لم يعد يخفى على أحد أن موهبة الفنانة وملكة الجمال السابقة نادين نسيب نجيم في قمة تفوقها، حيث زرعت على مدار سنوات ماضية وعلى ما يبدو فإن موعد الحصاد قد حان في هذا الموسم الرمضاني عبر تقديمها شخصية “عليا” الأرملة التي تعيش في كندا، والتي فقدت زوجها فأتت برفقة ابنها لاتمام مراسيم الدفن في لبنان، وتحديداً في منطقة “الهيبة” الخاضعة لسيطرة شقيق زوجها “جبل” وعشيرته، لتنصدم بواقع لم تكن تعلم عنه شيئاً.
نادين قدمت دورها بنجاح وحصدت علامة الامتياز من خلال أدائها الرصين الهادىء الطبيعي البعيد عن التصنع، فأعطت كل مشهد حقه من الحزن إلى الفرح والبكاء والقهر والعذاب دون المبالغة في ردات فعلها كسيدة عربية- كندية.
كاتب العمل هوزان عكو ومعه شركة الصباح دخلا السباق الرمضاني في عمل بعيد عن كل التوقعات، عبر قصة جديدة لم يسبق أن تمت معالجتها في عمل درامي سابق، وكان اختيار نادين نسيب نجيم هو الخيار الأمثل لهذه التجربة الرائدة، إلى جانب الممثل السوري تيم حسن الذي عرف كيف يرتدي شخصية “جبل”من حيث المظهر والملبس والتصرفات، مع التحفظ على لكنته، إذ إنه يتحدث بعكس أولاد عمه والعشيرة في المسلسل، الأمر الذي لفت المشاهدين.
وربما كان يجب على فريق المسلسل إعطاؤه دروسا في اللهجة البعلبكية اللبنانية، بدلا من لهجته السورية المنمقة في بعض الأحيان والتي لا تشبه إلى حد بعيد لهجة وطريقة كلام رئيس عصابة أو عشيرة ولد وعاش وكبر في تلك المنطقة، خصوصا أن تيم سبق أن قدم ادواراً باللهجة المصرية، فكان على صناع العمل أن يقنعوه بتقديم دوره في “الهيبة” باللهجة اللبنانية من دون اضطرارهم لخلق قصة أن والده اللبناني تزوج من سيدة سورية فأتت لهجة أولاده سورية.
في الختام، لا بد من الاعتراف بحقيقة تفوق “الهيبة” في رمضان بفضل عناصره المكتملة من حيث الكاستينغ الجيد، إلى القصة والإخراج والإنتاج، ليكون الحصان الرابح في الماراثون الرمضاني حتى الآن.
(فوشيا)