي تميز بإنبعاث القومية العربية التي أيقظت الحث القومي العربي وإستعار النضال على كل المستويات السياسية والعسكرية والفكرية والأدبية.
وقال:كان للشعر والصحافة دور كبير ساهم فيه الشعراء والأدباء النصارى بنصيب لافت ،فحلم النصارى كان عودة الدولة العربية، فالتاريخ اثبت أن الدولة الإسلامية العربية إحتضنت المسيحية ومنحتها الأمان والحرية في التفكير والممارسة ، فكان أبناؤها عربا كالمسلمين وسطّروا في ذلك مناقب وآثارا ،أكّد إيمانهم بالعروبة مما إقتضى منهم البحث عم مقوماتها فوجدوا في مقدمتها التآخي الإسلامي المسيحي.
وتوقف ضناوي عند محطات عدة لدى الشعراء المسيحيين ومنها الأخوّة، العروبة الموحدة ،العروبة والجهاد، العروبة والإسلام ، العروبة والكتاب المبين، وأشار إلى أبرز الابيات الشعرية التي وردت في قصائدهم والتي تتناول الموضوعات المذكورة.
عطية
كما تحدث الدكتور عاطف عطية رئيس اللجنة الثقافية في المجلس الثقافي للبنان الشمالي فقال: ما يميّز فارس يواكيم هو تنوع إهتماماته الفنّية من الكتابة الإذاعية ‘لى التلفزيونية والمسرحية والتأليف والترجمة ،وكتابه” الإسلام في شعر المسيحيين” يتناول بعض ما كتبه شعراء عرب مسيحيون في الإسلام ،وقد جاء الكتاب بمثابة معجم مركب على الأحرف الألفبائية ،ويتناول سيرة ثلاثين شاعرا نكاد لا نعرف عن شعرهم شيئا في هذا الخصوص إلآ ما صدحت به فيروز في “غنّيت مكة” وما غنّاه وديع الصافي من شعر جورج رجي الذي إستوحى الكلمات من آيات قرآنية منها أغنية” الله قادر” و”مجد الرحمن”.
وتابع: ان القصائد الواردة في الكتاب تشي بمعرفة وثيقة بالإسلام من العرب المسيحيين المتنورين وقد وصل الأمر بأحدهم وهو الشاعر حليم دموس أن نظم قصيدة من 114 رباعية تتوافق مع عدد سور القرآن الكريم وأسمى كلا منها بإسم السورة القرآنية ،وهذا ولا شك عمل فريد ،وإن دلّ ذلك على شيء فهو يدل على نهل الشعراء العرب، مسيحييهم ومسلميهم من منهل الثقافة العربية الإسلامية الموروثة والمزاد عليها بلسان عربي مبين أتقنه المثقفون العرب على إختلاف إنتماءاتهم الدينية ،بإعتباره لسانهم ووعاء أفكارهم.
يواكيم
ثم كانت مداخلة للكاتب يواكيم أثنى فيها على كلمات المنتدين ،شاكرا للمجلس الثقافي للبنان الشمالي ومركز العزم الثقافي على إتاحة الفرصة له للحضور إلى طرابلس بمناسبة صدور كتابه الجديد وقال:الهدف من هذا الكتاب والدافع إليه هو التأكيد ان الإنسان عدو ما يجهل ورغبت ان يتعرف الناس على الشعراء وعلى قصائدهم وموضوعاتها.
ثم وقع يواكيم مؤلفه للحضور، كما تسلّم لوحة تشكيلية من الفنان بلال الحلوة .