خلال لقاء السادة عبد الرزاق الحجة، عبد المنعم عدرة والدكتور رفعت حلّاب بالرئيس دبوسي وجولتهم في رحاب غرفة طرابلس ولبنان الشمالي.
عبد المنعم عدرة:” :” الحق أقول إنني وإخواني فوجئنا كثيراً بهذا التقدم الهائل الذي لم يكن ليحصل لو لم يكن وراءه رجلاً مقداماً جريئاً قادراً واعياً فاهماً محباً لمدينته ووطنه ومؤمناً بالمستقبل، في الحقيقة نحن نفتخر بالرئيس دبوسي ونشد على أياديه وندعو له الله تعالى أن يديم عليه الصحة وطول العمر ونقول له من كل قلوبنا أن مدينتك بحاجة اليك والوطن على كل المستويات”.
********
تمحور اللقاء الذي ضم توفيق دبوسي، رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، والسادة: عبد الرزاق الحجة، عبد المنعم عدرة والدكتور رفعت حلّاب، حول المرتكزات الأساسية للقراءة الإستراتيجية للواقع الإقتصادي والإجتماعي اللبناني، ودور غرفة طرابلس ولبنان الشمالي في تنمية وتطوير وتحديث مجتمع الأعمال عبر سلة مشاريع تتسم بطابع الديمومة والإستمرارية والمواكبة ، ومدى مطابقة القراءة المشتركة للحكومة اللبنانية وغرفة الشمال والمقاربة القائلة بأن طرابلس ومن خلال مقومات القوة التي تمتلكها عبر مرافقها العامة وحيوية مؤسسات القطاع الخاص فيها، هي مصدر إهتمام غير مسبوق على المستويات الوطنية والعربية والدولية، بحيث أن لدولة الرئيس سعد الحريري “قناعة راسخة أن طرابلس باتت حاجة لبنانية وان لبنان حاجة للمنطقة وللمجتمع الدولي بكافة مكوناته من الشرق الى الغرب”
وهذا ما يدفعني الى الإشارة تابع الرئيس دبوسي قائلاً :” إن المبادرات التي تأتي من جانب دولة الصين الشعبية بإتجاه طرابلس خصوصاً قد لمستها من خلال لقاء جرى بيني وبين سعادة السفير الصيني في لبنان بناء على دعوة كريمة منه وتم التوافق على الإستفادة القصوى من الخبرات الصينية المتقدمة للشروع بإجراء مسوحات شاملة يمكن الإعتماد على نتائجها وتساعد على الكشف على الإحتياجات الإستراتيجية للبنان عموماً ولطرابلس خصوصاً بإعتبارها من المنظار الصيني حلقة وصل أساسية على طريق الحرير إضافة الى الإهتمام الإستثنائي بطرابلس وبمكانتها وموقعها الإستراتيجي الجاذب وتجلى مؤخراً بزيارة لوفد أوروبي ضم أكثر من(13) ثلاثة عشر سفيراً لدول أوروبية متعددة وعلى رأسهم رئيسة بعثة المفوضية الأوروبية السفيرة كريستينا لاسن ووفود ديبلوماسية وإقتصادية اخرى وعرضنا على البنك الدولي أن نوفر له مكتباً معتمدا له في مقر غرفة طرابلس ولبنان الشمالي لنعمل معا في مناخ من التعاون والشراكة على تعزيز بيئة الأعمال والإستثمارات في مدينتنا ومنطقتنا كما لمسنا رغبة جامحة لدى عدد من كبار رجال الأعمال الأوستراليين من اصول لبنانية متواجدين في بلدان الإنتشار للقيام معنا بمشاريع إستثمارية”.
ولفت دبوسي:”لكن لنكن واقعيين فنحن مدركين تماماً لحجم التحديات الإقتصادية والإجتماعية والديمغرافية والسياسية والأمنية المتزايدة بالرغم من تضافر جهود الحكم والمجتمع الدولي والمدني للتخفيف من حجم الضغوطات على لبنان من جراء تأثيرات الأزمة السورية ومع ذلك فإننا أمام فرصة تشغيلية واقعية يتم فيها الإلتفات الى إعداد خطط وبرامج لتدريب الأيدي العاملة اللبنانية والسورية والفلسطينية ورفدها في المشاريع الكبرى لا سيما تلك المتعلقة بورش إقامة البنى التحتية في كل المرافق وكافة المجالات وإننا نرى ان لدولتنا مصلحة أكيدة ومباشرة في إطلاق المشاريع ونراها عملية إستثمارية تعود بالنفع على ماليتها العامة وفي نفس السياق عامل إستقرار ومنطلق يساعد في المستقبل الداهم على تدعيم ركائز إعتبار طرابلس منصة لإعادة الإعمار في سوريا والعراق وكل هذا يستدعي تضافر جهود أصحاب الإرادات الطيبة لدى القطاعين العام والخاص لإغتنام هذا الزخم الدولي الجماعي لنعمل جميعنا على توفير كافة عوامل الإستقرار والتقدم والإزدهار”.
