ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﻴﺸﺎﻝ ﻋﻮﻥ ﺍﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ “ﺍﻻﺳﺎﺳﻲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻫﻮ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ، ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ” ، ﻗﺎﺋﻼ: ” ﺍﻧﺠﺎﺯ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻘﺔ .”
ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻓﻄﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻗﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺑﻌﺒﺪﺍ، ﺃﻥ “ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺘﻄﻠﻊ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻥ ﻭﻋﺪﺕ ﻭﻓﺖ .”
ﻭﻟﻔﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﻪ ” ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ ﺍﻥ ﻧﺴﻤﻊ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺍﺻﻮﺍﺗﺎ ﺗﻬﺪﺩ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﺏ .”
ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻮﻥ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ :
” ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻔﺨﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻨﻴﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺣﺔ
ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ،
ﻳﺴﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﻧﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻊ ﺍﻧﻄﻼﻗﺔ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ، ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺔ، ﺣﻮﻝ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﺍﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻴﺔ، ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻭﺟﺪﺍﻧﻨﺎ ﻭﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ ﻭﻣﺤﺒﺔ ﻭﺗﻼﻕٍ، ﺗﻌﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﻰ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﺍﻟﻤﻠﺢ ﻳﺮﺑﻂ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺮﺑﻄﻬﻢ ﻋﻘﺪ ﻣﻮﻗّﻊ. ﻓﺄﻫﻼً
ﺑﻜﻢ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻜﻢ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﻳﺪُ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺎﻣﻌﺎً ﻟﻜﻞ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﻣﻔﺘﻮﺣﺎً ﻟﻬﻢ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻧﻪ.
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﻳﻘﻮﻝ ﻧﺎﺑﻮﻟﻴﻮﻥ “ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻲ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ، ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻻ ﺗﺘﻐﻴﺮ ” ، ﻭﻗﺪﺭ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎً ﻭﺳﻂ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺮﻛﺎﻧﻴﺔ، ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻜﺎﻧﺖ ﺣﻤﻤﻬﺎ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻓﻠﺘﺜﻮﺭ ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ، ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﺳﺘﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﻭﺛﻮﺭﺍﺗﻬﺎ ﻳُﺨﻂّ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ، ﻣﺜﻘﻼً ﺑﺄﺣﻤﺎﻟﻪ، ﻣﺜﺨﻨﺎً ﺑﺠﺮﺍﺣﻪ، ﻭﺃﻳﻀﺎً ﻓﺨﻮﺭﺍً ﺑﺈﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻪ.
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1967 ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻮﺟﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻤﻢ، ﻻ ﻧﺰﺍﻝ ﻧﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﺣﺘﻼﻝ ﻣﺎ ﺗﺒﻘّﻰ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﺗﻬﺠﻴﺮ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﺛﻢ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻓﺘﻘﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﺄﺳّﺴﺖ ﺍﻟﻰ ﺻﺪﺍﻣﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﺑﺪﺃ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮﻫﺎ ﺍﻟﺘﺸﻠّﻊ ﻳﻀﺮﺏ
ﺟﺴﻢ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺘّﺴﻊ ﻭﻳﺘﻌﻤّﻖ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻂ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﺗﻮﻥ ﺣﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ 15 ﻋﺎﻣﺎً، ﻛﻠّﻔﺘﻪ ﺃﻏﻠﻰ ﺍﻷﺛﻤﺎﻥ، ﺑﺸﺮﺍً ﻭﺣﺠﺮﺍً ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﺍً .
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 84 ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻠّﻤﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻛﺎﻥ ﺗﺸﻠّﻊ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﺫﺭﻭﺗﻪ، ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻤﺴﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﺎﺕ، ﻭﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺪﻭﻟﺔ ﻣﺎ، ﻭﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻨﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ، ﻭﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﺃﻣﻨﻲ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻨّﻔﻨﺎ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ ﻓﺮﻳﻖ ﺿﺪ ﺁﺧﺮ … ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ” ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺎﺭﻭﺍ
ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﺮﺗﺰﻗﺔ ﻟﻠﻌﺒﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺟﻨﻮﺩﺍً ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭﺍﻟﻬﻮﻳﺔ. ﺧﻴﺎﺭﻧﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻟﻬﻮﻳﺔ .”
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺳﻢ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ” ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ” ، ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ” ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻪ ﻭﻻ ﻭﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭﻩ ” ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻤﺼﻄﺪﻡ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﻣﻠﺘﺰﻣﻴﻬﺎ.
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ،
ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻌﺪﺕ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ﻷﻗﺎﺭﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﻷﻣﺲ، ﻟﻴﺲ ﻹﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻟﻜﻦ ﻷﺧﺬ ﺍﻟﻌﺒﺮ، ﻓﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺘﻨﺎ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﻻ ﻧﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻥ ﺇﻳﺎﻩ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﻘﻂ ﻓﻲ ﺃﺗﻮﻧﻪ، ﻷﻥ ﺫﺍﻛﺮﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﻣﺎ ﺗﻼﻫﺎ، ﻗﺪ ﺃﻋﻄﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ، ﻭﻋﻠّﻤﺘﻨﺎ ﺃﻥ ﻭﺣﺪﺗﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﺻﻤّﺎﻡ ﺃﻣﺎﻧﻨﺎ. ﻧﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﻧﻌﻢ، ﻧﺘﺠﺎﺩﻝ، ﻧﺘﻨﺎﻓﺲ، ﻧﻌﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻘﻔﻨﺎ ﻭﺣﺪﺗﻨﺎ، ﻭﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺴﻤﺢ ﻷﻱ ﺣﺪﺙ ﺃﻥ ﻳﻬﺪّﺩﻫﺎ. ﻭﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ ﻭﻻ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﺡ ﺃﻥ ﻧﺴﻤﻊ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃﺻﻮﺍﺗﺎً ﺗﻬﺪﺩ، ﺗﺼﺮﻳﺤﺎً ﺃﻭ ﺗﻠﻤﻴﺤﺎً، ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﺏ.
ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﺟﺮّﺑﻨﺎ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻋﺸﻨﺎ ﻣﺂﺳﻴﻬﺎ ﻭﻧﺰﻓﻨﺎ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺣﻬﺎ، ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﻢ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ..
ﻭﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻻ ﺣﻞ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ. ﻟﺬﻟﻚ، ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﻛﺮﺗﻨﺎ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﺣﻴّﺔ ﻛﻲ ﻻ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ، ﻭﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻭﻗﻠﺘﻪ ﺃﻭﻝ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﺮﺏ ﺗﻤﻮﺯ ﺃﻋﻴﺪﻩ ﺍﻟﻴﻮﻡ: “ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻻ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺘﺘﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ .”
ﻭﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻳﺠﺐ ﺳﺪّ ﺍﻟﺜﻐﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﻓﻴﻪ، ﻓﻨﻐﻨﻴﻪ ﺑﺠﻤﻊ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺧﺼﺎﺋﺼﻨﺎ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﻔﻘﺮﻩ ﺑﻄﺮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻣﻨﻬﺎ .
ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ، ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ، ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻧﺸﻬﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺗﻄﺮّﻑ ﻣﺘﺒﺎﺩﻝ، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻳﻌﻤّﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺗﻬﻤﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﻭﺗﻐﺬﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻮﻓﻮﺑﻴﺎ، ﻳﺒﺮﺯ ﺩﻭﺭ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻭﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ.
ﻓﻠﺒﻨﺎﻥ، ﺑﻤﺠﺘﻤﻌﻪ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻱ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻤﻊ ﻛﻞ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ، ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎً ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﻣﻴﺜﺎﻗﻴﺘﻪ، ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺴﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻤﻮّﻩ ﺑﻄﺎﺑﻊ ﺩﻳﻨﻲ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ، ﻣﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻔﻆ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺔ ﻭﺗﺘﻠﻤّﺲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ.
ﺇﻥّ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﺃﺭﺿﺎً ﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻷﺩﻳﺎﻥ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ، ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺃﺭﺽ ﻟﻘﺎﺀ ﻭﺗﻔﺎﻋﻞ ﻭﺣﻮﺍﺭ، ﻟﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻷﻗﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﺮﻛﺰﺍً ﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻭﺃﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍً ﻣﺤﻮﺭﻳﺎً ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻭﺻﻞ ﻣﺎ ﺍﻧﻘﻄﻊ. ﻭﻛﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺗﺸﻮّﻩ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ، ﻭﺇﺫﺍ ﻫُﺠّﺮ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﺪﺛﺮ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺪّﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻭﺗﻨﺘﺼﺮ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﻣّﺮﺓ. ﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺴﺘﻬﻴﻦ ﺑﺪﻭﺭﻧﺎ ﺃﻭ ﻧﺘﻬﺎﻭﻥ ﻓﻴﻪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﺭ.
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﺇﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻫﻮ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ، ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ.
ﻓﺎﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻣﻘﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﺎﺳﺪﺓ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺇﺩﺍﺭﺍﺗﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻮﻟﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﺛﻘﺔ.
ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺜﻘﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻧﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﺑﻮﻋﻮﺩﻫﺎ، ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻥ ﻭﻋﺪﺕ ﻭﻓﺖ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﻧﻔّﺬﺕ، ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺮّﺱ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ؛ ﻓﺘﺒﻨﻲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻩ، ﻭﺗﺤﻔﻆ ﻛﻴﺎﻧﻪ ﻭﺳﻴﺎﺩﺗﻪ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻪ، ﻭﺗﺤﻤﻲ ﺣﺮﻳّﺎﺗﻪ.
ﻭﺇﻧﺠﺎﺯ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ، ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻵﺗﻴﺔ، ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻷﻧﻪ ﺳﻴﺒﺮﻫﻦ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻮﺍﺯﻧﺎً، ﺃﻓﻘﻴﺎً ﺑﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻛﺎﻓﺔ، ﻭﻋﻤﻮﺩﻳﺎً ﺩﺍﺧﻞ ﻛﻞ ﻣﻜﻮّﻥ ﺑﺤﺪّ ﺫﺍﺗﻪ.
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ،
ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻻ ﺗُﺒﻨﻰ ﺑﻴﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺿﺤﺎﻫﺎ، ﻭﻻ ﺗﺒﻨﻰ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﻓﺮﺩﻳﺔ. ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻦ ﺗﻘﻮﻡ، ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻌﺎﺩ ﺇﻻ ﺑﺘﻀﺎﻓﺮ ﺍﻹﺭﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳﺎ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ. ﻭﻛﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻫﻲ ﻧﺠﺎﺡ ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً، ﻭﺃﻱ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻫﻮ ﻓﺸﻞ ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً.
ﻫﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ، ﺃﻥ ﺗﺘﻘﺪّﻡ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻓﺘﺴﻬﻞ ﻋﻨﺪﺫﺍﻙ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ.
ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻛﺮﻳﻢ ﺃﻋﺎﺩﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺔ.