جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / اللواء عثمان: مستمرون في مواجهة الظلم وقهرِ الظالمين
اللواء عثمان

اللواء عثمان: مستمرون في مواجهة الظلم وقهرِ الظالمين

أصدر المدير العامّ لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان أمرًا عامًّا لمناسبة عيد قوى الأمن الداخلي الـ “156” جاء فيه:
“يحل العيد السادس و الخمسون بعد المئة لمؤسستنا التي كان لنا، هذا العام، شرف استلام شعلة مسؤوليتها من خير خلفٍ بدأ مسيرة إصلاح و تطوير، راجين استكمالها.

يا رجال قوى الأمن الداخلي,
نعم يا رجال الأمن، وذلك ليس فيه نكران أو نقصان لدور العنصر النسائي في قوى الأمن الداخلي، بل أداؤهنّ يوازي أداء الرجال.أنتم من ينير شُعلة الأمن على مدى أكثر من قرن ونصف، وبِحرصِكم على بقاء هذه الشّعلة مُشعةً ستصل قوى الأمن الداخلي إلى قمة مبتغاها في العمل والأداء.أنتم من تضحون في سبيل حصول كل مواطن أو مقيم أو سائح أو زائر وغيرهم , على الأمان والطمأنينة في هذا البلد الذي تحيطه أخطر التهديدات. فلم يبق خافياً على أحد الوضع الذي تعيشه منطقتنا والجوار العربي بل بعض دول الغرب، فالعنف والإرهاب يهددان من كل ناح وصوب، وناقوس الخطر يقرع أبوابنا والنار تتسلل الينا دولةً بعد أخرى.وواجبكم يحتّم عليكم القيام بما يضمن تحييد بلدنا عن هذه المخاطر ليبقى بمنأى عن الصراعات الدائرة في محيطه.وعليكم أن تكونوا على أهبة الاستعداد الدائم للتصدي لأي تهديد أو خطر قد يزعزع الأمن والاستقرار.لقد أناط بكم القانون مهاماً عظاماً محصّلتها تصب في مصلحة إزدهار بلدنا على جميع الصعد , فالحفاظ على الأمن وحماية الأشخاص والممتلكات وتأمين الراحة العامة وحماية الحريات وتنفيذ القوانين وتأمين السير وحراسة السجون وحماية المؤسسات والإدارات العامة وغيرها من مهام , كل ذلك من شأنه أن يضع الأمور في نصابها .وثمرة ذلك تكون في ترسيخ الأمن بكل معانيه وتشعباته , من أمن أجتماعي وأمن قومي وأمن إقتصادي وأمن سياحي وغير ذلك , فكل شيئ مرتبط بالأمن ومسؤولياتكم كبيرة وحساسة ودقيقة .أما في الجريمة وعلى إختلاف أنواعها , كالقتل والسرقة والمخدرات فقد أصبحت أكثر تطوراً في ظل التطور التكنولوجي وسهولة التنقل والتواصل , ومكافحتها تطلب منكم جهداً كبيراً كما الإرهاب .أما إنجازاتكم , فيشهد لها القاصي والداني , فأنتم إستطعتم توقيف أخطر المطلوبين وتعطيل أعمال إرهابية وإجرامية قبل حصولها , كما أمطتم اللثام عن جرائم وتفجيرات وعمليات إرهابية حصلت وكشفتم ملابساتها بدقة وسرعة وإتقان .

يا رجال الأمن ,

لكي تحافظوا على هذا المستوى المتقدم من المهنية والحرفية , عليكم أن تستمروا وتصمموا على النجاح الدائم , فلا تتوقفوا عن التعلم والتدريب في جميع النواحي” جسدياً ,عقلياً ومهنياً ” لرفع قدراتكم وتعميق ثقافتكم على مختلف الصعد , وهذا ما يغنيكم ويثري مؤسستكم بكم ويمنحها مناعةً لمواجهة المؤثرات السلبية فيها .ولا تنسوا القَسم الذي أقسمتموه دائماً , واحرصوا على صون شرفكم العسكري وإستخدام السلطة التي أعطاكم إياها القانون في سبيل الواجب , وحصّنوا أنفسكم في وجه جميع المغريات, فالمناعة الشخصية هي أول خط دفاع في وجه الفساد وما ينبثق منه من تخاذل ومحسوبيات ورشاوى إلى التغاضي عن تطبيقِ الأنظمةِ والتعليماتِ أو إساءةِ استعمالِ القانونِ وانتهاكِ حرمتِه، وما يدخلُ في قائمة ذلك. فمبدأُ الثوابِ والعقابِ هو الأساسُ؛ ومَن أحسنَ عملَه واندفعَ في أداءِ واجباتِه كوفِئ؛ ومَن أخطأَ، تلكّأَ واعتادَ الانحرافَ في داخلِ المؤسّسةِ حوسبَ وعوقبَ؛ فقياسُ المجهودِ والأعمالِ بميزانِ النزاهةِ هو معيارُ العدالة.نعيشُ همومَكم، ونُحسُّ بضيقِ الحالِ المادّي الذي يؤرقُكم، ووعدي لكم، أن أحاولَ تأمينَ المواردِ اللازمةِ؛ لتحسينِ مستوى معيشتِكم، وتعزيزِ رفاهيّتِكم العائلية، والعبرةُ بالمحاولةِ، وإن شاءَ اللهُ، النتيجةُ ستؤول إلى ما يرضيكم، وهذا حقُّكُم؛ فهذا الجانبُ يُعزّزُ ثقتكُم بأنفسِكم، فقوموا بواجباتِكم، وأنجزوا مهامَّكم بفكرٍ متوقّدٍ، وتركيزٍ عميقٍ، لا يتأثّران بمتطلّباتِ الحياةِ اليوميةِ.
أيُّها الزملاء , ضباطاً ورتباءَ وأفراداً
نحنُ مؤسّسةٌ لا تنسى شهداءَها، فأهلُهم أهلُنا، ومن خلالِ تضحياتِهم على مذبحِ الوطنِ، وارتقائِهم إلى جنّاتِ الخُلدِ، وشموخِهم كأرزِ لبنان؛ أعطوا حيث يعزُّ العطاءُ. لقد علّمونا معنى التفاني، ومنهم استلهمْنا أبجديةَ التضحيةِ، ونحن نعاهدُهم بأنَّنا على نهجِ الشهادةِ باقون، وعلى رأسِ مسيرةِ مكافحةِ الجريمةِ والإرهابِ سَنَكون؛ فدماؤهم التي سُكبَت رَوَت جذورَ مؤسّستِنا، وزادتْها صلابةً، وغدَت مصدرَ عزّتِها وفخرِها.أعدُكم أنّ الساحاتِ لن تُخلى للخارجين على القانونِ – المُفسِدين على أنواعِهم – ونحنُ مستمرّون في مواجهةِ الظلمِ، وقهرِ الظالمين، وردعِ المعتَدين، في سبيلِ إحقاقِ الحقِّ، ونحن على استعدادٍ لتقديمِ التضحياتِ كلِّها، مهما غَلَت.وانطلاقًا من فكرةِ أنَّ كلَّ مواطنٍ خفيرٌ، اعلموا أنَّ كلَّ مواطنٍ هوَ شريكٌ لقوى الأمنِ في تعميمِ ثقافةٍ أمنيةٍ اجتماعيةٍ حضارية، من خلالِ تطويرِ مفهومِ الشرطةِ المجتمعية، وتوسيعِه؛ ليشملَ كاملَ المراكزِ الأمنيةِ للقطعاتِ الإقليمية على مساحةِ الوطنِ، وتحويلِ الفصائلِ والمخافرِ جميعِها، إلى فصائلَ نموذجيةٍ عصريةٍ، تقدّمُ المثلَ في التعاونِ بين المجتمعِ المحلّيِّ وفصائلِ قوى الأمنِ؛ في سبيلِ حفظِ الأمنِ والنظام، واستباقِ الأحداثِ، وحلِّ العديدِ من الإشكالاتِ؛ نتيجةً للثقةِ والتقاربِ مع المحيطِ. وذلك، قبل تفاقمِها، وتحوّلها إلى جرائمَ وأفعالٍ جنائيةٍ يعاقبُ عليها القانون.

عشتُم، عاشَت قوى الأمن الداخلي، عاشَ لبنان.”