ومن ثم إنتقل الجميع في جولة على مختلف مشاريع غرفة طرابلس وتوقفوا أمام مشاريع الإبداع والإبتكار لرواد الأعمال الشباب التي تحتضن تطلعاتهم “حاضنة أعمال غرفة طرابلس ولبنان الشمالي (بيات) و”دارت أحاديث مطولة حول بعض الأعمال والتي ينجزها بعض الرواد الشباب وتولد إنطباع لدى الوفد بأن هناك مشاريع جديدة وحيوية بدأت تتلقفها بيئة الاعمال في حياة طرابلس الإقتصادية المعاصرة وأن الإحتضان لا يترتب فيه على أي صاحب مشروع محتضن أية إلتزامات أو متوجبات مالية تجاه الغرفة فهي من الخدمات المساعدة على شد عصب تلك المشاريع ومساعدة أصحابها حتى بلوغهم الإستقلالية والإنفراد بتاسيس مشاريعهم الخاصة”.
وإنتقل الجميع الى “مختبرات مراقبة الجودة” حيث إستمعوا الى شروحات مفصلة من جانب مدير عام المختبرات الدكتور خالد العمري حول ما باتت تمتلكه تلك المختبرات لا سيما في القسم المستحدث منها والمتعلق بتقنيات متطورة ومعدات أكثر تطوراً في مجال الفحوصات المتعلقة بالمعايرة وكشف غش الذهب وكذلك تلك العائدة لفحص جودة الطحين المنتج في لبنان وهي خطوة غير مسبوقة في مجال فحوصات سلعة الطحين لأن لبنان يستورد القمح أما الطحين كمنتج فيتم طحنه في لبنان وان الفحوصات متوفرة بشكل سريع بحيث أن عينية واحدة لا يمكن ان تستغرق فحوصاتها أكثر من ثلاثة ساعات وهذا يتطلب فترة زمنية أطول لدى مختبرات لبنانية أخرى وأن تقنيات ومعدات مختبرات مراقبة الجودة في غرفة طرابلس هي غير متوفرة لا في مناطق لبنانية أخرى وعلى مستوى بلدان الجوار العربي”.
ومن ثم كانت محطات متتالية لمشاريع الغرفة ومنها مركز التعليم المستمر الذي وضعته الغرفة بتصرف نقابة أطباء الأسنان في طرابلس والشمال ومركز التدريب المهني والتقني الذي تم إفتتاحه مؤخراً وإستعدادات المركز للتعاون في هذا المجال مع جهات رسمية ودولية تتمثل بمنظمات ووكالات متخصصة وكذلك وضع ثلاجات ضخمة بتصرف وزارات الخدمات صناعة زراعة لا سيما وزارة الإقتصاد والتجارة لحفظ العينات المتعلقة يالمنتجات العائدة لمختلف القطاعات بهدف حفظها وصولاً حتر إجراء الفحوصات المخبرية المتعلقة بها للتأكد من مدى مطابقتها للمواصفات ومعايير الجودة وسلامة الغذاء وكذلك التهيئة لإطلاق مركز الأبحاث وتطوير الصناعات الغذائية في القريب العاجل والإطلاع على عمل نموذجي يعيد الإعتبار الى صناعة تراثية “البوظة الطرابلسية” التي لا يزال أحد أبناء المدينة يمتلك الوصفة المتعلقة بطريقة صناعتها من الأجداد ومنذ قرن مضى”.
وفي ختام الزيارة خرج وفد الفاعليات الطرابلسية الزائر بإنطباعات إيجابية تولدت من خلال الإستماع الى مقاربات الرئيس دبوسي لمرتكزات النهوض الإقتصادي والتقدم الإجتماعي وكل العوامل المساعدة لبنانياً وعربياً ودولياً على إضفاء الحيوية في دورة الحياة الإقتصادية بكل مرتكزاتها والتطلعات بأمل وتفاؤل بمستقبل واعد لطرابلس وكل لبنان وقناعة مؤكدة أن مسيرة غرفة طرابلس ولبنان الشمالي في الحياة الإقتصادية المعاصرة باتت مختلفة كلياً عن الماضي البعيد وأن الرئيس دبوسي إستطاع أن يجمع ما بين الأصالة والتراث والحداثة وقد عبر السيد عبد المنعم عدرة عن تلك المشاعر شاكراً الرئيس دبوسي على هذه الجولة في رحاب غرفة طرابلس قائلاً:” الحق أقول إنني وإخواني فوجئنا كثيراً بهذا التقدم الهائل لم يكن الذي لم يكن ليحصل لو لم يكن وراءه رجلاً مقداماً جريئاً قادراً واعياً فاهماً محباً لمدينته ووطنه ومؤمناً بالمستقبل، في الحقيقة نحن نفتخر بالرئيس دبوسي ونشد على أياديه وندعو له الله تعالى أن يديم عليه الصحة وطول العمر ونقول له من كل قلوبنا أن مدينتك بحاجة اليك والوطن على كل المستويات.